الفصل السادس عشر

506 64 9
                                    

ودائمًا أنتظرُك
كأنِّي على موعدٍ
مع راحتي.

- عمار ياسر

كانت تجري في أروقة المستشفى بضياع بعدما إستعانت بأحد جيرانها على نقل آدم حتى لم يتسنى لها الوقت لإخبار والداها ، وقفت بجانب غرفة الكشف و دموعها لا تتوقف هي غاضبة منه و مُستائة منه لأبعد حد ولكنها كانت تظنه بخير في الأيام الفائتة وقد إتضح لها أن كل ما به بهت و إنكسر
بشرته شاحبة .. عيناه غائرة .. ابتسامته تجمدت
لقد إعتزل الحياة بعدها يبتهل لربه كي يغفر له خطاياه العديدة التي لا تُغتفر و يعيد له مُهجة قلبه
بكى شوقاً لها و بكى على ما ألت إليه أموره و كيف إنتكس بعدما ظن أن حياته قد أضائت بها ولكن نورها لم يكن كافياً لظلمته وهذا ما أدركه لاحقاً ظلمته أشد و أحلك من أن تُنيرها تلك الفتاة وإن كانت تمتلك فؤاده

_ كيف حالته يا دكتور ؟
_ لا شئ خطير فقط إنخفاض في معدل السكري و ضغط الدم و كان هناك بوادر إنهيار عصبي ، ولكن سيطرنا على الوضع و حقناه بمهدئ و محلول مغذي و سيفيق خلاص ساعة على أقصى تقدير

طمأنها الطبيب ولكن قلبها مازال ينتفض لقد تغلل آدم بداخل روحها في فترة قصيرة ، لقد كان فراقة عقاب لها قبله لم تعد تستطيع النوم أو حتى التنفس في مكان لا يحاوطها دفئه فيه
دلفت للغرفة بعد مدة قصيرة نظرت له بحزن و هي تراه ملقى على الفراش و المحلول الوريدي يسري في عروقه
بشرته شاحبة كما لم تعهدها من قبل ، جلست على المقعد المقابل لفراشه ثم قبلت جبينه بعمق وعيناها مُغروقتنان بالدموع

_ كيف وصلنا إلى هنا أنا لا أعلم ، لقد بدا كل شئ مثالياً و مدهشاً كنت أشعر أنني أمتلك العالم بأسره
كل ما حلمت به يوماً تحقق بطريقة أفضل مما تمنيت
كنت أصلي لأجل الحب أتمنى أن يرزقني الله بحبيب يسكن بين ثنايا قلبي و حبه يكون مقروناً بأنفاسي ، ظننت أن أحلامي العاطفية تلك لن تتحقق وأنها مجرد أحلام وردية ستوؤدي بي للتهلكة من فرط رغبتي بها حتى أتيت أنت و باتت كل أحلامي حقيقية ملموسة دافئة و مُفعمة بالحب ، ولكن بدون سابق إنذار إنهار كل شئ بلحظة
و في تلك اللحظة أنا أفقد القدرة على الغفران لك
كلنا خطائون ونمتلك خطايا تُثقل كهولنا ولكن آثار تلك الليلة لا تزال بعقلي ولا أستطيع تخطيها بسهولة

غامت عيناها بحزن و بدأت بإسترجاع ذكريات تلك الليلة المشؤومة ، بعدما غادروا من عند منال كانت ساندرا ترغب برؤية والديها ترجت آدم بلطف

_ لا مانع لديّ ولكن أنتِ تعلمين لقد أهملت مكتبي لفترة لذا عليّ الذهاب
_ حسناً أوصلني وسأجلس قليلاً وأعود للمنزل

بدا على ملامحه عدم الاقتناع

_ تعودين وحدك ؟
_ لا تقلق يا حبيبي المسافة ليست بالبعيدة وإن تسنى لك الفرصة للقدوم و أخذي لن أمانع

Bad Boy. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن