الفصل السابع | ذكرى و حلم
حل الليل وبقي هنري مع فينيان في الغابة الموحشة والباردة .. اشجار كثيفة ورياح عليله تهب عليها وذلك الصوت العزيف التي تخلفه الرياح ومع ذلك اشعل هنري النار وتدفئت بها فينيان وغطت بالنوم دون أن تشعر .. كان يوم طويل ومتعب وشاق عليها .. بدأ هنري بمراقبة المكان والنظر إليها وهي نائمة وملامح محياها المرسومة الغاطة في النوم العميق .. ظل يختلس النظر إلى كل جزء من وجهها النائم .. وبينما هو ينظر بصمت وببال صافٍ كانت هي تحلم بأحلام مزعجة وكوابيس .. رغم هدوء ملامحها ألا أن احلامها كثيرة .._في الحلم
كانت تركض وتترنح متعبة وارجلها تتجرح من اثر الشوك الذي يغطي الطريق كانت تركض لكي تصل الى القصر الذي كان بعيد جداً عنها وعن المسافة التي تركض بها .. ومن ثم رأت ان قصر والدها الكبير قد اندلعت فيه النيران وكانت تأكل الأخضر واليابس امام اعينها والصرخات تتعالا منه .. بدأت بالركض للوراء مبتعده عن القصر وهي خائفه وتركض عكس نبض قلبها حتى سقطت على الارض وهي متعبة وتتعرق بشدة وعندها انمدت لها يد شخص كان واقف بجانبها ..
استيقظت فينيان مرتعبه تتنفس بصعوبه خائفه من هاذا الحلم المخيف وشعرت بأن هنري يمسك بها وعندما احست على نفسها وجدت أنها كانت تبتعد عن النيران التي اشعلها هنري وهي تبكي وترتجف وهو يمسك بها ويحتضنها باقوة ما عنده لكي لا تفلت من قبضته .. بدأ صدرها بالانقباض ويداها التي تتراعش لا تعرف ماذا تفعل بهما .. كان هنري يربت عليها ويخبرها أن كل شيء بخير الآن وهي تحاول بأقوة ماعندها لتسترجع نفسها ولكسر صدمتها .. وبين تلك الاثناء المشحونة استسلمت القوية فينيان للبكاء وامسكت بذراع هنري بقوة وهي تشهق كالطفلة الضالة التي تريد العودة لعائلتها ..
_لقد تعبت !! أريد أن يختفي كل هذا .. أريد أن ينتهي كل هذا حاملا معه أقل الخسائر .. أظن أنني سأفقد نفسي !!
_لن يحدث هذا !! انتِ معي الآن كل شيء سيزول اعدكِ وسترجعين لعائلتكِ مثلما اردتي أن تفعلي .. عليكِ بالصبر قليلاً بعد لا تستسلمي لم يبقى شيء على خلاصكِ .
_انا أخاف أن تعتريني الظلمة !
_اخبرتكِ مسبقاً أنا بجانبكِ ألا تفهمين بالكلام !؟
_ابتعد عني كيف تخاطبني بهذا الاسلوب !!؟
ابتعدت عنه وكانت تنظر له بنظرة حادة .. ساد الصمت بينهما لدقائق عندما افتعل هنري الشجار وهو يقول
_بئساً !! كنتي ستلقين بنفسكِ للنار لولا تدخلي ! ما هو تفسيركِ لهذا ؟ يجب أن تخبريني عن نوع الكابوس الذي رأيتيه !
_لا دخل لك !
نهض وهو يتمتم بكلام لم تسمعه لكن من المؤكد أنه يخاطبها بأسلوبه المعتاد .. بدأت تفكر بذلك الحلم الغريب والاغرب هو ذلك الشخص الذي مد لها يده .. لم تستطع أن تراه لأنك عندما تحلم يكون صعب عليك أن تتذكر الملامح حتى لو حاولت أن تتذكرها .. نظرت إلى هنري الذي كان يطفئ النار ويستعد للمغادرة واعتراها الشك بأنه هو الذي كان في حلمها لأنه يساعدها وقد يدلها إلى المرأة التي لا تعرف عنها شيء سوى اسمها ... نهضت ورتبت نفسها وارجعت شعرها لخلف اذنها وقالت بنبرة خافته ..
أنت تقرأ
غياهب فينيان || 𝐃𝐎𝐅 [مكتملة]
Macera«هلمي إلي أو اهربي مني ، فقدت نفسي لأجل خدمتكِ ، عينيكِ أسرتني وطوقتني ، هل أنتِ نورٌ أم ظلام ؟» _ كان عليك أن تضم يداك لصدرك وتربت على نفسك لأن لا أحد سيهون على نفسك غيرك .. «هلم إلى ظلامي واحضر معك مصباحك لعلك تنير جزءً منه » •• بدأت في 2019/4/30...