ألَمْ.

13.8K 396 361
                                    


- كَان كَمن يريد لي الموت عَلى قيّد الحياة.

-

حاول قد مَ يقدر أنه يحافظ عَ دموعه ويبّقيها بروحه عن أنه غيره يشوفها بس وصل لِلحظة إنهيار خلته يفقد فيها كبريائه ..

كبريائه اللي كان مانعه أنه ينزل دمعه لسبب مَ يستاهلها مثل مَ هو كان يفكر ويعتقد ..

نزلّ رأسه وكتم أنفاسه عشان مَ تطلع شهقاته من وجع روحه قبل جسمه .. كان صعب بالنسبه له أنه يتحمل فوق طاقته من ضرب وإهانة.

تحمل أبوه اللي كان يصبّحه بضرب ويمسيه بضرب ولأنه أبوه كان مضطر يسكت ويبلع غصته عن أنه يناقشه بشيء.

كان يتمنى لو أنه يشوف بعيونه الحب بس كل مَ يناظر لعيونه مَ يشوف إلا الكره والحقد وعدم التقبُل.

كان ولازال يتسائل أبوه ليش يعامله بكل هالقسوة؟ إيش هو ذنّبه عشان يحمل بقلبه إتجاهه كل هالكره اللي هو يقّسم أنه مخلي قلبه ثقيل من زوده.

وأخيرًا لما هرب وحسّ بالتحرر حطّ بيد الشخص اللي كان بكل عمره يتحاشى حتى أنه يطالعّ فيه ..

لأسباب كثيره وأولها أنه هالشخص زياد وهذا كان يكفي أنه يتحاشاه.

مررّ نظرة عيونه لِـ جسمه المدّمي وندبّ حظه ..

من سنوات كثيره ونادر يتمنى لو أنه مَ جا عَ الدنيا لأنه من وعي عليها وهو يآكل ضرب لدرجة أنه من يتروش مستحيل منه يطالعّ بجسمه لأنه عِبارة عن لوحة فنية مُعنفه ..

بكل مره يكبر يحسّ أنه الأمل يكبر فيه .. لعلّه بكل مره يكبر يفهمون اللي حوله أنه مَ صار نادر الطفل المُراهق اللي يحق لهم يضربونه حتى بدون سبب.

كان يتوقع أنه من يطلع من سِن المُراهقه بيبدأ يشوف حياته , بيتركونه لأنه صار رجال فاهم والمفروض أن له هيبته وخصوصيته وحياته.

بس إيش كانت الحياه بالنسبة لِـ نادر؟ ولا شيء ..

غير الروتين المُعتاد اللي كان يتكرر كل يوم عَ مدار سنوات حياته هو صار مَ يحسّ أن لنفسه قيمة.

عقدّ حواجبه بِألم أول مَ مسحت الخادمة المنشفه المُبلله عَ يده عشان تنظفه من الدم.

غمضّ عيونه وهو حاسّ بنظرة الشفقة اللي تناظره فيها ..

مهما كان الموقف اللي ينّحط فيه نادر هو يفضل يموت عَ أنه يشوف هالنظرة من أحد.

تَحت رحمتِه | BxB.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن