قصة المذنبان💟🌼💜: 🌼💜💟:
.
.
خطا خطواتهُ خارج غرفتها، أوصد بابها، جرّ قدمية المُثقلتينِ.. وضع يده على قلبهِ.. ألمٌ هناك.. رأبٌ وصدعٌ في عقلهِ... يتبعها شروخٌ تكتوي بها روحهُ..
كيف سيتعاملُ معها طيلة هذه الأيّام؟ لا يريدُ أن تُصيب سهام الحبّ قلبها او ترأب روحها.. قد يُمهِلُ الحُبّ خطيئتهُ لكن لن يغفرها.. لن تمرّ هكذا بسهولةٍ.. كلُّ العذاب في أربع سنين ليس قادراً ان يشفع لهُ أمامها ما دامت لا تعلم.. ما دام يفضّلُ بقاءها بمقربةٍ منهُ لأجلِ خاطرهِ قبل جبرِ خاطرها.. إلتقى في الممر والدته:
-بني، ما بك وجهك شاحبٌ هكذا؟ أيكونُ حصل شيء؟..
لقد سمعت صرخة سحر قبل قليل ولم يهدأ لي بالٌ حتى هدأت.. وثقتُ إنّك ستساعدها..
اجابها بصوتٍ واهنٍ يملئهُ الشجنُ:
-لا تقلقي أمي..ليس بي شيء..أمّا الصغيرةُ فألمها رهنُ إهمالها للتمارين مدةً طويلة..اريدُ أن أرتاح الآن لو تسمحين لي..غداً أعود إلى المشفى..
قالت وهي تحاول إسنادهُ او إمساك مفصل يده لمساعدتهِ:
-طبعاً... بالتأكيد.. الأفضلُ لك أن ترتاح وتستجِم...
قال معارضاً إسنادها لهُ:
-لا بأس.. سأذهبُ وحدي..
دخل غرفتهُ فيما ترك الأخيرة تتوجسُ خيفةً وذهولاً..
..
داخل غرفتها، تركها بعد أن ساعدها لتركن إلى مهجعها تنامُ..هي الأخرى وضعت يدها على قلبها تتحسّسُ نبضها.. غلبها التوتّرُ حتى لم تعد تميّز إذا كان النبضُ سليماً أم مضطرباً يدوي بسرعة.. هل تتخلّلهُ انفاسٌ بالفوضى؟ أم فقدتها ببطئٍ؟!.. تحسّست وجنتها مكان القبلةِ العميقة.. ربّما كانت لأجلِ تهدئتها.. أجل، لا تفسير آخر لذلك.. غاص فزعها في جوفهِ حقاً وأنتقل إليه حين شدّت شعرهُ.. عليها أن تعتذِر منهُ كي لا يعتاد قربها.. عليها أن تبتعد عنهُ كي لا تتخطى خطوطها التي سيّجتها كالموانيء العالية.. ومراسي السفنِ العاتية.. قد تغوص في لطفهِ كالبحرِ فتعود بها امواجُ الحبّ الدخيلةِ على برائتها إلى أطرافِ الشاطيءِ حين يعلمُ إنّها ليست عذراء... لتتقاذفها الأمواجُ دون رحمة...
**********♡♡♡♡♡♡♡♡
أودع فرات والدته وأبيه حرصهما على سحر والخطوة التي إتّخذوها مع يمان قبل ذهابها معهُ.. وغادر للقاءِ رئيسهِ المفوض علي كريملي.. أعاد فتح قضيّة سليم ولم تسلمَ روحهُ من الشكوكِ والمخاوف لاسيما وجود السمعة السيئة التي تمزّقُ كيان سليم لو كان يتّسِمُ بالنُبْلِ.. فهاتف المفوّض واقترح الأخيرُ أن يلتقيا -والذي لم يكن يعلمُ إلاّ المعلومات الوجيزةِ والأطراف المكشوفةِ عن القضية-ليساعِدهُ فيما يقيّض نومه ويسهدُ أجفانهُ منذ سنوات.. ويُثبت كيل الإتهامات المعنية بسليم أو أيّاً ممن ساندهُ.. لاسيما بعد أن سمع حوار سحر مع كيراز والرسالة التي وصلت إليها..
********♡♡♡♡♡♡
إستيقظ نديم على صوت كيراز يرنوُ إلى مسمعه وقد أعدّت الفطور:
-هيا أيّها الطبيبُ الكسول.. ألم تشبع من النومِ بعد؟..
إبتسم لها نديم وهو يتثاءبُ ويمطّ يداهُ فوق رأسهِ محاولاً الثبات لفتح عينيهِ دون العودة للغفوة مجيباً زوجتهُ:
-وهل إستطعتُ النوم بعد ليلة أمس؟ وهو يستمتِعُ برؤيةِ خجلها.. لتهرب من امامهُ نحو المطبخ:
-حسناً.. انت ادرى.. تناول فطورك في المشفى إذاً..
نهض من السرير واحتضنها من الخلف يتنفّسُ عطرها:
-ما قيمةُ المشفى وطعامها كلّه أمام لذةِ الطعام من يدي زوجتي.. أبتسمت لهُ وهي تديرُ وجهها ناحيتهُ:
-وتعرِف أيّها الماكر إنّ قلبي العطوف يُسقِطُ حصونه المنيعة امام أوّل كلمةٍ منك.. قبّل وجنتها بحُبٍّ:
-لا أفرطُ بكِ وبحنانكِ...
دقائقُ مرّت حتى أكملا الفطور وتجهّز ليتلقى إتصالاً من يمان:
-صباحُ الخيرِ للعروسينِ..
-صباح الخير يا عزيزنا..
صمتَ لحظاتٍ ليخرج يمان ما في داخلهِ:
-أنتظركَ في المشفى..لدينا حديثٌ طويل..
أجابهُ مُمازحاً:
-لو إنّنا ندمج مكتبينا لنجمع المرضى سوياً ونخبر الجميع اسرارك..صدقني سيكون شفائهم سريعاً فلا أحد بمعضلتكَ..
-جزاءُ هذا الكلامِ مردودٌ لك أيها الصديق..
لتلتفِت إليه كيراز تتسائلُ بإستغرابٍ:
-ماذا تعني بالأسرارِ والمعضلة التي تصحبُ السيد يمان؟..
-لا تشغلي بالكِ حبيبتي..إنتظري قدومي..
*****♡♡♡♡♡
مرّ على غرفة سحر ليطمئن عليها قبل مغادرتهِ،طرق الباب فدخل بعد سماحها لهُ:
-صباحُ الخير..أرى أنّ مريضتي أفضلُ حالاً اليوم؟..هل زال الألمُ؟..
طرح سؤالهُ وهو يرفع حاجبيه بإستفهامٍ مُقترباً منها..لتجيبهُ:
-صباح الخير..أجل،أفضلُ حالاً من البارحةِ..
-إسمحي لي..
ليحرّك ساقيها عملاً للتمارين لخمسة دقائق:
-هذا لكي تكوني نشيطةً في الصباح ولا تفتقدي مساعدتي...وأيضاً أخبرتُ نسليهان بكلّ ما يجب أن تساعدكِ بهِ..
-إن شاء الله لن أُتعِبها..أو أسبب إحراجاً لكلينا..
-لا تقلقي..إن إحتجت شيئاً إتصلي بي رقمي عند والدتي..
واكسبي صداقتهما.
-حسناً..أنا أؤخركَ عن عملك..
****♡♡♡♡..
لم تجد سحر طريقاً للنزولِ عند والدة يمان..مرّت الساعاتُ ببطيءٍ حتى قرّرت أن تأخذ جولةً في المشتل والمكتبةِ..إفتقدتها جميلة التي لم تكن تعولُ إلى الطابق العلوي كثيراً الأ وقت نومها بحكمِ كِبر سنّها..فقرّرت الصعود إليها..لتجدها بعد البحث قد زارت مشتل الورودِ..وقفت عند الباب مُبتسمةً..لا تدري هل كانت هي الوردُ أم الورود التي في يديها؟؟ كان إبنها مُحقّاً إذاً حين تمسّك بها كطوقِ النجاةِ للغريق..في براءة وجهها وجمال مُحيّاها توبةٌ تكونُ نشوة الوالهين..ونجاةُ الغارقين في بؤس الظلمةِ..هي مدينةٌ لها بتوبةِ ولدها...
-أنت هنا عزيزتي..قالت تقتربُ منها وتلمسُ الورد الذي في يدي سحر...
إلتفتت إلى صوتها:
-أجل،لقد سئمتُ قليلاً في غرفتي..
وضعت جميلة يدها على وجه سحر تحتضِنهُ:
-تحتاجُ رئتيكِ إلى متنفّسٍ بين حينٍ وآخر.
إبتسمت سحر للطفها ثم قالت بقلةِ حيلة:
-هذا ما بيدي...أن أعتني بالزهور وأقرأ الكُتب..
-لا تقولي ذلك..فهذا الذي بيدكِ يُسقِط أعتى القلوبِ صلابةً في حُبّ عيناكِ وروحك النقيّة..
أجابتها بخجل وقد أطرقت رأسها للأسفلِ:
-اشكركِ يا خالتي..هذا من لُطفكِ..
أخذتا تتجولانِ قليلاً بين الورودِ وفي احاديثهما نكهةُ السلامِ..:
-أنا قد لاحظتُ إنّك لم ترتدي الملابس التي أحضرتها لكِ..
-لا استطيعُ أرتداء ما لم أشتريه بتعب جبيني..
-عيبٌ في حقّي ما تقولينهُ يا ابنتي..ثم أخبرتكِ أنا من اشتريتها لكِ..هل تظنين ابني خبيراً في أمورِ النساء؟!..
كادت سحر أن تنفجر ضاحكةً وهي تتذكرُ قبلة أمس..وتمنّت أن تجيبهابل أبنكِ ماكرٌ لم تشهديهِ من قبلُ)..
لاحظت جميلة إخفائها لضحكتها:
-كأنّني قلتُ شيئاً خاطئاً؟..
أجابت بإحراج لتغلق الموضوع:
-كلا خالتي..ولا تقلقي بشأن الملابس..انا اشكرك كثيراً وأعدك إنّني سأرتديها لإنني اعتبركِ بمقامِ والدتي كثيراً...
*******♡♡♡♡♡
أخذ يمان يُناقش نديم في أمرِ سحر:
- لكي تستطيع العودة إلى المشي من جديد، يجب ان نُكمِل التدريبات الملائمةِ، لِيسهم بالتقليل من التشنّجاتِ.. ونستطيعُ إستخدام العكازين وأجهزة تثبيت الكاحلين، الركبتين أو الظهر بعد شهرٍ من الآن.. لإن مكان إصابتها في الأعصاب وهو اكثر فرصةً للشفاء السريع من إصابة الحبل الشوكي..
أجابه نديم في إهتمام:
-أنت طبيبٌ يعتمدُ عليه..إفعل اللازم لأجلها..تتحدث عنها كيراز كثيراً وعن كُلّ خِلالها وذكرياتهما...
أفضى إليه يمان:
-لكنني خائف..
-وما سببُ الخوف الذي يعتريك؟..
-أنا..أو هي..لستُ أعلمُ حقاً..
-تكلّم بوضوحٍ يمان..
-أخافُ من الخذلان..الخيبة..الألم..قد أخذلها أنا أن علِمت أو تخذلني هي وتغادرني..تغادر قلبي..
-أنت لم تقتنع بالحلّ الذي إقترحتهُ لك..
نظر إليه وهو يمسك نفسه الاّ يضعف وفي عينيهِ يتراقصُ كُلّ الألمِ:
-كيف أفعلُ ذلك؟..وأنا لا استطيعُ الإبتعاد عنها أو أمنع نفسي من شمّ عطرها والإبتسام لوجهها..
-يمان...عليك أن تتعامل معها ك طبيبٍ..وأن تضع مشاعرك جانباً..
إتّجه إليه واضعاً كفّه على كتف صديقهِ..:
-هيّا..هَلُمّ معي..لنعود إلى منازلنا..
-هل تعلم؟..أخبرتها مُذ خطت المنزلأهلا بكِ في منزلك) ليتني أستطيعُ أن أُثبِت لها ذلك..آهٍ..ما أصعب الحب من طرفٍ دون إكتمال..ليتني أستطيع أن أُسمِعها خلجاتي وجروحي...
فاض الكأسُ بما فيه فأنتقمت الدمعة..
********♡♡♡♡♡♡♡
عاد إلى المنزل وجد سحر ووالدته يجلسانِ في الصالةِ..ألقى التحية وبادر بالسؤال واطمأن من نسليهان أنّهما عملتا التمارين..أخذ حماماً دافئاً..ونزل حيث تجلسان،نادى على نسليهان..وحمل سحر لتحمِل نسليهان العربة:
-إلى أين هكذا يا بني؟..تمهّل جئت قبل قليل..ألن تجلس معي؟..
-في المساء يا امي العزيزة..في المساء..
ضحكت على تصرفات ولدها الذي لا يترك فرصةً لحملِ سحر..
-سيد يمان..انزلني..لا زال الوقت مبكراً لعمل التمرينات...
-أغمضي عينيكِ أيتها الصغيرة..
أمتثلت لهُ سحر بعد عنادها..لتضع نسليهان العربة ويُجلسها داخلها..:
-الآن..أنظري..لكن لا تتحمسي كثيراً..
وجدت جميع لوحاتها مصفوفةً بشكلٍ متوازي في مرسمٍ جميل عُلِّقت في زواياهُ الزهور وامتلئت ساحتهُ بمساندِ الرسم والألوان:
-لم تفعلُ لي كلّ ذلك؟..
أراد يمان الاّ تشعر بإنها ممتنةٌ لهُ وهو يُدرِك خجلها ويحاول تنفيذ وصية صديقه (عامِلها ك طبيب..):
-ليس لأجلكِ..انا اهدف لتحسين صحتكِ النفسية فقط...
-وانا اشكركَ كثيراً.. لتكمل بخجلٍ:
-بالمناسبة..اعتذر إن ازعجتك ليلة أمس او آلمتُ راسكَ..
يمان وقد تذكّر قربهما ادرك إنّه مغفلٌ لو تظاهر ببرودهِ.. فابتسم وهو يخطو نحو اللوحات يتأمّلها:
-لا تشغلي عقلكِ بذلك صغيرتي..
أخذت فرشاةً امامها وأقتربت من اوّل مسند.. مرّ القليل من الوقت وهي ترسمُ بألوانها الزيتية وتشرح ليمان..
عرضت عليهِ أن يرسم معها.. لحظاتٌ سعيدة لم يستطع دون أن يتخلّلها الألمُ حين لمحت سحر جرحاً في باطنِ يدهِ.. لاحظ يمان صمت سحر فنظر لعينيها وجدها تلمحُ يدهُ.. دقّ ناقوس الخطر مشارف قلبهِ.. سحب يده سريعاً
لإخفائها..
لم تستطع سحر منع نفسها من السؤال:
-ما سببُ هذا الجرح العميق في يدك سيد يمان؟..
(ماذا أخبرك؟.. أخبريني أنتِ.. خلّصيني من هذا العذاب.. إنتشليني من دوامة الندم وعقاب اللوم.. أنخلع كتفي ولم يعد يواسيني أحدٌ من ثقلِ كاهلي.. ماذا أخبرك؟.. هل يُجدي جواباً أن أقول: إنّها اليدُ التي سرقت سلسالكِ ودعاء والدتكِ لسنوات!! أم أعترفُ إنّها يدُ المُذنِب التي لمست عفّتكِ وخلعت.. خلعت ملابسكِ.. آهٍ.. كم مرّةً على صدري أن يزفر الآهات ويتقيّأ الألم؟.. أم هل أكتفي أن أجيبك أنّها جرحٌ من الماضي ليس عليكِ بهِ.. هل يحتمِلُ فؤادي أن يجيب: لا تتدخلي.. هذا شأنٌ في المعاصي!! إنّه من ذنوب الماضي)..
أجاب يمان بعد إصرارها أمام صمتهِ:
-سأخبركِ.. سأخبركِ يوماً ما.. لا تُشغلي بالكِ الآن يا صغيرتي..
-و لما لا استطيع أن أعرف السبب الآن؟..
-لأنّك ستخسرين دموعكِ المتلألئةِ إن علمتِ وأنا لا أريدُ حزنكِ.. هيا لِتُكملي اللوحة..
وضعت سحر لمساتها الأخيرة حين فضّل يمان أن يبتعد في المرسم قليلاً علّه يستعيدُ نفسهُ، وهو يحدّث داخلهمتى سأتخلص؟ متى سينتهي هذا العذاب ويختفي الأثر.. اللعنة-وهو يشدُّ على الجرح- رفع نظرهُ صوب النافذة.. رُحماك يا ربّ)..
-ألاّ تريدُ معرفة ما رسمت؟
صوتها يعيدُ إليه الأمل.. نفض كل الحيرةِ عنه وشعر كأنّها إستجابةُ الرحمن لصرخاته..إتّجه نحوها بِحُبٍّ:
- قبل أن اراها.. اعترف إنّ لوحاتكِ جميعها اخذت شغاف قلبي...
بادلته الإبتسامةَ.. لتوجّه اللوحة امامهُ وهي تتحدث بثقةٍ:
-لكنّني متأكدة.. إن هذه ستعجبك اكثر ...
بقي يمان صامتاً وهو يرى وجهيهما... نعم هذه هي بخصلات شعرها الحريري بلون الكستناء ورأسهُ بشعره الأسود الذي يلامسهُ القليل من التجعيد.. يا إلهي هما ليلة البارحة الآن في إطار رسمٍ.. تشدُّ بيدها على كتفهِ ويحتضنُ رأسها والأخرى على شعرهِ.. لم تظهر ملامح وجههما كاملةً بوضوح.. لكنّ ما يراهُ كافٍ لهُ:
-كم أصبحت جميلةً!!!
(هذه الفتاة ستقودني للجنون..)
*******♡♡♡♡
🌼🌼🌼🌼♥♥♥♥🌸🌸🌸🌸🌸
سليم الذي غادر لأنقرة قبل أربعِ سنوات..وترك دراسة الطبّ..لم يكن فيهِ بصيصُ أملٍ او فتحةُ نورٍ للإهتداءٌ للمغفرةِ..يجلسُ في غرفتهِ على كنبةٍ قذرة في وسط غرفةٍ تكادُ تبين للرائي إنّها مرتبةٌ ونظيفة..سليم الذي إمتلئ جسده بالأمراض لإستمرارهِ في أعمال المتاجرة والفواحش بالخفاءِ المُستعِر..يجلِس وفي حضنهِ إحدى بنات الليل تُكيلُ له القبلات بسخاءٍ مُعتاد..ينفث دجان سيجارتهِ بوجهها وهو يتذكّرُ ما حدث:
فلاش باك✅:
-بني، أرجو ان تكون بخير..وإن أردت أن تطمأن وتجد السلام فالمؤذن قد رفع صوتهُ للأذانِ..تعال صلِّ معي..ولا تنسى إنّ حضني مفتوحٌ لكَ..
إنتبه يمان لكلّ كلمةٍ قالتها والدتهُ وهو يرجو الهداية ويبكي لإجلِ المغفرةِ..تزلزل كيانهُ بأجمعه حتى رمى ثقلهُ في حضن والدتهِ..شدّت على ظهر ولدها بقوةٍ..في حين عجز هو حتى عن إحتواءها بيديهِ أيضاً كما فعلت..اخبرتهُ أن يريح جسدهُ بحمامٍ دافيء في البدايةِ ثم يتّجه خلفها ليصلّي..لتكون أولّ صلاةٍ لهُ منذُ تركها قبل سنوات..ثم احضرت عدّة الإسعافات الأوليّة وهي تسابق رغبتها في سؤالهِ عمّا جرى..لفّت يديه تعقِّمُها..
ثوى إلى منامهِ متوعّداً سليم..
إتّجه إلى مخبأ سليم الذي يركن منذ سنوات عند كلّ مداهمة للشرطة.. إنهال عليه ضرباً واكرمهُ بأنواع الشتم والسِباب.. أخرج النار التي احرقت قلبهُ وهو لا يثوي رجعةً من معاقبة نفسه أيضاً..:
-ستغادر.. أجل ستغادر.. لن أراك ثانية امام وجهي.. ماذا كان سيحدث للفتاة لو نفّذت خطتك الخسيسة؟.. أيها الوغد.. ويحاً لك وتعساً... بصق عليه وضرب رأسه بالحائط..:
-لم أقتلك أو ابلغ عنك إكراماً لصداقتك.. بؤساً لهكذا حياةٍ نعيشها..
ثم ادار ظهرهُ مغادراً والأخيرُ يتوعّدُ له:
-ستندم.. سأريك الندم حتى أقتلع قلبك بيدي.. يا كريملي..
ليبتسمَ في وجه جلسيته ويهمس:
-لم يتبقَ الكثير حتى أُرسل التسجيل..
أنت تقرأ
المُذنبانِ
Romansa💡قصة مكتملة 🚫ضياع🚫📍 لِقاءٌ في الماضي.. ذِكرى محفورة..ليلةٌ مليئةٌ بالخطايا والذنوبِ.. عذابُ أعوام طويلة.. ثمّ إجتماعٌ يتجدّدُ.. أكانَ صدفةً أم قدراً؟.. الحميع يلقى جزاءهُ.. 🖤♥ . . .