الفصل الثاني

1.4K 111 8
                                    

جلس مُتربعًا في الشرفة جلسته المفضلة ، بجانبه كوب من النعناع الدافئ بينما هو مُنهك في قراءة كتاب الرحيق المختوم ، الطقس حار بالخارج فـ خلع كنزته وأرتدى نظراته الطبية المُستديرة زاممًا شفتيه.

_ ستُخجل الفتيات يا راجل كيف تقف في الشرفة هكذا.
_ إجلس يا مِصعب أريدك أن تشرح لي بعض الأجزاء في هذا الكتاب.

جلست صديقه أرضاً بجواره

_ أريني هكذا.

أخذ يشرح له الأجزاء المُستعصية عليه بطريقة مبسطة إلي أن أنتهوا. 

_ شكراً لكَ يا مِصعب
_ لا شكر على واجب يا صديقي هيا لنتوضأ و نذهب للصلاة في المسجد

طاوعه بصمت وذهب ليتوضأ ويرتدي زي الصلاة الخاص بِه أو الذي أحضره لهُ مِصعب في يوم ميلاده ، كان أسود اللون يتناسب مع بشرته البيضاء وذقنه الحليقة

_ أنتهيت ؟
_ نعم ، هيا بنا .

مشىٰ للمسجد بخطوات مضطربة أدى صلاته بخشوع ليقابله أحد رفقاء السوء

_ وهل يجوز دخول الشيطاين إلى بيت اللَّه ؟

تخطاه وبجانبه مِصعب لم يعتد التبرير أو وضع الأسباب هو يفعل ما يرضيه وحسب ، ودعه مِصعب وصعد هو إلي شقته تحت نظرات أمه المشمئزة من هيئته تلك

_ ما هذا الذي ترتديه ؟

أجابها ببساطة جعلت براكين تتأجج بداخلها

_ عبائة أو رداء للصلاة ما مشكلته ؟
_ وإن رآك أحد بهذا المظهر!
_ وما بهِ مظهري ؟

تركته قبل أن تنفجر في وجه وهو ابتسم بمرارة ، ذهبت لغرفته وقام بتعبئة حقيبة ظهره  ببعض الملابس تكفيه لعدة أيام ، أرتدي سرواله القصير الذي يتخطى ركبته ببعض السنتيمترات و تيشرت أصفر جعل هيئته لطيفة ومبهجة بعيدة عن مظهره الغامض المعتاد ، فقط كل ما يعكر طَلته وشم ذراعه ضيق عيناه مُحادثًا الوشم الأسود.

_ عليَّ إزالتك اليوم فأنتَ تمنع صلاتي.

أخد حقيبته وأرتدى حذائه الرياضي وهو يلقى التحية على والدته وشقيقته.

_ أين ستذهب يا أخي ؟

نظر لأمه بقلق

_ سوف أذهب لعمي.

توحشت عيناها وهي تطالعه بشر

_ إلى أين؟
_ إلى عمي.

وكالعادة لا تَقوي على مواجهته فتختار الهزيمة أمام ثبات ولدها

_ فلترسل تحياتي لـ آسية.

إبتسم بلطف وهو يرحل ، ذهب لأحد مراكز التجميل وذهب لإزالة ذلك الوشم المقيت تألم للغاية نزعه كان أصعب من وضعه بمراحل ، لكنه شعر بإرتياح وهو يرى جلده مُشرب بالدماء بدلًا من تلك الحروف اليونانية
ذهب لمحطة القطار إبتاع تذكرة للصعيد وبعض المأكولات والمشروبات السريعة حيث تنتظره رحلة تتخطى السبع ساعات إلي جنوب مصر ، ردد بخفوت

_ اللهم أنتَ الرفيق في السفر.

قرأ أذكار السفر من تطبيق " أذكاري " بينما صورته هو وسارة تتوسط شاشة هاتفه تشعره بالذنب و لذوعة في حلقهِ ، هي لا تستحق الهجران ولكنه متورط معها لأبعد حد ولا يجود مفر للإنسلاخ عنها ،  أغلق الهاتف وهو يزفر بتعب ممرًا يديه على ذقنه الحليقة

_ خطأي الفادح.

حاول طرد سارة من رأسه فقام بمشاهدة فيلم أنمي مفضل لديه عَله يشغل وقته ولكن طال الطريق فأخرج رواية " فلتغفري " من حقيبته يقرأها للمرة التي لا يعلم عددها يذكره عزيز البطل العاصي بِه كثيرا في وقاحته وفجوره لكن عزيز كل هذا كان من إخياره بينما هو ولد و وجد ذاته في عائلة مرموقة لا تهتم بشئ سوا المال والمظاهر الإجتماعية ، زواج مرتب بين إثنين يُخلف أطفال صِغار يُبرمجوا على ذات النهج وسلسلة لا مُتناهية من الفشل ، نظر للشاش المربوط حول ذراعه كان أيضًا نقطة مُشتركة بينه وبين عزيز لكنه تركه تركه للَّه ومن ترك شيئًا للَّه عوضهُ اللَّه خيرًا منهُ ، توقف القطار أخيرًا فأعتدل في جلسته وقام بلملمة أشيائه وترجل من القطار والليل  قد حَل ، و الشوراع بدت معتمة للغاية.

_ عليَّ الآن طلب سيارة وإلا سأضل طريقي كالعادة. 

قام بطلب السيارة وأملىٰ على السائق العنوان ليوصله لمنزل عمه المكون من عدة طوابق ، قام بقرع الجرس الخاص بالبوابة الرئيسية ليفتح له حارس البوابة المبتسم.

_ تفضل أستاذ آدم ، ما تلك المفاجأة السعيدة.

ابتسم للحارس وهو يسأله بترقب

_ هل عمي مُستيقظ ؟
_ لا أظن ذلك ، ولكن الشقة في الطابق الثاني يجتمع بها الشباب بالتأكيد ستجدهم مُستيقظين.
_ حسناً شكراً لكَ.

صعد للطابق الثاني بخفة وقام بطرق الباب ليُفتح بهدوء ويشعر بأحدهم يضمه وهو يهمس

_ لقد تأخرت كثيراً يا وغد.






Bad Boy. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن