غياهب فينيان || 𝐃𝐎𝐅 [مكتملة]

٣٠-غياهب الثلاثون

الفصل الثلاثون | غياهب الثلاثون

كيف كانت بدايتهم وكيف انتهت بهم الأيام ، كل شخص الآن لديه شيء ليحافظ عليه ، ليحميه ، يحمي نفسه في بداية الأمر وثم يحمي من يحب ، فأذا لم يستطع حماية نفسه فلن يستطع حماية من يحب ، تلك الليلة كانت من ارعب الليالي التي عاشها القصر وصوت الصرخات قد وصلت حتى إلى البيوت القريبة من القصر ، والكل يتسائل ماذا حدث وما هي الغياهب التي تحملها هذه الليلة الباردة ...

....

في جهة أخرى من كل ذلك الضجيج ، كان اديلان ومعه صوفيا في منزل هنري يتدفئون ويتسامرون بأشياء عادية بعدما انتهوا من أكل وجبة العشاء ، اخبرها عن أنه يعمل لدى ساحرة تدعى بياتريس فأخبرته أنها تعلم بأمرها من هنري ،. بل واضافت أيضاً أنها اصبحت لا تصدق بوجود هذه الاشياء ، السحرة والسحر والشعوذة وكل هذه الأمور الغيبية التي لا يستطيع العقل ادراكها واردفت قائلة له أن معضم الناس هنا لا يعلمون بأمر بياتريس وكأنها شيء لا وجود له وحتى إذ علموا فهم لن يصدقوها وسيعتبرون الأمر على أنها دجالة ومخادعة .

انتهت بهم اطراف الحديث إلى التكلم عن انفسهم ، فصارحها اديلان بعدما اصبح وجهه ينبعث منه الاحمرار والخجل :
_انا أشعر أنني الآن وبهذه اللحظة الشاعرية والدافئة احبكِ من اعماق قلبي واتمنى أن لا تكسريني لأنكِ فعلا أجمل فتاة قد فُتنت بها طوال حياتي التي عشتها .

بقيت صوفيا تنظر له وعيناها تتضاحك له لأنها غير معتادة عليه وهو جدي بهذا الشكل ، فهي قد عرفته في فترة قصيرة ولا تعلم كل شيء عنه وقد أتى لها في الوقت الذي لاتزال تذكر رفاقها فيه .. ارادت صوفيا أن تتكلم وتعبر له عن ما في داخلها أيضاً لكن قاطع لحظتهم الرومانسية اصوات الناس وهي تعبر من جانب المنزل ... نهضت صوفيا بملامح غاضبة وفضولية تريد أن تعرف ما كل هذه الضجة ، فتحت الباب ببطء لتنصعق بمنظر الناس الذين يتجهون إلى جانب القصر وهم قلقون ...

_اديلان تعال إلى هنا هناك شيء ما يحدث في القصر !!
-قالت صوفيا وهي قلقة وتفكر بأمر هنري وكل ما خطر في بالها أنه تم كشفه -
انطلق اديلان ومعه صوفيا مع حشد الناس الفضوليون .

....

بعدما نظر هنري إلى فينيان وهي الاخرى نظرت له بعناد ، خرج مسرعاً من الباب ولم تستطع فينيان قول أو فعل شيء ، وعندما خرج شاهد القصر في حالة ضجيج تام ، صراخ الخادمات وتراكضهن عبر الممرات بخوف ، ولمح بجانب غرفة الملك بعض الجنود من بينهم كارلوس يمسكون بملك مملكة غوثام وهو يحاول الافلات منهم ويخبرهم أنه لم يفعل شيء وانه فخ ومكيده ... ركض اليهم مسرعاً ... عندما وصل بدأ كارلوس يخبره بصوت مرتفع ومشحون :
_اين كنت !! مالذي اخرك !؟

تجاهله كأنه ليس موجوداً ودخل على الملك في غرفته ، كان الملك يتصرف كأنه على فراش الموت وبجانبه زوجته المسكينة التي لا يوجد لها شيء لتفعله أو تقوله ،، نظر إلى عينين الملك فأغمض الملك عينيه وكأنه يخبره بأن كل شيء قد سار بحسب ما خطط له ،. لكن ماذا عن شعور هنري للأمر ؟! مالذي اقحم نفسه به !! .. شعر لوهله أن الأرض لم تعد توسعه وانه سيغمى عليه في تلك اللحظات ،. فوق الم عظام جسده حصل هذا الأمر كله .. ثم بعد ثوانيات استفاق من هلوسته على صوت الملكة وهي تقول :
_اللست قائد الجنود ؟! أذهب واللقي بذلك الملك المخادع في الزنزانة الآن .