الجزء الثالث..طريقُ الإلتقاءِ والحبّ

1.6K 93 16
                                    

      ♥♥♥♥سيناريو 3♥♥♥♥

قصة: المذنبان💫🌸
..
خرج يمان من المطعم لا يعرفُ وجهةً او دليلاً ينيرُ له الطريق ويهتديهِ لفعلٍ يحتوي بهِ تسامح محبوبتهِ وينال قلبها،لكن كيف السبيل؟! وكل الملامةِ تقعُ عليه حتى اثقلت كاهلهُ..كان لإربعة أعوام يفكر في لقاءها وحالها..ثم ماذا حدث؟وجدها..وعلى أيّة حالٍ وجدها؟!..كيف يعوّض كل ايامها الآفلة بين الخوف والرعب،بين المعاناة والمرض،بين الفقد والألم...كيف يشرح لها تقاطع طرقهم لأكثر من مرة؟
طرق الباب على نديم في شقّتهِ وهو يدخلُ دون جهدٍ ليمشي بطريقةٍ صحيحة..كأنّهُ يريد أن يشكي ضعفهُ لإقرب أصدقاءهِ..يقدّم خطوةً ويتعثّر في خُطى، إستقبله نديم وعانقه بقوةٍ كأبٍ يحتوي إبنهُ وطفلهُ..ساعده في الجلوس وجلس بجانبهِ يسمع..لما لم يجد كلاماً..يخففُ وطأة الحزن لدى خليلهِ، إبتدأ هو:
-لقد إختفيت يا رجل..
لم يجد جواباً من خلّهِ.. لينظر أن يدخل في عمق الموضوع الذي صلب قلب يمان:
-كانت هي،أليس كذلك؟
و كشخصٍ لاقى الحريّة والمتنفّس فيما أرّقهُ.. أقرّ جوابهُ يائساً:
-نعم..وليتها لم تكن هي..
إعترض محاولاً المساعدة:
-لا تقل ذلك..كل شيءٍ مقدّرٌ في حياتنا..
-قول ذلك سهل..آهٍ لو علِمت..ثم إنني كالأحمق إقترحتُ علاجها لوالدتها..
-وماذا في هذا؟ ألستَ طبيباً متفانياً يُشهد لك بعملك ومجدك؟..
رفع نظره نحو صديقهُ في يأسٍ:
-كيف أكون العلة والدواء معاً يا نديم؟ماذا لو كرهتني؟..
-يتوجّبُ عليك إخبارها بكلِّ شيء..
-مستحيل..هذا مستحيل..بل الأشدّ قسوةً وحكماً لفؤادي..
ليست أنانيةً منّي او تملّكاً لها.. لكنني متعبٌ ومرهقٌ من كثرة إنتظارها.. وفي حقيقة الأمرِ لا شيء يصّبرني ويثبّتُ وجعي غير إنّها لا تعرف عنّي شيئاً..أنا الذي لقيتها بعد أعوامٍ من الشوقِ والهلاك..أعوامٍ من الحب المضني (العطِش) الذي تلظيتُ(أكتويت،تعذبت) في نارهِ وأنا حتى لا أستطيع ان أذكرها بلقائنا الأول قبل إسبوعٍ من تلك الليلة المشؤومة لم أعلمُ إنّها هي بسبب الغرفة المظلمةِ..أتعتقدُ إنني سأعاود هدم كل صبري مجدداً!؟..كلا، لا استطيع..
-ماذا في جعبتك؟ هل تقابلتما من قبل؟..
رفع نظره نحو صديقهِ يسترِدّ الأمل ويروي الذكريات وهو يسردُ لقائهما الأوّل:
-أجل تقابلنا..تذكرتها حين حملتها بين ذراعي يوم أمس تبيّن لي طيفُ وجهها في لقائنا داخل المشتل الذي تعمل فيه وتهواه..وصدمتُ أيضاً حين شعرت من عطرها وملمس جسدها إنّها هي نفسها التي جاءت تلك الليلة.. ألتقينا حين جئت مع الحقير سليم الذي كان يدّعي صداقتها ومودّته الأخويّة..كم كان وقع الصدمةِ قد أخذ مني راحتي؟..لذلك أخذت ألوي في الأرض دون أن أجد بقاعاً تلمُّ بؤسي..

🌸🌸🌸🌸♥♥♥♥💜💜💜💜

✅فلاش باك (عودة قبل أربع سنوات):
توقفت السيارةُ في أحد شوارع أسطنبول..ليتحدث سليم وهو يلتفتُ إلى يمان ويبتسم بمكرٍ:
-هيا ترجل معي..اليوم سأريك صديقتي..التي تبيع الورد وهي لا تعلمُ إنّها أجملُ من الوردِ..سار يمان خلفهُ وهو غير مهتمٍ بكلام سليم ليقول:
-دعنا نشتري الورد إذاً..
كانت سحر تسقي كل الأصص وتشمُّ عطر الورد الذي يفوحُ في المكان حين دخل إليها سليم ويمان لترحّب بالجميع كعهدها:
-ها قد جئتُ يا صديقتي..انظري ومعي صديقٌ آخر..
تحدثت سحر بإقتضاب حين لمحت يمان:
-أهلاً بك وبمن معك...تفضلا إن اردتما شيئاً..
-لا،لقد مررتُ من الطريقِ وقلتُ أن اراكِ ربّما تحتاجين شيئاً..
-انا اشكرك جداً..واشكر إهتمامك انا لا احتاج شيئاً..
-وأنا أريدُ وأتمنى أن لا تنسي الموضوع الذي أردت مساعدتك فيه..
أما يمان كان مأخوذاً بالنظر إلى ملامح سحر..
بوجهها المستديرِ كدورةِ القمر.. وجنتيها الخجولتين.. وشفتان غريبتان ما بين الجمالِ والإمتلاء.. شعرها الكستنائي..وجسدها ك غُصن البانِ في تهاديهِ وسرحانهِ..لم يسمع  تجمّع هذا المزيج من الجمال إلا عند بنات حضارات الأندلس او شابات الريف الإسكتلندي..  كأنّه امام لوحةٍ رحمانية يحفر تفاصيل وجهها داخل عقلهِ..ليتحدث دون وعيٍ منهُ مقاطعاً سليم وسحر:
-ورد..(وهو يلمحُ في داخلهِ إنّها أجملُ من الورد)..
لتجيب سحر بإستغراب لحديثهِ المفاجيء:
-ماذا؟
إنتبه يمان على صوتها وأراد أن يمحو الريبة عن غفلة وعيهِ..لكنّه نطق الكلمات من جديد بشكلٍ ودّي:
-لا شيء يا صغيرتي أريد باقة وردٍ فقط..
-انا لست صغيرتك أو ما شابه..لكن أيّ نوعٍ من الورد تريد؟ أو ما هي المناسبة لأشكّل باقةً جميلة؟
إنتبه إنّهُ في مأزقٍ حقاً:
-سآخذها لصديقتي..نعم لصديقتي..
لم تكن ملامحُ الصدق باديةً على يمان في نظر سحر،لكنها لم تشأ أن تُحرجهُ..او تسألهُ عن تفاصيل اللون ونوع الورد وهو يبدو لا يفقهُ شيئاً:
-حسناً..بما إنّ الحيرة واضحةٌ بشكلٍ جلي عليك..انا سأضعُ لك من أفضل الورودِ لدي..زهرةُ الإقحوان البيضاء بطلعها الأصفر وأوراقها المشعّة باللون الأخضر...
..
خرجا من المشتل وركبا السيارة ويمان يتأمّل الورد بين يديه..ضربه سليم على كتفه بخفّةٍ:
-لولا إنّني لست أعرفك جيداً..لقلت إنّ العشق تمكّن منك..
لكن يمكنني مساعدتك لأجل ان تحبّك..
إنتبه يمان للجملةِ الأخيرة وردّ بحزمٍ:
-أيّاك...اياك أن تقترب من الفتاة الصغيرة..وإلا سترى أمامك شخصاً آخر دون رحمةٍ فيك..
-حسناً..حسناً..إيّها العاشق..
-انا لستُ عاشقاً لذلك لم اسالك عن شيءٍ بخصوصها...
.......
♥♥♥♥🌸🌸🌸🌸💜💜💜💜

المُذنبانِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن