نسيان، حياة ملكية

استجواب

عاد جيموثي لوعيه إليه عندما لسعت مياه باردة وجهه وجسده.

شهق وهو يرمش بصعوبة بينما يهز رأسه ليحاول إبعاد قطرات الماء عن وجهه وتحريك جسده الذي كان مقيدًا إلى كرسي حديدي بارد وغير مريح.

تسارعت أنفاسه والبرودة تنساب إلى كل جسده، لكن ذلك لم يمنعه عن التركيز على من يقف أمامه بعد أن إعتادت عيناه على الضوء، ذلك الرجل ستيفان وقد غير زيه السابق لواحد يشابه زي الحرس الملكي الغورغيوسي الذي كان جيم قد رآه سابقاً، لكنه كان مقلداً.

بقربه وقف الرجل الذي أفرغ دلو الماء عليه، ليذهب ويضع الدلو جانبًا بعد أن تأكد من إستيقاظه.

لاحظ جيم أن الغرفة لم تكن كبيرة لكنها كانت مظلمة إلا من ضوء كان أعلاه مباشرة مما جعل رؤيته غير واضحة لباقي الغرفة، لازالت ملامح ستيفان غير ودوة كما رأه أول مرة وقد كان يحمل تحت إبطه ملفًا ما.

عاد جيم بنظره إليه وقال بنبرة هادئة لا تعكس الموقف الذي هو فيه:
" هل يمكنني أن أعرف لماذا أنا مقيد هنا كالمجرم؟ "

" توقف عن إدعاء البراءة أيها الجاسوس ويستحسن أن تعترف الأن لماذا تم إرسالك إلى بلدنا وماذا يريد رئيس وزراءكم من إستعمال الأميرة لصالحـ- "

توقف فجأة وإقترب منحنيًا ناحيته وقائلًا بنبرة حادة:

" هل كانت فينا هي من إختطف الأميرة منذ البداية! هل بدأت خطتكم منذ ذلك الوقت!؟ "

سحب جيم نفسًا عميقًا إحتاجه ثم قال وهو يرمقه بأعين باردة كالماء الذي تم سكبه عليه:

" لا أعرف من كان مصدر معلوماتك لكن عليك تغييره، فرئيس وزراء فينا ليس له علاقة بالرحلة التي جئت من أجلها برفقة صديقتي "

أطلق الرجل ضحكة ساخرة وهي يهز رأسه ثم عاد ينظر إليه قائلًا:

" حتى أقصِّر عليك حبل الكذب هذا نحن نعلم من أنت ولست كلارك وينستون بالتأكيد، بل جيموثي إدغار المسؤول الأمني في وزارة الداخلية والإبن الوحيد لرئيس فينا الحالي بيكيت إدغار، لذلك أدخل في صلب الحقيقة مباشرة ولا تقم بتضييع زمننا "

قال ذلك وهو يفتح الملف بين يديه والذي حوى معلومات جواز سفر جيم وبطاقاته المزوره جميعها، ليكمل قائلًا:

" كيف عثرتم على الأميرة تشيلسي؟ لماذا جلبتموها إلى هنا من دون حراسة بل ما كانت خطتكم!
هل تظنون أنكم تستطيعون إقامة ثورة مضادة بإستعمالها أم ماذا؟"

أضاف مجيباً عن سؤاله دون إهتمام لما قد يقوله جيم:
" لابد أنه السبب فلطالما حظي الرئيس بيكيت بعلاقة جيدة مع الملك الراحل، وربما لم تعجبه حكومتنا الجديدة لذلك أراد إستغلال أميرتنا- "

رفع جيم حاجبًا ثم إلتفت ناحية الرجل الأخر قائلًا:

" هل يتم الإستجواب هكذا عندكم في العادة؟ بتأليف قصص عجيبة! أليس السؤال الأهم هو لماذا لستم متـ- "