الفصل التاسع عشر

790 23 0
                                    



الفصل التاسع عشر

بعد أيام دخلت ليلى البيت بهدوء و كلمة واحدة تتردد في ذهنها .
غريب !
هذا ما تصف به ذلك اللقاء المفاجئ.
مفاجئ لها لكنه بالتأكيد متوقع و مدروس من الذي دبره لها.
بالطبع هي تعرف من وراءه و من وراء ما يحصل معها في الأيام الماضية.
لا تدري ما الذي يتم التخطيط له هذه المرة و لكنها لم تحدثه عن أي شيء بالطبع ،
لم ترد أن تجعل مستوى الحوار يتدنى بينهما و تصبح واحدة أخرى من ملايين النساء ،
واحدة تبتدر زوجها كل ما عاد ب : هل تعرف ماذا فعلت أمك اليوم ؟
لذلك اختارت أن تصمت ، فالصمت ، على حد قول كاميليا ، هو أقوى سلاح .
لكن كاميليا ذهبت ، رحلت .
و رحلت برحيلها معاني الكلمات .
ربما الصمت ليس دائما هو الحل .
هذه المرة صمتها وضعها في موقف صعب ،
صمتها سيرسلها إلى داهية .
- سيدة ليلى ، استجابت للنداء و هي تلتفت بآلية
- آسفة سيدة سناء لم أسمعك
- كنت أقول أن السيد ماهر يريدك في غرفة مكتبه فورا

فورا ، هذه كلمة لم تعجبها طوال حياتها .
لذلك قررت تأجيل دخولها عليه بعد أن تحمل له قهوته.
.
..

بعد قليل كانت تطرق الباب ثم تدخل و هي تتصنع ابتسامة هادئة لتجده واقفا و غضب الدنيا مرتسم على وجهه .
شهقت بقوة و هي ترى الفنجان الذي كانت تحمله يتحول بضربة من يده على يدها إلى أشلاء تناثرت على الأرض حولها.
كتمت شعورها بالألم من القهوة الساخنة التي انسكبت على بشرتها و هي تنظر إليه بفزع مذهول .
-ما الذي فعلته اليوم بعد انصرافك من عملك يا مدام ، سألها و هو يكور قبضتيه بعنف ، لا تقفي كالصنم أمامي تكلمي !!

نظرت داخل عينيه تحاول أن تجد فيهما الرجل الذي ودعها بِحُب هذا الصباح لكنها لم تجده .
-مثل كل يوم ، أجابت بصوت مرتعش ، بعد انتهاء الدوام ذهبت إلى الجمعية ولكن ....

قاطعها بعنف :
-و لكن اليوم تقابلت أنت و ذلك الحيوان ، قالها و هو يريها ذلك الفيديو على هاتفه.

الفيديو الذي أرسلته له أمه اليوم و الذي أعاد مشاهدته مرات و مرات .
ذلك الذي يراها فيه تتحدث مع زوجها السابق أمام مقر عملها .
-لم يكن الأمر كما تتصور ، افهمني أر...
-أفهم ماذا ، قاطعها ثانية و هو يضرب الحائط بقبضته بجوارها .
لماذا تقابل امرأة محترمة طليقها دون أن تُعلِم زوجها إلا إذا كانت تعتبره رجلا !!! .
خاصة أني عرفت أنها لم تكن المقابلة الأولى بينكما .
أخبريني ما الذي كنتما تتحدثان عنه معا في كل تلك المرات ؟
اشتقت لحياتك معه يا مدام ؟
اشتقت لحبيبك الأول ؟

أغمضت ليلى عينيها و جسمها يرتجف رغما عنها مع كل ضربة لقبضة يده بجوار رأسها .
-أرجوك لا تصرخ في وجهي ، استطاعت أن تقول أخيرا
-صدقيني أنا أريد أن أفعل أشياء أخرى بوجهك غير الصراخ .

ظلت تراقبه بصدمة و هو واقف أمامها يتنفس بصوت مسموع :
-ليس لدي كلام معك ، لا يوجد أي مبرر لتصرفك ، كلامي سيكون مع والدك ، قال و هو يلتفت ليتناول هاتفه من على سطح المكتب ، سأخبره و هو سيتصرف معك.
-أخبر من تريد ما تريد .

اغدا القاك الجزء الاول من سلسلة بين قلبى وعقلى لكاتبة نغم الغروبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن