الفصل الأول

4.3K 158 18
                                    

كان دخان سيجارته يترفع مكونًا حلقات دُخانية حوله ، نظر أمامه بنظرات مُتفحصة حتى أقتحمت عزلتهُ بصخبها المُعتاد

_ مرحباً آدم.
_ مرحباً سارة.

أمسكت يديه و مشاعرها تفضحها ، وهو كالمياه في ديسمبر برودته تلسع قلبها.

أمسك هاتفه يطالعه بملل غير مُكترثٍ بها

_ آدم..هناك حفلة موسيقية أرغب بالذهاب إليها لمَ لا تأتي معي؟

نظر لـ عينيها بعمق ، لمح بهما الإصرار وهو يعلم أنها لن تهدئ حتى تنعم بما تريد

_ حسناً سارة ، متى الحفلة ؟
_ الثلاثاء القادم.

أومئ لها ، وغرق في صمته وتبغه وإستمرت هي في ثرثرتها المتحمسة.

                      __________________

إمتطى دراجته النارية مُحدثًا جلبة في قلوب الفتيات ،
لا يمتلك جمال فاتن ولا جسد رياضي يكاد ينفجر من العضلات ، بل هو فتى منحرف أو " Bad Boy " يضع وشماً بـ اللغة اليونانية ، يرتدي ملابس شبابية غريبة
يستمع للـ راب ويقضي سهراته في حانات ، مِثال لما ترغب بهِ فئة كبيرة جدًا من الفتيات

_ هل تأخرتُ عليكَ؟

سألت سارة برقة وهي تخرج من سكن الفتيات ، بعدما قامت بإبهارهن جميعًا بحبيبها الوسيم

_ لا لم أنتظر كثيرًا.

أسندت رأسها على ظهره وهي تحاوط خَصرُه بذراعها ، لا يشعر بأي شئ أنوثتها ، دلالها ..رقتها و غنجها
بالنسبة له لا شئ ، يشعر أن عالمه بأكمله مزيف ، يحاوطه كاتمًا أنفاسه ويضيق عليه أيامه ، وصلا إلى الحفل وهي متشبثة بذراعه كطفلة صغيرة تذهب مع والدها في نزهة.

_ آدم و سارة ، لقد ظننا أنكما تزوجتما دون أن تخبرانا.
_ لن يحدث دون علمك سامر.
_ لا يبدو لي الأمر هكذا يا صغيرتي
_ لمَ تقول هذا؟
_ لقد أختفيتما لفترة ولا يجيب آدم على إتصلاتنا وإنتِ دائمة الإنشغال.
_ لقد حدثت بعض الأمور ، ولكن نحن الآن بخير ، أليس كذلك يا آدم ؟

هز رأسه بلا تعبير وهو يذهب للبار تاركًا سارة خلفه بعادتها الثرثارة تلك تملئ آذن صديقهم بتفاهتها.

_ آدم.
_ مممم؟
_ هل تحب سارة؟

شرد قليلاً يرتب مشاعره التي بُعثرت أثر ذلك السؤال

_ لا أدري يا مُسلم.
_ إذا كنت تحبها لن تتردد في الإجابة ، إذاً لمَ لازلت مُستمر في مواعدتها ؟

نظر لها ولملامحها المُنفرجة

_ لا أرغب بإطفائها ، ليس غرور ولكن سارة المُفعمة بالحياة تلك ولدت بين يداي لا أرغب بأن تعود كما كانت ، حزينة و مُحبطة لقد تحطمت بعد وفاة والدها ويجب عليّّ أن أظل بجوارها حتى تصبح أفضل مما كانت عليه.

Bad Boy. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن