إنهيار الملكية

140 26 1
                                    


اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

.
.
.

عبر ممرات مبنى جهاز الأمن والمخابرات التابع لوزارة الداخلية سار جيموثي إدغار مسرعًا دون الإلتفات لأحد، أفسح له الجميع المجال فمن نظرة واحدة علموا أنه قضى ليلة بيضاء أخرى برفقة زجاجات شرابه، وهذا يعني أنه يعاني الأن من صداع عميق ومزاج متعكر سيجعله ينفجر في أول شخص يقف أمامه.

كانت حالته كما تدل تمامًا، غاضبًا متعكرًا منزعجًا وكل الأوصاف الأخرى الموجودة في القاموس، شعره الأسود المبعثر في العادة كان أكثر تبعثرًا ولا أحد يعرف كيف يستطيع فعل ذلك، عيناه الخضراوتان اللامعتان في العادة كانتا باهتتين وغائرتين من كثرة الشرب، كما زينت جفناه هالات سوداء قاتمة. بشرته شاحبة وفمه متشقق وحتى ثيابه لم تسلم إذ كانت رفيقته منذ يومين كاملين دون أن يغيرهما.

كان جيم في حاله يرثى لها والشخص الذي لن يسلم من كل هذا كان صاحب المكتب الذي توقف أمامه ليفتح بابه دونما إستئذان وهو يهتف قائلًا:

" لقد قررت، أنا سأستقيل ولا أحد سيمنعني من ذلك "

قال حاسمًا النقاش الذي لم يبدأ أصلا وقد أغلق الباب من خلفه بقوة، كان ستانلي هوبر يراجع في تقرير ما على الحاسوب أمامه حينما دخلت العاصفة، لم يفزع فهو قد إعتاده، إستمع إلى قراره وساد صمت إنتظر فيه جيموثي ردة فعل ستانلي والتي كانت:

" لا أحد يمنعك، رافقتك السلامة، لا تنسى المرور على قسم الموارد البشرية لأخذ مستحقاتك المالية "

ثم عاد ليقرأ تقريره، ردة فعله الباردة لم تؤثر في جيم الذي بدأ في قطع المكتب الكبير جئيه وذهابًا وقد بدأ تذمره وهو يحرك يديه بعصبية قائلًا:

" أنت لا تفهم، لا يمكنك الإحساس بما أشعر به! لقد فاق الأمر كل التصورات، لا يمكن أن يكون العمل بهذه الكثرة! مهربوا مخدرات، تجار بشر وحيوانات، والأن مهربوا الأسلحة هؤلاء!
وكل ذلك يقع على عاتقي أنا!!
وأتعلم أين أواجه أغلب هذه المشاكل؟ في الحدود مع غورغيوسيا بالتأكيد!!! "

أجاب على سؤاله بنفسه بنبرة مرتفعة وقد تشنجت يداه بينما توقف لثوانٍ من سيره العصبي وهو ينظر إليه، أمر جعل ستانلي يركز معه بعيدًا عن تقريره. عاد جيم للسير وهو يضيف:

" كل هذا بدأ بسبب تلك الثورة الغبية وتغيير الحكم، كان يفترض بتلك الحكومة الإنتقالية أن تمسك بزمام الأمور لكن أنظر إلى أين أوصلتنا! هم لا يستطيعون حتى السيطرة على ثوار الشوارع المخربين، فكيف بالإرهابيين مهربي الأسلحة عبر الحدود!

هذه أول مرة نواجه مثل هذه الموجة من تهريب الأسلحة عبر حدودنا معهم دون أن تستطيع حكومتهم فعل شيء، وفي رأيك ماذا يعني هذا؟ كثرة محاولات تهريب الأسلحة تعني فقط أن الشعب لم يكن فعلًا مع تلك الثورة وها هم الأن يريدون ال- "

نسيان، حياة ملكيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن