الفصل 4

1.3K 37 0
                                    

مرّ أسبوع ولم يحدث أي جديد في حياة أبطالنا، ف عماد وأولاده يتجاهلون وجود ريناد تماما، وهي أيضا لم تعطي للأمر أهمية كبيرة فعندما رأت نفورهم منها قررت الصمت والعيش بهدوء .
أما بخصوص الابنة المفقودة فـ لم يصلوا لأي معلومات تخصها بعد .

༺༺༻༻
ليلا وفي تلك الحارة الصاخبة من أحاديث النساء اللاتي تجلسن في شرفهن يتسامرن عن بعد، وصراخ الأطفال هنا وهناك يلعبون بعد يومهم الدراسي الحافل، في وسط تلك الضجة نجدهم جالسون في ذلك المقهى يلعبون ما يسمى بـ "الدومينو ❥" ويتسامرون 

رمى تلك القطعة التي في يده وتحدث بملل وصوت عالي ليصل لمسامع المالِك :-

فين القهوة أنا زهقت وعايز أروح

ليتحدث ذلك الأربعيني بصوت عالي هو الآخر كي يسمعه من وسط ذلك الضجيج وهو يتقدم نحوهم :-
وأدي أحلى شاي وقهوة لزينة شباب الحارة

وصل لطاولتهم وضع تلك الصينية وأخذ يوزع عليهم طلباتهم فشاهين وسنمار طلبوا قهوة، والباقي شاي عدا نبراس الذي طلب قارورة مياه صغيرة، ليتحدث ذلك الأربعيني بتملق :-

اعذرنا يا معلم شاهين على التأخير أنت والبهوات، بس أنتوا شايفين الناس كتير والطلبات أكتر  .

أومأ له الآخر ببرود، ليغادر هو

أمسك سنمـار كوب قهوته يرتشف منه بروية متحدثا بتساؤل :-

ممم عملتو اي في موضوع أختكم؟

تنهدوا جميعا ليتكلف فادي بالإجابة عليه :-

لا لسة بندور، ولحد دلوقتي مفيش معلومة عنها مؤكدة مية في المية  .

أراد رؤوف تغيير دفة الحديث فهو يعلم أن نبراس هو أشدهم تأثرا بهذا الكلام لأنها نصفه الثاني :-

نبراس أنت ليه طلبت مية؟ لو مش بتحب الشاي والقهوة ممكن نطلبلك عصير مثلا لو عايز؟

نفى برأسه، ورسم ابتسامة على شفتيه وهو يتحدث :-

مش متعود آكل أو أشرب حاجة من ايد حد غريب، وبصراحة أكتر أنا بقرف

وفور نطقه بتلك الكلمات أصبح محط سخريتهم جميعا

ليسخر منه سنمار بقوله :-

تقرف من اي يا عينيا؟؟؟ قولي تاني كدة أنت كنت عايش فين معلش؟

ابتسم الآخر وأجابه بجدية وهو يرتشف القليل من المياه :-

على فكرة مش معنى أني كنت عايش في حارة دة معناه أني ممكن آكل كل حاجة أو معرفش اي أنا، مش بس اللي اتولد في بقه معلقة من دهب يعيش ويقرف ويتكبر واحنا لا، مش الحارة هي اللي تحدد مستوايا أبدا .

جبروت القلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن