حفلٌ ممل

570 36 9
                                    

مرحباً، عدت برواية جديدة قادمة من مقبرة الأعمال غير المكتملة، قمت خلال الشهر الماضي بإعادة كتابتها بنية نشرها هنا وعلى عكس ما توقعت كانت تلك العملية ممتعة ومثيرة للإهتمام.

يوجد في الرواية بضعه مصطلحات سياسية سأحاول شرحها بقدر ما استطيع، وأيضاً الرواية خيالية لا تمت للواقع بأي صلة وجميع الأفكار التي فيها لا تعبر عني.

تواجد السياسة فيها لا ينفي أنها رواية عاطفية وتحمل الكثير من الفكاهة فيها، فلا تقلقوا!

سأكون بانتظار أرائكم.

.
.
.

عبر الباب الزجاجي الذي يفصله عن الشرفة الواسعة خارجًا راقب جيموثي إدغار تساقط أوراق القيقب الملونة ما بين الأحمر والبرتقالي الفاتح إلى أرضية الحديقة.

أنيرت الحديقة بأضواء كاشفة جعلت الليل يبدو نهارًا وأعطته رؤية واضحة للحرس الذين يجولون المكان في حراسة مشددة لقاعات الحفل الملكي.

تساءل مع نفسه كيف يستطيع هؤلاء الحرس السير في تلك الأحذية ذات الكعوب والثياب الضيقة بذيل سترة طويل وقبعات عالية، والتي جعلته يشعر أنه قد عاد عبر الزمن للوراء منذ وصوله إلى مملكة غورغيوس المجاورة لبلده، لكنه نوعًا ما إعتاد على ذلك المنظر ولم يعد يثير حنقه كما سابقًا.

أبعد نظره من الحديقة الزاهية في الخارج إلى الحفل الأكثر زهوًا أمامه.

لم يكن من محبي هذه الحفلات الراقية التي تضطره إلى أن يرتدي ثيابًا مهندمة بربطة عنق الفراشة التي تخنق رقبته، بينما تكون مناسبة نادره يسرح فيها شعره الذي يحبه مبعثرًا في العادة ليبدو بسبب ذلك مشابهاً للضيوف "ذوي الإبتسامات الزائفة" كما قال لنفسه.

لكن ولسوء حظه تم إختياره ليكون ضمن البعثة الخاصة المرافقة لرئيس الوزراء لحضور حفل تنصيب وريثة عرش مملكة غورغيوسيا.

أخذ يدير كأس شرابه المخفف بعصير التوت البري الطازج بينما يرمق القاعة بنظرات متفحصة.

لم يكن لديه عمل جدي الأن وقد إنفصل عن رئيس الوزراء الذي ذهب برفقة حارسه الشخصي إلى القاعة الرئيسية التي سيقام فيها التنصيب، بينما بقي بقية أفراد البعثة في القاعة الجانبية كضيوف من "الدرجة الثانية" –كما قال رئيسه المباشر- الأمر الذي سمح له بأن يرخي من حذره ويستطيع أن يبتعد عن الضيوف والكاميرات التي تصور الحفل ليكون وحده قرب تلك الشرفة.

ورغم كره جيموثي لأجواء الحفلات غالبًا لكن راقه وبشكل غريب التنوع العرقي الذي تميز به ضيوف الحفل الملكي القادمين من كل مكان على سطح البسيطة. وأدى ذلك إلى تنوع واضح في نوعية الثياب والزينة الخاصة بهم من ثياب تقليدية أسيوية، إلى أثواب أوروبية منسدلة، بذلات أمريكية راقية، مجوهرات أفريقية ملونة وعطور عربية فواحة.

نسيان، حياة ملكيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن