الفصل الأخير.

379 40 22
                                    

ها قد هبّت تلك الرياح التي تحملنا نحوَ نهايةٍ حتميّة، نهاية نقش الذكريات في صفحاتِ هذا الكتاب، نهاية تحفظُ أصوات ضحكاتنا ومزاحنا وعويلنا وجدّيتنا..

وقبل أن تحملني هذه الريح فوقها دون رجعة، لا بدّ من وداعٍ لائق، أقفُ حينها في احدى زوايا حجرة العمل مُراقبةً وضع الفريق، كانَ المعظم منغمسًا في العمل مع الآنسة قصة.

اخترت الوقت المناسب لتنفيذ خطتي، أتمنى فقط أن يتم الأمر سريعًا!

هذا رائع! جدتي هناك، اقتربت من أخذ تلك القصة .. اقترب الوقت.

«أما زلتِ مصممة على خطتك؟»

سمعت هذا الصوت خلفي فجأةً؛ فزعتُ للحظات، قبل أن أنظر للخلف قائلة:
-لا تظهري هكذا فجأة بيا، أخفتني! على العموم أجل مصممة، لا ضير من تجربة ذلك.

تنهدّت بياتريس بعمقٍ قبل أن تقول:
-حسنًا كما تشائين، أتمنى أن تفكري بجدية حول ذلك، أخشى حدوث المشاكل.

كدت أرد عليها ولكن سبقني صوتٌ آخر يعود لروكسان التي قالت بدورها:
-لا تقلقي، أظن أن الأمر سيكون ممتعًا من ناحية ما ... أنا متشوقةٌ له.

-أجل معك حق روكس، سيكون ممتعًا بلا شك، والأهم المغزى.

تنهدت بيا مرةً أخرى -أحزنتني، تبدو خائفةً حقًا .. حسنًا هي لم ترَ شيئًا بعد، وأنتم أيضاً ☻🙂

كانت على وشك أن تتحدث قبل أن نرى ضوءًا أبيضَ متوهجًا انتشر في الأرجاء، لقد فتحت الجدة القصة بينما نحن نتحدث!

ها قد حان وقت المرح، لنبدأ...

******
ماهي إلا لحظات حتى وجد الفريق نفسه في مكانٍ غريب.

أُناسٌ يسيرون هنا وهناك، والبعض إن لم يكن الكل يرمقونهم بنظراتٍ غريبة.
هناك متاجرٌ متناثرة في كل مكان، هذا غير الملابس الغريبة التي يرتديها الجميع؛ ثياب عتيقة لأبعد حدّ، تبدو وكأنها من العصر القديم في بدايات القرن الميلادي.

نظر الجميع حوله بتشتتٍ وريبة، حتى قالت ساكورا مُعبرةً عمّا في خُلد الجميع من حيرة:
-ما هذا المكان؟ ألم نكن قبل قليل في حجرة العمل؟ كيف صرنا هنا؟ ولماذا؟

ردت هيرا:
-واضح أننا عدنا إلى زمنٍ بعيد

أردف توباياس بتفكير:
-هناك حيلةٌ عجيبة بالأمر ... أذكر أن الجدة كانت تفتح كتاباً ما قبل أن يظهر هذا الضوء من جهتها

-أجل، كانت إحدى القصص التاريخية التي علينا نقدها .. ولم أكد أتصفحها حتى ليظهر ضوءٌ مُفاجئٌ منها، فقط لمحت الخط المكتوب به وبداية بسيطة لها، وللحق أظنني أعرف هذا الخط من قبل!
أنهت جملتها محدقةً بشكٍ فيمن حولها، وأولهم تلك التي ابتلعت ريقها بصعوبة فلن يطول اكتشافها!

عن كثبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن