الفصل الخامس

847 85 9
                                    

في القاهرة ، كانت رؤى تَطلي أظافرها بلون بُرتقالي برغم غراباته ولكنها تحبه أتاها صوت والدتها الرَفيعة

_ أنا ذاهبة للنادي يا رؤى.

أجابتها بصوت عالي من غرفتها المُرتبة

_ حسناً أمي.

ومع صوت إغلاق باب الشقة ، قامت بإلقاء طلاء الأظافر و إمساك هاتفها المحمول والإتصال برقم ما

_ حبيبي ، إشتقتُ لكَ.

أتاها الصوت الرجولي الهادئ من الطرف الآخر

_ وأنا أيضاً إشتقت لكِ.
_ إذًا لمَ لا تتصل بي ، يمتلكني شعور غريب لا أود تصديقه.

استلقت على الفراش تريح رأسها فوق الوسادة الناعمة مُحاولة إخراج تلك الأفكار السيئة من رأسها ولكن بلا جدوى.

_ ماهو ؟

تنهدت تنهيدة مُحملة بالكثير من الخوف و الإحباط

_ أنك بدأت تمل أو أنك لم تكن جادًا  منذ البداية في أمر علاقتنا.
_ ولمَ تفكرين في تلك الأمور الغريبة؟
_ لا أعلم ولكنني خائفة يا مُنتصر.

حاول تهدئتها وهو يهمس لها

_ رؤى عزيزتي كفاكِ قلقًا و تفكيرًا ، أنا هُنا بجانبك لم ولن أمل تأكدي من ذلك لقد حاربت طويلًا كي أحظى بكِ وبحبك ومازال أمامي الكثير لأعبره لذا ثقي بي وإطمئني.

صممت ثم قالت بصدق

_ ثقتي بك ليس لها حدود ، ولكن ثقتي بالقدر معدومة.
_ إذاً فلتنسي القدر وكل تلك الأمور التي تُنغص علينا علاقتنا ، ما رأيك أن نلتقي اليوم ؟
_ اليوم ؟
_ نعم اليوم لقد ضاقت عيناي صبرًا  لرؤيتك ، و والدتك اليوم في النادي لذا لا مانع.

فكرت قليلًا ثم وافقت بسعادة وبدأت بالتجهيز لموعدها الخاص ، بضع ساعات ستنسى بهم جميع مخوافها و أفكارها السوداء و تنعم بالحب بجوار حبيبها ، دقت الساعة السادسة فهاتفت والدتها تخبرها بخروجها من المنزل وهي لم تكترث في الواقع ، إرتدت فستان يتعدي ركبيتها فضفاض قليلًا به ورود من اللون السماوي وتركت شعرها مُنساب على طول ظهرها وذهبت إليه ما أن رأها حتى سحرته كعادتها.

_ ما كل هذا الجمال ؟
_ فقط عيناك من تراني جميلة هكذا.
_ بالتأكيد لا ، بالطبع يرى جميع من حولي سحرك الخاص.

ابتسمت له بسعادة مصحوبة ببعض الخجل

_ كيف حال آدم ؟
_ لقد سافر الحقير منذ أمس ولم يتصل بي مُطلقاً سوف أُريه.
_ ولمَ لم تحاديثه أنتِ ؟
_ يجب عليه تذكري دائمًا و الإطمئنان عليّ أنا شقيقته الصُغرى عزيزي.

نظر له بقلة حيلة

_ كما ترين يا رؤى.

تعلم يقولها عندما لا يجد ردًا مُناسبًا على حديثها ، ضحكت وهي تَقرصه من وجنته

_ كم أنتَ رائع عندما تهاودني.

ابتسم لها بعذوبة وهو يمسك يديها يقبلها

_ أنا دائمًا رائع ، هل تستطيعين إنكار هذا ؟
_ حبيبي رائع دائمًا و أبدًا
_ لقد أخجلتم تواضعنا.

أشرق وجهها بحب وهي تشدد على إحتضان يديه

_ مُنتصر ؟
_ أخرجي ما يجول بصدرك.

كانت مُشتتة للغاية تهربت من عيناه وحاولت إخراج صوتها طبيعيًا

_ لا شئ مُنتصر أنا فقط خائفة كما أخبرتك.

صمت ثم وضع الحساب على الطاولة و أمسك يديها يصطحبها خارج المقهى ثم جلسا في السيارة ، وفاجأة جذبها ضاممًا إياها إلي صدره

_ لا أستطيع إبادة خوفك ، لكن يمكنني تخفيفه ، أعدك يا رؤى ألا أكون سببًا في جرحك أو وجعك وسأبذ قصارى جهدي لكي أجعلك تطمئني بجواري.

ثم قام بإبعاد رأسها عن كتفيه وهو ينظر لها بعمق

_ كلما أصابك خوفًا أو ضيق إنظري لعياناي وإن رأيتي بهما جفاء في يومٍ فـ إتركيني.

أنساب عباراتها وهي تهز رأسها برفض

_ لا يمكنني تركك لا يمكنني.

ألقت رأسها على كتفه ويديها وجدت مكانهما حول خصره ، مرت بعض الدقائق وكانت إستكانت وهدأ خوفها وروعها ، همست له

_ مُنتصر.
_ ماذا حبيبتي ؟
_ أحبك يا حَبة قلبي.

وضع قبلة على رأسها وصمتا ، توقفت كل الأصوات حولهم عادا دقات قلبهما وأصوات أنفاسهما ، تُمرر كلماته على قلبها لـ تهدأ أكثر من حلاوتها هي لهُ وهو لها ستترك خوفها وقلقها مُصدقة لما يُخالجها من طمئنينة ، وثقت بوعوده وإستسلمت ولم تلاحظ ملامحه التي بدأت تتوحش .

______________

إعتدل آدم وهو ينهض من نومِه ينظر لتلك اليد المُحاوطة ليديه أبعدها بفزع

_ أستغفر الله العظيم ، سارة سارة إنهضي.

نهضت وهي تتثائب

_ حبيبي لقد نهضت ، هل أنتَ بخير ؟
_ سارة كيف أتيتِ إلى هنا وبأي صفة!

كانت على وشك أن تحاوب لتجد صوتًا يُبادر

_ لقد حادثها آسر و أخدته منه العنوان ، أما بأي صفة فـ بصفتها حبيبتك.

ضرب رأسه بيديه وهو ينظر لسارة بغضب لاعناً حظه الذي أوقعها في طريقه ، وهي لا تفهم لمَ تغير معها هكذا ولمَ صار بذلك الجفاء المُحبط.



Bad Boy. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن