الفصل الخامس والفصل السادس والفصل السابع

1.1K 24 0
                                    



الفصل الخامس


في مكتبه في الشركة ، ضغط ماهر زر إنهاء المكالمة و الشرر يكاد يقدح من نظراته.
لقد علم من معتز للتو أن ذلك الأكرم ألغى رحلته هذا الصباح.
و من كان معه منذ يومين و علم أنه يسعى وراء ذلك الرجل يا ترى ؟
بحسبة بسيطة تأكد أنها هي من وراء الأمر.
" يا ابنة ال... " ، قالها و هو يضغط على أسنانه ،
لا يصدق أنها قد تجرأت على فعل ذلك.
ضم شفتيه بقوة حتى يمنع نفسه من الاسترسال و استعمال ألفاظ أخرى لوصفها.
لعدة مرات ظل يعبر الغرفة جيئة و ذهابا قبل أن يقول بصوت عال :
- تريدين اللعب مع الكبار إذن ؟ فليكن

مد يده يتصل برقم من أرقامه العديدة.
- أهلا عماد كيف أنت

ردد المجاملات المعتادة بعدم تركيز ثم قال و ملامحه تزداد قتامة :
- اسمعني يا عماد أريد منك خدمة استثنائية هذه المرة

بعد شرح وجيز أغلق الخط و استدار بمقعده يواجه مكتبه ثانية.
توقفت عيناه قليلا على صورة كاميليا ثم أسند رأسه إلى الكرسي و هو يغمض عينيه و يقول :
- ليس من حقك أن تلوميني يا كاميليا
أنت السبب
أنت من أوصلتني إلى هذه المرحلة
لطالما كانت لك نزوات من قبل و أنا سمحت لك بها
ليس لأني عديم الإحساس
كلا يا كاميليا بل لأني قدرت أنك لم تعيشي حياة عادية
لذلك لم أرد أن أضغط عليك
لم أرد إتعاسك أكثر
دست على غيرتي ، دست على رغباتي ، دست على نفسي من أجلك يا كاميليا

فتح عينيه و أكمل بشرود :
- كنت دائما بعيدة و تحملت
بعيدة حتى و أنت بين أحضاني
دائما غائبة يا كاميليا ، حتى و أنت بيننا
أردت أن أحتويك لكني لم أستطع أبدا الوصول إليك
أبدا
لم أستطع أن أفهمك لا في حياتك
و لا حتى بعد موتك
و أنا أكره أن لا أفهم ، أكره أن تكون هناك أبواب مغلقة في حياتي

تنفس بعمق ثم قال و هو يقرب صورتها منه :
- لذلك سأقوم بفتح هذا الباب يا كاميليا مهما كلفني الأمر
لن أتحمل أكثر
لم تثقي بي ، لا تلوميني إذن إن كنت لا أثق بك الآن

قام من كرسيه و هو يهز رأسه في أسف :
- هل رأيت إلى أين أوصلتني يا كاميليا ، جعلتني أكلم صورة امرأة ميتة

أمام مبنى الشركة التي تعمل فيها ، تفست ليلى الصعداء و هي تودع يوم عمل شاق آخر . خطت خطوتين صغيرتين لينكسر كعب حذائها الذي علق في قطعة حديد بارزة من الرصيف . زفرت بيأس و واصلت السير سرعة ، تريد أن تعود إلى البيت قبل أن يفاجئها هذا اليوم بمصيبة أخرى.
فمنذ الصباح بدا واضحا جدا لها أن هذا اليوم هو من تلك الأيام التي لديها موقف منها.
يوم متنمّر غاضب غير مستعد أن يتركها و شأنها ، بدأ بفنجان قهوة مسكوب على قميصها و لا تدري كيف سينتهي .
عندما دخلت أخيرا إلى البيت لتجد أمها تبكي ، بينما والدها و أخوها يجلسان متجهمين ، عرفت أن هذا اليوم يجر وراءه أياما أكثر سوادا.
- خيرا ، قالت و هي لا تعرف إلى من توجه السؤال بالضبط
- خيرا إن شاء الله ، أجابها أبوها بصوت خافت
- خير و من أين سيأتي الخير قالت والدتها بصوت عال قبل أن تعود للبكاء بصوت أعلى

اغدا القاك الجزء الاول من سلسلة بين قلبى وعقلى لكاتبة نغم الغروبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن