جيموثي والأميرة ١

77 15 0
                                    


طوال فترة حياته العملية التي إمتدت لأكثر من خمسة عشر عامًا كان جيموثي قد تعرض للضرب المبرح مرة أو مرتين على الأقل، لكنها كانت مرته الأولى التي يشعر فيها بمثل هذا الإحراج من نفسه بعد أن يتم ضربه.

فعلى عكس المرات السابقة تم ذلك بسبب إهماله في عمله، ورغم تحذيرات كثيرة من ستانلي نفسه.

لذلك قرر أن لا يثير ضجة حول الأمر ويتجاهله لكي ينسى بسرعة. كان ذلك ما قرره وهو يفتح عينيه لكن الخدر الذي شعر به في كل أجزاء جسده جعله يعلم أن تجاهله لن يكون سهلاً.

أخذ نفساً عميقاً ثم نهض بجذعه عن السرير، لم يشعر بالدوار عند ذلك فرفع يده لرأسه واستشعر الضمادة التي زينت مؤخرته، ثم استشعر ضمادات أُخر في زاوية عينه اليمنى وخديه وصدغه الأيسر. لا شىء منها يؤلمه.

وأخيراً تنبه إلى الثياب التي كان يرتديها والتي كانت ثياب نوم ناعمه ودافئة، ثياب لم يرتدي مثلها في حياته من قبل.

بالطبع لم يكن من الصعب عليه معرفة أنه في قصر الحكم الرئيسي، وهذا المكان بالتحديد كان غرفة الأميرة التي فقد وعيه فيها، لكن السرير هذه المرة كان خالياً إلا منه.

هبت نسمة باردة إقشعر لها جسده فإلتفت ناحية مصدرها حيث باب زجاجي عملاق لم يكن قد إنتبه له أول مرة بسبب الستائر التي حجبته، أطل الباب على شرفة كبيرة تواجدت فيها طاولة خشبية وكرسيان، أحدهما كان مشغولاً بصاحبة المكان.

بسبب الجو الغائم لم يكن من السهل تقدير التوقيت، لكنه توقع أن يكون فجر يومهما الثالث في هذا البلد. انقطع سيل أفكاره بالعطسه القوية التي صدرت من ليان لتنهض من كرسيها وهي تمسح أنفها راغبة في الدخول، لتتوقف وهي تراه يراقب فيها.

ابتسمت وهي تغلق الباب قائلة:
" صباح الخير، لقد استيقظت الأميرة النائمة أخيراً"

" كم يوماً نمت؟"

" خمسة! لقد كان من المزعج احتلالك لسريري طوال هذه المدة، اضطررت لاختيار غرفة أخرى من بين غرف القصر الخمسين، هل تصدق ذلك!"

" أوه أنا أسف لذلك، لابد أنه كان متعباً لك أميرتي، لكني ما كنت لأمانع مشاركتك لي السرير"

ختم بتلاعب جعلها تكرمش وجهها وهي تجلس على كرسي رافق السرير قائلة:

" حتى تركلني إلى الأرض؟ شكراً لك لكني لا أريد ذلك "

ختمت دون أن تتزحزح إبتسامتها، جلست بأريحية وهي تضع ساقاً فوق الأخرى وتشابك يديها سوياً، انسدل شعرها الأسود على ظهرها وأرتدت ثوباً بيتياً مريحاً برفقة كنزة صوفيه، أما بقايا الدموع التي رأها البارحة اختفت تماماً خلف طبقة رقيقة من مساحيق تجميل أبرزت جمال عينيها.

نسيان، حياة ملكيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن