قصة المذنبان💟🌼💜
.
.♥♥♥♥🌼🌼🌼🌼🌸🌸🌸🌸
بدأت تستعيدُ صحّتها بمرور الأيام ووجدوا متبرعاً للكليةِ لرجلٍ قارب حينُ أجلهِ..أُجريت العملية وتقبّل جسدها العضو الجديد..وما ان إستعادت حركة جسدها بعد خروجها من المشفى والعناية المركزة..حتى وجدت احضاناً تهنّئها بالشفاءِ... وعينانِ ترقبها من بعيد تنتظرُ عِناقاً..لِتستشعِر فرحتهُ التي لا تسعهُ بشفائها..
دخل غرفتها بعد أن صفا لهُ الجو،جلس بجانبها ومال إليها جذبها برفقٍ نحوه أيضاً وعانقها حتى أختبأت داخل صدرهِ..لم تعارض..ما كان أحوجها لمشاعرِه الدافئة نحوها ووجوده بجانبها..ختم عناقهُ بتقبيلِ جبينها لتبتسِم له وقد إعلنت دموعها الإنقياد لمشاعرها مِلبيةً لوجع قلبها..
************♡♡♡♡♡
مرّ شهر حتى أستعادت سحر سعادتها بتعاون جميلة ونسليهان وإصرار يمان..شهرٌ فاض الحُبّ فيه باسمى النظرات والطُهر دون إعترافٍ لكن ما من مجالٍ للشكّ بإنجذاب قلبيهما..وذلك الإنسجام الواضح داخل روحيهما..اعادت الأيّام صفو العلاقةِ بين الحبيبينِ أو الصديقينِ..تخللتهُ زيارات الأم نادرة لإبنتها وتنزّه يمان مع سحر للحفاظ على روحها المُحبّةِ للحياة..يحسمان أمرهما ليلاً للتفكير في الإبتعاد والنفور ولا يصدقان حتى تلتقي روحيهما طيلة النهار..
طرق باب غرفتها:
-إن لم تكوني نائمة..حان الوقت لسعادةٍ أكبر...
لم تفهم سحر مقصد يمان حتى أشار لجنكار بالدخول..
تحدّث يمان موضّحاً وهو يغمزُ بعينه لسحر حيث غمرتهُ السعادة:
-نستطيعُ الآن إستخدام العكازين وأجهزة تثبيت الكاحلين والركبتين..لتستغني بشكلٍ تام عن العربةِ...
لمعت عينا سحر لهفةً وفرحاً:
-حقاً..هل ما تسمعهُ اذناي صحيح سيد يمان؟!..
-أجل يا صغيرتي..الآن ساساعدك في تثبيتها لاسيما جهاز الكاحلين والركبتين..اما عملُ العكازاتِ فهو سهلٌ وسلِس..
أكمل يمان عملهُ بمساعدة نسليهان.. في حين لم تكف جميلة والدةُ يمان عن هيلِ كلمات الحمد وترديد عبارات الفرح وأبداء التأملِ بالخير القادم..:
-بإمكانكِ المشي خارج الغرفة لتجربتها..
رفضت سحر ذلك بلطفٍ:
-ليس الآن..لو إنّني أبقى داخل غرفتي ثم ألحق بكم..
-كما تريدين يا ابنتي..سأترككِ الآن براحتكِ..
وقف يمان حائراً بين خروجه او البقاء..فقال:
-سيكون من الأفضل أن تعوّدي قدميكِ على السير والحركة..لكن أن طلبت الراحة فلا بأس..ساخرجُ أيضاً..
-تمهّل..سيد يمان..
إلتفت إليها..وهو يلاحظُ طولها وتفاصيلها..عاد وجهها وضّاءً وأبتسامتها مشرقة:
-لقد تقدمتُ خطوةً في الشفاء صحيح..لكن ذلك لا يعني قدرتي على مجاراتكِ في المشي..هل ستنتظرني حتى إصل إليكَ؟...
فتح يمان ذراعيهِ:
-ولا انتظرُ غيركِ..أنتِ بطلتي دائماً..
مشت خطواتها بصعوبةٍ..يحثّها على ذلك شوقها لتحضن يمان..لا تدري ما تسمي مشاعرها او تعنون افكارها تجاهه كل ما تعلمه إنّها تجدُ الطمأنينة معهُ..حيث تزولُ كل المخاوف وتضمحِلّ كل اسباب الفراق والألم..
وصلت أليه حيث لم يكن بعيداً منها كثيراً..وارتمت في حضنهِ..غمرها بفيضِ حُبّه..يمسكها جيداّ ويسندُ ظهرها..ترغبُ أن تحاوط ظهره لمرةٍ واحدة..لتكن هذه امنيتها الأخيرة لا بأس..اوقعت عكازتيها فرفعها لمستواهُ وأخذ يُقبٌلُ وجهها كله يغبط حبّهما المخفي.. أخبرتهُ:
-لم أرغب أن يشاركني أحدٌ سعادتي قبلكَ..
ليهمِس لها :
-لا بأس...لقد تجاوزنا كل شيءٍ..لم يبقى دون القليل شيءٌ..
********♡♡♡♡♡
يدخلُ يمان المنزل بعد يوم دوامٍ مُتعبٍ في المشفى..ليسمع حديث سحر ووالدتهِ..:
-أنتِ يا ابنتي فتاةٌ شابّة..تخلّي عن تلبّس روح الكآبة لديكِ..أنا أرى في عينيكِ نوراً إنطفئ..ما زال أمامكِ الكثير..
-لا أعلم يا خالتي..لولاكم ما كنت أفضل حالاً..لا أعلمُ كيف ستكون حياتي بعد شفائي..أنا أخاف كثيراً..
-هلاّ أخبرتني سبب خوفكِ..علّني أرى الحلول تنقادُ لأجلكِ..
خاف يمان ان تُخبِر والدته عن تلك الليلة فابتلع ريقهُ..عليه أن يتدخل لكنه يجهلُ الوقت المناسب..
فيما تحاول سحر التماسك:
-ليس هناك سببٌ معيّن... إنّه مجردُ خوف من المجهول الذي يحتدمُ علي تحمّله أو الرضا بهِ ومواجهتهِ..
-أبنتي.. إستمعي إليّ.. بشكلٍ طبيعي ستتجهين لتأسيسِ حياتكِ وتكوين عائلةٍ طيبة ومحِبّةٍ.. ستكونين خير أُمٍ وزوجة.. انا أثق بكِ..
خافت سحر كثيراً.. كما لم تخف.. فأجابت بنبرةٍ ملؤها الإنكسار:
-ومن سيتقبّلُ حقيقتي؟!..
ثم إستهانت بنفسها تضحكُ بخفوتٍ..لم تعرف جميلة ما يراود سحر..
التي زاحمتها الأفكار.. فأنسحبت من مجلس جميلة.. ليلحق بها يمان.. ويحملها بغتةً قائِلاً:
-وما حاجتكِ لخطيبٍ وأنتِ زوجتي؟..
قطبت حاجبيها وأخرس كلامهُ فمّ سحر وسط دهشةِ والدتهِ..
بقيت تضربه على كتفهِ حتى أنزلها فوق السرير:
-ماذا تقول أن.. سيد يمان؟.. زوجة ماذا؟.. أعني زوجةُ من؟.. يبدو إنّ حالتي أثّرت فيك أيضاً..
غادر إلى غرفته وأحضر معه الأوراق التي تُثبتُ كلامهُ:
-منذُ أولِ يومٍ دخلتي فيه منزلي..
-أنا.. أنا لا أصدق ذلك.. كيف.. كيف يكونُ توقيع والدتي هنا وتوقيعي أيضاً؟..
فلاش باك ✅:
-.أسمحي لي أن استضيف إبنتكِ في منزلي مع عائلتي.. هكذا سيكون علاجها أفضل..واريدكِ ان تثقي بي...ولكن قبل ذلك اريدُ الزواج منها أن وافقتي..
-لماذا ترغبُ بذلك سيد يمان؟..
-لإجلها هي..أجل..أشعر إنّني ألتقيتُ بها-راوغ يمان في كلامه قليلاً خوفاً من أن تُخبِر سحر- وإنّني أعرفها منذ وقتٍ طويل..وكأنّني فارقتها ولم أستطع الإلتقاء بها بعد ذلك..
-وماذا عن إبنتي؟..
-لن نخبرها شيئاً..حتى يحلّ الوقت المناسب..وتأكدي إنّني سأكون خير كتفٍ لها تستندُ عليه وتميلُ بثقلها..
...
-وماذا عن توقيعي؟..
-هل تذكرين حين قرأتُ تشخيصكِ ودخل علينا جينكار بحجةٍ إكمال تفاصيل العلاج..في الحقيقة كانت عقد زواج..أمضيت التوقيع دون قراءته لأنّ همّك كان التخلص مني أذ إستفززتُ مشاعركِ (سأتعافى..حتى أتخلص منك)..
أخذت تغضبُ وتبكي..حاول يمان تهدأتها..لم يكن يتوقعُ أن تتألّم روحها ألى هذا الحد..:
-ألم أقل لكِ (أهلاً بكِ في منزلكِ؟) منذ أولِ يومٍ..
-لماذا؟ لماذا؟..
لِيُجيب بألمٍ:
-((حمقاءٌ أنتِ..ألم تري قلبي تجمّع في عيني؟!))
*نزار قباني*
*********♡♡♡♡♡♡
🌼🌼🌼🌼🌸🌸🌸🌸♥♥♥♥
أنت تقرأ
المُذنبانِ
Romance💡قصة مكتملة 🚫ضياع🚫📍 لِقاءٌ في الماضي.. ذِكرى محفورة..ليلةٌ مليئةٌ بالخطايا والذنوبِ.. عذابُ أعوام طويلة.. ثمّ إجتماعٌ يتجدّدُ.. أكانَ صدفةً أم قدراً؟.. الحميع يلقى جزاءهُ.. 🖤♥ . . .