المقدمة والفصل الاول

3.5K 47 5
                                    


مقدمة

" في ركن معتم ، منسي ، ستقبع صفحاتي المغلقة منكمشة على ذاتها

أعلم جيدا أنها ستحن لأناملي التي كانت تزورها

و أعلم أنها سوف تشتاق لي وسوف تشتاق أن تحضن مزيدا من حروفي

أعلم أنها سوف تشتاق أكثر أن تفتح مرة أخرى و تتنفس ندى الصباح و نسمات الغروب الحالمة

نعم سوف تشتاق أن تحيا من سباتها الطويل و تضج بأسرارها و خباياها.

لكني لن أكون هنا

لن أكون هنا لأدفئها بعِباراتي و عَبراتي

ليس بوسعي أن أعرف كم ستظل مجهولة وحيدة قابعة في سجنها الساكن قبل أن تنتشلها يدان غير يداي

ولكن بوسعي أن أتخيل

أتخيل مقدار سعادتها عندما تشعر بتلك العينين الفضوليتين تلتهمان حروفها و كلماتها و جملها ،

بوسعي أن أشعر تماما أيّ إحساس عميق بالرضا سيغمرها فتبث لواعجها جميعا بلا تحفظ و تستسلم لتلك الأنامل الأخرى و هي تتصفحها

سطرا بعد سطر

و ورقة إثر ورقة......

بعد أيام ، بعد أشهر ، بعد سنوات ربما من غيابي عنها

سوف تتعانق الحروف سعيدة و هي تخرج من مخبئها

سوف تُقرَأُ أولى الكلمات بعينين غير عيني كاتبتها

الكلمات التي كتبتها أنا

كاميليا

كاميليا الجميلة التي تملك كل شيء

كاميليا التي أحبها كل من رآها

و دللها كل من أحبها

لقد حظيت فعلا بكل دلال العالم

و لكني لم أشعر أبدا بالألفة التامة مع هذه الحياة

فلطالما شعرت بأني بعيدة ، بعيدة جدا ليس فقط عن الناس و الدنيا بل عن نفسي ، عني

لذلك أردت أن أكتب لعلي أقترب قليلا أو كثيرا من هذه التي تدعى أنا

لم أكتب عني كما يعرفني الناس بل كتبت عن تلك التي كانت يوما ما أنا أو من ظننتها حينها أنا

كتبت في سعي جارف لأفهم

لماذا بقدر حبي كانت عزلتي ؟

لماذا بقدر رضاي كانت حيرتي ؟

لأفهم هل أنا من عشت حياتي أم أن حياتي هي من عاشتني؟ "

أغلقت اليدان الدفتر الذي رغم ضآلته حوى بين دفتيه حكاية حياة بأكملها بدموعها ، بابتساماتها ، بتفاصيلها ، بمشاعرها .

اغدا القاك الجزء الاول من سلسلة بين قلبى وعقلى لكاتبة نغم الغروبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن