الفصل 2

1.4K 32 0
                                    

في ذلك الحي البسيط وتحديدا أحد بيوتها البسيطة كما حال جميعها نجد ذلك الرجل يجلس بكل وقار على طاولة متوسطة الحجم يلتف حولها ثمانية كراسي، بيده جريدة يومية يرى ما بها من أخبار لحين وصول أبنائه .

وبالفعل لم تمر ثواني حتى وجد أبواب الثلاث غرف تفتح ليخرج منها أبنائه الأربعة، ففي هذا المنزل يوجد أربع غرف فقط ليحتل الأب غرفة والأخوان الأكبران كل منهما غرفة والأصغران مع بعضهما البعض .

توجهوا ناحية والدهم يقبلون يده ورأسه احتراما وتقديرا له ليبتسم لهم بحنان ويدعوهم للجلوس والبدأ في تناول الإفطار :-
- يلا اقعدوا يا ولاد افطروا بسرعة عشان تروحوا شغلكم .

أومأ له أربعتهم، ليقول رحيم ببطىء خوفا من غضب وحزن والده :-
- بابا .. مم هو

تابعته أنظار والده واخوته بفضول لما سيقول ليبتلع ريقه بصعوبة ليكمل :-
- اا .. جدي اا قصدي السيد رشاد عايز يتكلم معانا في موضوع وقال انه مهم أوي

لاحظ نظرات اخوته التي اشتعلت بغضب، حقد وبغض ونظرات والده التي حملت كل معاني الألم، الحسرة والكسرة فور تذكرهم لكل ما حدث لهم في الماضي

ليقول فادي بغضب وهو يلوح بيديه بعصبية :-
- هوما عايزين مننا ايه تاني ؟؟ مش خلاص بنته رجعتله واتخلت عننا بسبب الفلوس ؟ ليه دلوقتي عاوز يتكلم معانا ... اكيد طبعا أرفض طلبه يا رحيم !!!

أنهى حديثه وهو يلتفت بوجهه بعيدا عن أنظارهم فهو يشعر بالألم ويريد البكاء وذرف بعض الدموع لربما تخفف من حدة ألمه .. لكن لا هو لن يفعلها أبدا من أجل عائلة فاقدة للاحساس !!

بعد كلامه تحدث عماد بهدوء مخفيا جميع مشاعره عن أولاده والذين اكتشفوا هذا بسهولة :-
- خليه يجي يا رحيم .. أكيد حاجة مهمة وإلا مش هييجي لينا ويفتكرنا بعد السنين دي كلها عشان يهزر معانا مثلا ؟!!!

كادوا أن يقاطعوه في بداية حديثه لكنهم تريثوا لينهيه، وبالفعل اقتنعوا قليلا ! ليقوموا من على الطاولة واحدا تلو الآخر ذاهبين نحو أعمالهم، فشاهين يعمل نجارا في نفس المنطقة مع أخيه رحيم، أما فادي فيعمل محاسبا في أحد البنوك الصغيرة غير المعروفة كثيرا، ورؤوف يعمل نادلا في مقهى كبير يرتاده الشخصيات المعروفة وذات السلطة .

_________________________

وصل رؤوف إلى ذلك المقهى ليلقي التحية على زملائه، ارتدى ملابسه الخاصة بالعمل وباشر فيه .

كان يتنقل بخفة بين الطاولات يدون الطلبات مع ابتسامة جميلة تزين محياه ليصل لتلك الطاولة، نظر للجالسة عليها بابسامة قائلا باحترام وعملية :-
- طلباتك ايه يا فندم ؟

جبروت القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن