الفصل الرابع عشر

795 21 0
                                    



الفصل الرابع عشر


انحنى رأس فرح بجوار رأس ليلى تتأمل معها الصندوق الصغير للمرة الأخيرة قبل أن تقوم بتغليفه :
- أتعلمين يا ليلى ، عندما استوليت على مجموعتي شعرت بالقهر ، خاصة و أنت تعرفين أني أجمعها منذ سنوات
لكن الآن و أنا أرى ماذا صنعت بها أشعر بأن صَدَفاتي الحبيبة وجدت مكانها الأنسب .
- أعجبك يا فرح ؟
- تحفة يا أختي ، تحفة

ابتسمت ليلى بحنان و هي تفكر فيم أخفته بداخله . أيقظتها فرح و هي تقول بصوت مهادن:
- أختي أنا سعيدة لأنك دعوتني اليوم ، ظننتك مازلت غاضبة مني بعد لقائنا الأخير .

اختفت ابتسامة ليلى فورا و هي تقول لها بجدية :
- أنا لم أدعك اليوم لشدة سعادتي بك ، مشاعري نحوك على وضعها ، مازلت غاضبة منك و بشدة .
- إذن لم ؟
- لأن اليوم سيكون درسا مفيدا لك ، ستأخذين فكرة وافية عن طريقتهم في التعامل و ستتأكدين أنه من المستحيل أن يتزوجك شادي .
- لا شيء مستحيل يا أختي ، قالت فرح و هي تقف و تتوجه إلى الدولاب الضخم ، أنت متزوجة من ابن خالة شادي .

متزوجة ! ضحكة مستهزئة أفلتت من شفتيها ، كتمتها بسرعة و هي تقول بجفاء :
- زواج واحد منهم بواحدة منا هو شيء كالمُذَنّب لا يحصل إلا مرة كل سبعين ألف سنة .

غمزتها فرح و هي تقول بخفة :
- إذا أنت رأس المذنب و أنا ذيله

نظرت ليلى إليها من فوق إلى تحت ثم قالت و هي تتأفف :
- بصراحة يا فرح لا أفهم كيف عشت معك كل هذه السنوات و لم أعرف أنك تافهة إلى هذه الدرجة .

هزت أختها الصغرى كتفيها وعينيها تتنقلان بسرعة بين الفساتين ثم أجابت بلا مبالاة :
- لو كنت سألتني لكنت أخبرتك
ثم أفهميني لماذا تريدين مني أكون شخصية عميقة ؟
هل كوني عميقة سيغير شيئا مما نراه حولنا ؟
مجتمعنا ذاهب إلى داهية وشيكة في جميع الحالات و صدقيني أختي عمقي من عدمه لن يغير شيئا في الموضوع
بالعكس التفاهة مطلوبة جدا في هذه الأيام .

تنهدت ليلى بيأس و هي تدفعها جانبا و تمد يدها لتتناول الفستان الذي اختارته من أجل حفلة مي .

- أرجوك أختي لا ترتدي هذا الفستان

تجمدت يد ليلى و هي تلتفت لها متسائلة.
- تصميمه عادي جدا ، علقت فرح و هي تتقمص شخصية الناقد الفني ، ثم إني رأيتك بهذا اللون عدد سنين عمري .
- البيج كان دائما لوني المفضل .
- كان يا ليلى كااان، الآن المفروض أن يكون لونك المفضل هو لون عيني زوجك ، أرجوك أختي ارتدي الفستان السماوي لتقهريها .

التفتت ليلى إليها و هي تقول بصبر :
- أولا شاهيندا ليست في بالي أصلا لأفكر بقهرها.
ثانيا أذكرك و أذكر نفسي يا فرح أننا اليوم سنحتفل بعيد ميلاد طفلة صغيرة و بريئة فدعينا نؤجل القهر و ما شابهه إلى مناسبة أخرى .

اغدا القاك الجزء الاول من سلسلة بين قلبى وعقلى لكاتبة نغم الغروبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن