لعنة حلّت.

228 34 45
                                    

" سأرسب بكل تأكيد " قلت لنفسي وعندها كنت أرغب بأن أدخل سلاك الربيع مرة أخرى لأقول هذه الجملة لمرة بعد المليون ولكن خفت أن يجمدني رجل الثلج فلا أريده أن يصفني بملكة الدراما مرة أخرى.

أغلقت البرامج وعكفت على الدراسة، أعيد التمرينات مرة أخرى أحل وأحل و أشاهد الفيديوهات وأتوسل لزميلتي أن تفهمني هذا وذاك.

" امتحاني غداً وأنا متوترة جداً، أشعر بأنه سيكون نهاراً تعيساً سأرسب وسأفشل سأبكي غداً" كتبت في مدونة الربيع راجيةً ألا يقتحم رجل الثلج المنشور.

قررت أن أنام بعد أن كتبت ما كتبت في المدونة، كان الوقت مازال مبكر ولكن كان من الأفضل أن أنام حتى لا أرسب على الأقل ليس بسبب النعاس، أريد أن أرسب بجدارة بسبب فشلي.

كان الظلام دامساً وما لبثت أن انبثقت الأرقام والمعادلات من الظلام. تقدم الأخوة الثلاثة ساين  وكوساين وتان نحوي. كان الغضب ظاهراً على ملامحهم المطموسة البشعة.

" يالبشاعة وجوهكم، ابتعدوا عني" صرخت و أنا أحجب رؤيتي بيدي.

" إذاً أنت، أنت هي من تكلمت عن ملكتنا في ذلك الربيع العربي" قال ساين بغضب وصوته كان نشازاً حتى كاد أن يخرم أذناي بصوته.

" أنا لا أعرف من هي ملكتكم تلك أصلاً" كنت أرتجف من مناظرهم القبيحة الشنيعة هم ودائرتهم تلك التي جاءت من بعيد.

" لقد حلت عليك وعلى ربيعك اللعين ذاك اللعنة منذ أن أهنتِ ملكتنا الرياضيات"

حدقت بهم بغباء متجاهلة قبحهم ثم قلت ساخرة:

" أنتم مجرد أغبياء تعقدون حياتي أنتم ودائراتكم ومثلثاتكم، لا تستطيعون إيذاء ربيعنا على أي حال أنتم وملكتكم تلك"

شهقوا جميعاً حتى شهقتهم تلك بقي صداها يتردد ثم انفجروا ضاحكين، يالهم من مجانين!

" ذلك السلاك هو نقطة في بحر مملكتنا ألا تعرفين بأن ملكتنا تحكم العالم وما كنتِ لتحملي ذلك الهاتف الصغير لولا ملكتنا يا جاحدة الجميل أنت وربيعك"

حل الصمت و أنا أحلل كلامهم وأكتشف بأنني حمقاء ولكني لم أعلم بأن الموضوع بتلك الجدية، اعتقدت أنهم يحاولون إخافتي فقط لردعي عن كتابة ما يسيء لمملكتهم تلك.

تلاشى كل شيء وابتعد ذلك الثلاثي عني وهم يدورون داخل دائرتهم والأرقام تتراقص كلما دفعوا الدائرة إلى الأمام ثم انبثق صوت من العدم " إن لم تصلحي غلطتك تلك فستحل اللعنة على ربيعك ليتلاشى ثم يختفي كل من فيه، لديك أسبوع واحد"

بقيت أسبوع واحد تتردد في رأسي حتى استيقظت.

لم أعطِ بالاً لكل ما حدث، إنه مجرد كابوس سخيف مضحك قلت لنفسي بعد أن استيقظت. في ذلك اليوم انتهيت من امتحاني وكنت سعيدة لأنني حللت جيداً ولم أرسب و حصلت على ٩.٦ من عشرة، لقد خسرت ٠٫٤ من العلامة الكاملة يالها من خسارة فلعنت الرياضيات مجدداً و لم أكترث. في ذلك اليوم أيضاً كاد رجل الجليد مع فريق النقد وجميع الربيع أن يقوموا بنحري و كانوا على وشك شنقي في ساحة الربيع دون أن يقولوا لي مبروك. إنهم أشرار وأنا بريئة.

عن كثبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن