الفصل العاشر

689 73 11
                                    


كان مُمدداً على الفراش وعظامه تئن لقد أرهق جسده في اليوم السابق ومازالت جبائره كما هي و عظامه لم تشفى جيداً بعد

_ أ أنتَ بخير يا عزيزي ؟

جلست ساندرا بجواره ويداها تُعانق يده في حرارة

_ نعم أنا بخير

ابتسمت له تلك الابتسامة التي تجعل روحه ترفرف ، شعاع النور الذي اقتحم حياته بلطف شعر برغبة قوية للحديث حول ماضيه فأمسك يديها برفق

_ ألديك طاقة للإستمتاع لأسباب الحزن الذي يجيش بصدري ؟
_ بالتأكيد

تنهد بثقل وهو يسترجع ذِكراه

_ لطالما كانت عبارة الممنوع مرغوب تتردد على مسامعي ، كنت طفل صغير في الخامسة من عمري أعيش في منزل الأسرة في الصعيد برفقة طارق و وائل و آسر ، بالمناسبة لم يحضر طارق لسفره هو و زوجته في أمور هامة
المهم كنت طفلاً لا أدرك شئ وكنت أعيش تلك الحياة البسيطة في سعادة و سرور لينقلب كل شئ بين ليلة وضحاها والابن الأكبر يريد التحرر والخروج من القفص للعالم الخارجي اللامع ساحباً خلفه زوجته و ابنه الصغير الذي لم يدرك خطورة ما هو مُقدم عليه ،  بدأ كل شئ من تلك النقطة وبدأ ولادة آدم الذي طالما كرهته كنت أسوء شخص في حياتي ظللت في ظلماتي ، كانت عيشتنا مليئة بالرفاهية ولكنني كنت مُفتقد وجود أصدقاء حولي حتى ولدت رؤى بعد خمس سنوات من إنتقالنا لهذا العالم القاسي ولأن أمي كانت دائمة الإنشغال وأبي كذلك فكنت أنا من يعتني بها ، عندما بدأت في المرحلة الإعدادية بدأت مواعدتي للفتيات حتى أنني كنت أحضرهن للمنزل بحجة المذاكرة وأمي لم تكن تمانع أبداً ، حتى انتهيت من المرحلة الإعدادية وحصلت على مجموع مرتفع وجئت أزف إليهم الخبر لأجد ..

أغمض عيناه بمرارة وهو يسترجع ذكريات ذلك اليوم ، كان عائد بسعادة غامرة يرغب بإخبارهم كل ما يجول بصدره
وصل بيته وهو ينادي حتى وصل لغرفة أبيه وأمه ليسمع صوت تأوهات و همسات كسرت قلبه كان الباب شبه مغلق و إستطاع رؤية والده في أحضان أخرى في منزله في فراش والدته ، ابتعد عن ذلك الوضع المثير للإشمئزاز وهو يدخل غرفته ويلتف حول ذاته ضامماً ركبتيه إلى صدره ورأسه بينهما  و عيناها تخونه و حررت دموعها ، شعر بدموعه تنساب على طول وجنتيه ليسارع بمسحها وهو يكمل لها

_ كانت أول خطواتي نحو القسوة ، كنت أشعر بمشاعري تتبلد كل ما أنظر لوجهه لم أستطع مساحاته حتى وإن كانت أمي مخطئة ولكنها أمي لم أجد ما ألجأ إليه في تلك الفترة سوا أصدقاء سوء لم يفوتوا الفرصة في استغلال ضعفي وحزني لأُسحب في حفرة لم أرغب يوماً أن تطأها قدماي لكنني كنت أضعف من أن أغضب أو أثور ، وإنسحبت خلفهم بكل سهولة و يسر وأصبحت آدم الذي كنت عليه منذ أيام غاية في العُهر والقرف
_ ولكنك الآن بخير
_ أحاول .. فقط أحاول أن أكون بخير لكني بداخلي مُهشم و لا قدرة لي على إصلاحه

Bad Boy. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن