تمويه أفشل من التّسلل

132 12 91
                                    

وسط أجواءٍ شتوية وطرقات الثّلوج على النّوافذِ والشّرفات، جلستُ أسجّل ملاحظات اجتماعنا الأول بعد انضمام الدّفعة الجديدة، لكن فجأة شعرتُ بالملل، بحثتُ حولي عن أحدهم أثرثرُ معه لكن الجميع يغطّون في سباتهم الليلة... ما هذا الحظ؟!

لا أرغب في النّوم وأشعر بالملل!

مرّ بعض الوقت ولا زلتُ على نفس وضعي، فقررتُ فكرةً ما أتمنى ألّا تتحوّل من لحظات تسليةٍ إلى فاجعة!

سحبتُ ردائي البُنيّ ودثّرتُ نفسي به جيدًا ليس فقط لبرودة الجو بل أيضًا للتّخفي، فتحتُ باب غرفتي بهدوءٍ مسترقةً السّمع فوجدتُ الممر فارغ تمامًا وكلّ شيءٍ على ما يرام.

سرتُ على أطراف أناملي في ممر الغُرف الطّويل، ولكم أن تتخيلوا! كلّ الجدران بُنيّة اللون باستثناء حليات ذهبية غير واضحة في هذا الضّوء الخافت، واثقة أنّه لن يراني أحد بهذا التّخفي؛ ردائي بُنيّ والجدران بُنيّة... عظيم!

لا أدري لماذا تسلل إلى عقلي مشهد حيوان الدّب القطبي حين يمشي متخفيًّا على الثّلوج أو ثعلب الفينيك إذا مشى متخفيًّا أيضًا على رمال الصّحراء بلونه الرّملي و...

مهلًا رفيف! لا أجد مناسبةً لعالم الحيوان الذي اقتحم عقلك يا فتاة!

نفضتُ تلك الأفكار من رأسي وانتبهتُ لطريقي حتى وصلتُ إلى غرفة الوسائط المرئية؛ ربما أجد فيلمًا للتّسلية. وقفتُ أمام باب الغرفة وقد ارتعبتُ فجأة؛ ربما تواجد أحد القادة بالدّاخل!

انتظرتُ قليلًا حتى تأكدتُ من خلو الغرفة فأدرتُ مقبض الباب بهدوءٍ ولحسن حظي لم يكن موصدًا، تسللتُ للدّاخل مسرعةً وأغلقتُ الباب خلفي ملتقطةً أنفاسي كأني قادمة من سباق ركض، وما كانت لحظات حتى استعدتُ نفسي وتحرّكتُ أبحث عن فيلمًا لمشاهدته، لكنّي لم أجدُ سوى فيلمٍ وثائقي!

مجددًا ما هذا الحظ؟!

كنتُ على وشك النّهوض والعودة إلى غرفتي متذمّرة، لكنّ وسوست لي نفسي مشاهدته بدلًا من عودتي بخفيّ حُنَين!

بدأتُ بالمشاهدة وكان مقاطع مختلفة لبعض الحيوانات والظّواهر الطّبيعية، لكن وسط استمتاعي بالمشاهدة لا أدري سبب تذكّري للاجتماع مع دفعة الجدد! والأغرب أنّي بِتُّ أرى كل عضو مكان كل كائنٍ وهو يعرّف عن نفسه، كم بدا الأمر مسليًّا!

فهذا الحوت رأيته وقد انقلب العضو ضاد ضاربًا الماء بزعنفته الخلفية القوية وهو يقدّم نفسه: «مرحبًا بالجميع لمن لا يعرفني أنا ضاد الإنسانة العايشة والحمد لله، عملي في الفريق هو مراقبة الأعضاء النشطين والغير نشطين. صراحةً لم أتوقع يومًا أنني سأنضم للربيع العربي وخصوصًا فريق النقد ولكن شاءت الأقدار وسنحت الفرصة الذهبية و انضممت لهذا الفريق الرائع الذي لطالما أحببت حسه الفكاهي وعمله.💙
سعيدة بلقائكم جميعًا! دُمتم بخير.✨»

عن كثبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن