أشهر مضت ولم تعتد بعد على كتابة اسم تشيلسي في ورقة إجاباتها، شطبت الاسم الذي بدأت كتابته ثم عدلته وهي تنظر بطرف عينيها إلى صاحبة اسمها السابق الجالسة أمامها.أنهى معلم اللغة درسه وهو يأخذ ورقتي إجاباتهما ثم خرج من غرفة الدرس تاركاً الأميرتين تجمعان حاجياتهما. قالت تشيلسي بمرح وهي تمد لشقيقتها قلمها عبر الطاولة الكبيرة:
" ما رأيك بأن نذهب للعب في الحديقة؟ لقد اكتشفت موضعاً سرياً لن تتخيلي إلى أين سيقودنا!"
حماس لحظي غمر وجه شيرلي وهي تستمع لذلك ليتغير للنقيض بعد ثوان وهي تجيب:
" لكن لدي درس تاريخ مملكة غورغيوسيا السياسي بعد هذا الدرس "
بلامبالاة قالت تشيلسي:
" لقد كنت أتخطاه كثيراً للعب معك، لن يقول السيد بروان شيئاً "لم تستطع إخفاء ارتباكها وهي تبعد نظراتها عن أختها لتعلم تشيلسي أن هناك أمراً، اختفى حماسها وظهرت ملامح محايدة على وجهها وهي تقول:
" دعيني أخمن، هل أخبرك السيد براون أن لا تكوني مثلي وتتهربي من الدروس الملكية؟... مهلاً ماذا كان قد قال؟ يصلحون الأخطاء التي تم ارتكابها معي من خلالك!"
أضافت بما كانت قد سمعت المعلم يقوله من قبل خلسة لأختها، ولم يكن هو وحده بل جميع المعلمين الملكيين الذين كانوا من قبل مسؤولين عن تجهيزها لتكون ملكة، وضمن تلك الدائرة كان ملكة البلاد والتي تكون والدتها متواجدة.
لم يعلم أحد بتلصصها ذلك اليوم، لذلك بدت شيرلي متفاجئة، إحمر وجهها وارتبكت ملامحها أكثر ولم تعرف إلى أين تنظر، لتبتسم تشيلسي وهي تنهض من كرسيها قائلة:
" ليس عليك الإرتباك أختي العزيزة فهذا ليس ذنبك، لكني أشفق عليك حقاً إذ لا يبدو أن شيئاً سيتغير معك وستعيشين الحياة التي يريدون"
لم تفهم شيرلي مقصدها ولم تبق تشيلسي لتشرح لها، ورغم كونها لم تفهم مقصد أختها إلا أن شيرلي شعرت بضيق غريب.
ربما كان السيد براون محقاً، ربما كانت تشيلسي تشعر بالغيرة منها، من الدور الذي فقدته وأصبح لها ولهذا أصبحت هكذا.. شخصاً لا تستطيع شيرلي فهمه.
×××××
عبرت الجسر الحجري مسرعة، لم تكن ترتدي ثوبها الملكي ولم تكن تعقف شعرها الذهبي كما اعتادت، تركته منسدلاً يتطاير مع نسمات الصيف ونظارتها الشمسية تحده، وقد سمح لها البنطال الرياضي الذي ترتديه مع تي شيرت أخضر اللون بالجري بحرية.
بدت لوهلة كمراهقة في السادسة عشرة لا هم لها سوى دوامها المدرسي.
انحرفت عن المسار المؤدي للقصر ودخلت عبر حديقة مشجرة تجتاز أشجارها بسهولة شخص معتاد، لتصل إلى الحائط الذي يفصل حديقة قصر البساط الأحمر عن غيرها.
أنت تقرأ
نسيان، حياة ملكية
Romans' جيموثي إدغار' محقق سابق يعمل حالياً كضابط برتبة عالية في وكالة الآمن والمخابرات في بلده 'فينا'، تم إجباره ليكون عضواً في الوفد المرافق لرئيس وزراء بلدهم لحضور حفل تنصيب أميرة 'مملكة غورغيوسيا' المجاورة لهم كملكة مستقبلية. ×حفل ممل، شعب غريب، وعائل...