الفصل الثالث عشر
في ذلك المساء بعد انسحابها من أمامه إثر ظهور تلك المرأة ، خرجت ليلى من المشغل و توجهت بقلب خافق تفتح الباب بعد أن بدا أن لا أحد موجود ليلبي نداء الجرس .
فتحته لتفاجأ بأخته الصغرى مهى تنتظر بضيق واضح ، نظرت إليها ليلى بمزيج من الاستغراب و خيبة الأمل .
دون تحية أو سلام سلمتها الشابة الأخرى الطفلين الذين كانت تمسكهما في يديها ، أعطتها حقيبة حاجيتهما في صمت ثم قالت بتجهم :
- إلياس ، و أشارت إلى الطفل الأكبر ، لديه حساسية من الفراولة فيما عدا ذلك بإمكانه تناول أي شيء .أشارت ليلى برأسها في صمت و هي تواجه نظراتها الباردة بلامبالاة .
تأملتها الأخرى قليلا بعدم رضا ثم أعطتها ظهرها و انصرفت بخطوات سريعة .
ما إن أُغلق الباب وراءها حتى انفجر الطفل الأصغر بالبكاء ، حملته ليلى برفق و احتضنته بحنان و هي تهمس له في أذنه :
- كلا حبيبي ليس أنتم أيضا ، يكفيني كبار عائلتكم أما أنت فأعطني فقط فرصة و سترى معي مرحا لم تره في حياتك ، و الآن دعنا نتعرف ، أخبرني كم عمرك ؟جذب إلياس طرف فستانها لتنظر إليه ثم رفع ثلاثة من أصابعه .
- ثلاثة سنوات و أنت يا قمر ؟
- خمسة ، قالها بفخر .
- ما شاء الله ، معانا بطل إذن .أنزلت ليلى الطفل الأصغر الذي هدأ ما إن خرجوا إلى الحديقة الخلفية و تركته يجري إلى الأرجوحة الكبيرة ، جلست هي أيضا تتأرجح معهم ثم أجلست الأصغر على ركبتيها و سألته و هي تنحني بوجهها عليه :
- ما اسمك يا عسل ؟
- ياسيم
- تقصد ياسين ؟
- نعم ياسيم .
- بالطبع يا حبيبي أنت الأصح هل سأعرف اسمك أكثر منك ، أعطني قبلة يا ياسيم .
بعد قليل انضمت إليهم ميْ التي أنزلها والدها من السيارة و غادر فورا دون الدخول .
لمدة ظلت ليلى جالسة حائرة في شأنه و شأنها بينما تراقب الطفلين بشرود عندما سمعت ميْ تنادي عليها :
- ليلى ماذا تقترحين أن نطلب للعشاء ؟هزت ليلى رأسها بتهكم و هي تقول :
- تطلبين عشاءا جاهز و أنا موجودة يا حبيبتي ، عيبلمعت عينا ميْ و هي تسألها بلهفة :
- ماذا ستعدين لنا يا ليلى ؟
- من أجل عينيك سأعد وجبة لطيفة ظريفة تأتينا من وراء البحار .سبقتها الطفلة إلى المطبخ و فتحت باب الثلاجة على مصراعيه و هي تقول بنفاذ صبر :
- ما المكونات التي تحتاجينها ، بسرعة يا ليلى أرجوك ، أشعر أني سأموت من الجوع .
- ماذا تشتهين أن تضعي فيها
- زيتون و جبنة و فطر و …
- اسمعيني حبيبتي ، قاطعتها ليلى و هي تلف المئزر حول وسطها ، أحضري معك أي شيء تشتهينه و أنا سأختار .………………..
بعد فترة خطا ماهر داخل قاعة الاستقبال لتستقبله أصوات الأطفال الضاحكة و هم يصدحون بالتحية الإسبانية :
-"Hola "
- و عليكم السلام و رحمة الله ، تمتم مبتسما و هو يتوجه إلى المطبخ مصدر الصخب .
- و الآن دورك أنت يا مي ، سمعها تقول بحماس .
" إذن هذا هو صوتها الحقيقي " ، فكر و هو يواصل الاقتراب . هكذا يصبح صوتها حين لا تحدثه هو .
-ضعيها فوق الطاولة حتى لا يقع شيء على الأرض ، سمعها تستمر بنفس الحماس ، و الآن استرخي حبيبتي ، تنفسي بعمق ، بعمق .
استعدي ، الآآآآآآن .
Hola-
دوت الصيحة الجماعية من جديد .
-أحسنت ميْ و الآن حان دوري مرة أخرى .
أنت تقرأ
اغدا القاك الجزء الاول من سلسلة بين قلبى وعقلى لكاتبة نغم الغروب
Romansaفى لقاء نادر بين القلب والعقل وجد نبضات فؤاده تتناغم مع اصوات المنطق ووجد نفسه يحبها بعقله قبل قبله لانها الوحيدة التى لبت شروطه التعجيزية فى جنس النساء والوحيدة التى كان لديها من الكمال ماجعله يعلقها نيشانا على صدر رجولته هذه كانت الاولى الثانية...