الفصل التاسع

701 86 11
                                    

فتح عيناه ببطئ ليجد مكانها فارغ نظر حوله وهو يعتدل
و الغطاء ينحسر عن جزعه العلوي ، ليجد أثر سجادة الصلاة و وجلبابها وهي تخرج من المرحاض تجفف خصلاتها مُرتدية تيشرت خاص به يتعدي ركبتيها
لم يرها أو يرى شعرها منذ فترة ومن الواضح أنها غيرت بتسريحته جاعلة منه مُجعد كما يطلق عليه " curly hair"

_ صباح الخير

ابتسمت له بحنان وهي تقبل وجنته ، لا تعلم ما كل تلك المشاعر التي إجتاحتها تجاهه ولما تتسارع نبضاتها منذ أمس وهو نظر لعيناها بعمق وهو يقبل يديها بحب أدهشه

_ صباح الخير ، هل نمتي جيداً ؟

ابتسمت بحماس وهي تهزر رأسها بالإيجاب

_ غرفتك دافئة للغاية شعرت بينها بآمان وسكينة لم أشعر به منذ مدة
_ وأحضاني هل تشبه غرفتي ؟

ضحكت وهي تلقي برأسها على قدمه المجبرة بـ حذر

_ تؤلمك هكذا ؟

نفى سريعاً وهو يعبث في خصلاتها المجعدة ، نظرت له مجدداً تستشعر ذلك الشعور اللطيف بقربه لتفاجأه وهي تهمس ناظرة لعينيه

_ لما هناك حزن مخبئ بداخل عيناك الجميلاتان ؟

بادلها النظرات اليائسة

_ لا أتذكر متى كانت آخر مرة كنت بخير بها ، على أي حال لا تشغلي بالك لقد رحلا أمي وروؤى في الصباح من أجل إعطائنا مساحتنا وهذا معناه أن المنزل كله تحت تصرفك

تمددت على فخذيه أكثر و تقول بنبرتها الناعسة

_ أرغب بقليل من الراحة ، لقد إستُنزفت جميع قواي في الأيام الماضية

ثم وضعت يدها فوق يده الساكنة فوق رأسها

_ لم تخبريني ماذا فعلتي كي تستطيعين الهرب ؟

غامت عيناها بحزن وأمواجها تتلاطم ، قبضت على ملائة السرير بشدة وهي تستشعر ضربات جسدها كأنها الآن ، غاصت في بحر أوجاعها ناظرة لعينيه بضعف ليضمها لصدره

_ لقد تأذيت كثيرًا ، ظنوا أن أحدهم عبث برأسي حاولوا إرجاعي عن قراري باللين والمناقشة ثم لجأوا للعنف معي
لقد تأذيت نفسياً وجسدياً لإرضاخي ولكنني لم أرضخ ولم أخضع ، ظللت أفكر أين يمكنني الذهاب حتى أتيت أنتَ بعقلي ذهبت لمكتبك وطلبت منهم عنوانك وبعد إقناعهم إنني صديقتك وافقوا وأتيت لكَ فقط ، أنا لا أريد أن أتذكر كل هذا دعنا لا نتحدث كثيراً عن ما مضى على الأقل الآن

صمت وصممت فقط دموعها تنساب ببطئ حافرة خندق على طول وجنتها الحنطية ، صمتوا كثيراً كعادتهم منذ التقوا ما يعتمر بداخل صدورهم أعمق من أن يُعبر عنه بكلمات أو حديث حينما تجد ما يقاسمك أحلامك و أوجاعك وما تأمل للوصول له تشعر بمشاعر غريبة تدور داخل أوردتك ، أمسكت يديه تستشعر دفئها كان دائم البرودة واللامُبلاة في الماضي حتى مع تعاملاته القصيرة معها الآن تستشعر يديه كجمرة مشتعلة تشجعت ورفعت يديها إلي وجنتيه تتلمس ذقنه الحليقة ، ثم همست بلا وعي

Bad Boy. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن