مشاعر متبادلة

74 17 0
                                    



" لا أريد الإستمرار "
كررت سكارليت مجددًا بعد صمتٍ لثوانٍ ثم توقفت بفمٍ مفتوح كأنها لا تدري ما يجب أن تقول ليقاطع جيم ذلك وهو يتحدث:

" لا بأس لقد فهمت، إن كان هذا ما تريدينه حقًا و- "

" سيد جيم أنا خائفة، لا أريد الإستمرار لأنني خائفة "

قاطعته بنبرة مرعوبة لم يسمعها من قبل بينما إلتفتت ناحيته، لم يقل شيئًا وهو ينتظر منها أن تفسر وفعلت وهي تكمل بنفس النبرة:

" منذ أن وصلنا إلى هنا شيء ما في داخلي يخبرني أنني ما كان يجب أن أعود، ما كان يجب أن أتي.. سأندم.. سأندم على ما فعلته..

تلك الأصوات وذلك الشعور.. أشعر أن أن أحدًا يراقبني.. ينظر إلي وهو يعرف من أنا..

ما كان يفترض أن أكون هنا.. هذا ما تخبرني به كل حواسي، ليس بعد أن إبتعدت، ليس بعد أن إبتعدت "

وكما بدأت حديثها فجأة بنبرة مرعوبة ختمته بالكثير من الأسى وهي تنفجر باكية لتفاجئ جيم الذي كان ينظر إليها مندهشًا.

أخذت تبكي وهي تكرر " ليس بعد أن إبتعدت " بينما كانت قبضتاها المرتجفتان تضربان صدرها، لينهض جيم وهو يمسك بهما بيد وبالأخرى يأخذ رأسها ليحتضنها إلى صدره.

أخذت تبكي وقد استكانت يداها ليتركهما ويحيطها كاملة إليه وتفعل هي المثل.

كان جيم طوال فترة بكائها مصدومًا ولم يستطع أن ينطق بحرف، كلمات ستانلي عادت تتكر داخله ولكم كره أنه كان محقًا لهذه الدرجة.

لقد خدعته شجاعتها، كلمتتها الواثقة والهازئة بالوضع لكنها لم تكن قوية بما فيه الكفاية لتمنع هذا من أن يحدث.

أفرغت سكارليت كل طاقة بكائها وعندما هدأت تمامًا إبتعدت عن جيم بسرعة وبإحراج واضح. عيناها محمرتان أنفها وكامل وجهها أحمر بل وحتى أذنيها، تبعثر شعرها وتناثر على وجهها ليقوم جيم بإبعاده عنه ويسألها:

" هل أنت بخير الأن؟ "

جلت حنجرتها وهي تجيب دون أن تنظر إليه:
"  نعم. أنا أسفة لبـ- "

قاطعها وهو ينهض من قربها ليقف قرب السرير كأنه يفكر، نظرت إليه بإستغراب متردد ثم رأته يخرج هاتفه، سألته:

" ما الذي تفعله سيد إدغار؟ "

" أتصل لأحجز لنا تذكرة عودة لفينا "

" كلا.. لا تفعل "

هتفت بصوت عالٍ جعله يجفل ويكاد يسقط هاتفه، إلتفت ناحيتها متسائلاً لتكرر بحزم:

" لا تفعل، لنبقى "

" لكن.. ألم تقولي قبل قليل- "

" أعلم ما قلته "

نسيان، حياة ملكيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن