الفصل الخامس عشر

438 61 1
                                    

جلس والظلام يحاوطه لقد عاد ما عانى لقتله و دفنه ، توحشت روحه وقد صار أسوء من قبل
كان مُمدداً فوق فراشه غير عابئ ببرودة الغرفة الموحشة
طُرق الباب ودلف مصعب كعادته منذ أيام

_ آدم كيف حالك اليوم ؟

سأله بأمل لـ إستعادة صديقه القديم

_ كما ترى مُحطم

قال بمرارة واضعاً ساعده فوق وجهة مانعاً صديقه من رؤيته دموعه التي إنهمرت بمجرد ذِكر حاله

_ ستعود أنا واثق

ابتسم آدم بسخرية على تفائل صديقه الغير منطقي بالمرة

_ حقاً ، ستعود بعد كل ما عانته معي منذ أن وطأت قدماها حياتي وهي تُعاني تحارب شياطيني بكل بسالة
غير عابئة بكل ما يُثرثر به الناس عنها ، لقد خذلتها ودمرتها
لقد قالت لي بالنص أنها لا ترغب برؤية وجهي مرة أخرى
أتعلم لماذا ؟

تحشرج صوته وهو يقف أمام صديقه

_ لأنني رجل قذر لا مبادئ ولا دين لديّ عند أول صدمة عُدت كما كنت ، ماذا يُجبرها البقاء مع شخص مثلي
بربك يا رجل كيف ستعود وهي باتت تمقط مجرد ذكر اسمي في مجلس عابر لقد إنقطعت كل سبل الوصل بيننا حتى أهلها فشلوا في إرداعها عن رأيها و تمنعها
لقد إنتهينا يا مصعب

حدق في الفراغ بخيبة ويأس قبل أن يقوم صديقه بالتربيت على كتفه بمواساة

_ لا تكن مُتشائماً هكذا أنتما تحبان بعضكما كثيراً ، لقد رأيتك كما لم تكون من قبل بفضلها
ما بينكما ليس بهين كي ينتهى ، هكذا قاتل من أجل حبك آدم لا تكن ضعيفاً و تنعزل عن العالم وتبكي فقدها
إذهب لها حتى تصفح عنك وترى أنك تغيرت هي حتى لا تعلم سبب ما حدث كله

أعاد آدم خصلات قد إلتصقت بجبينه و بصيص أمل يتسرب داخل قلبه ، قبل أن يقبل مصعب جبينه راحلاً تاركة إياه في ظلمته و أفكاره
تذكر ذكرياتهما سوياً يوم عقد قرانهما ، ليلتهم الأولى
صلاتهم سوياً وردهم الخاص
الكتاب الذي إقتناه من أجل عيناها وتقرأ يومياً أحد رسائل كافكا لحبيبته وكانت تصر أوقات على قرأتها بصوته
، كتب التاريخ التي تعج المكتبة بترتيب عطرها الذي يتحرش بحواسه كل ما مر طيفها بجانبه أو حتى في أحلامه ، وقوفها في المطبخ وجلوسه أمامها كطفل ينتظر أمه صوتها الساحر و شعرها المجعد
كل تلك الأشياء جعلت رأسه يكاد ينفجر و فؤاده يئن من فرط حنينه لصاحبة كل تلك الذكريات ،
تذكر أحد آخر المواقف بينهم التي سبقت غيابها بأيام

كانا قد عادا من الصعيد قبل أيام حتى أصرت ساندرا على
زيارة الفتاة التي تصيب بعاهة مُستديمة لها

_ ولكنك متعبة من السفر

قال محاولاً إثنائها عن رأيها بالذهاب إلى منزل الفتاة

Bad Boy. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن