الثَّانِـي والعِـشرون مـن تشـرين الأول.
سـيؤول -كـوريـا الجَـنوبيَّةُ.
_____________________________مرَّت الأيامُ تتوارى خلفَ أسبوعٍ مُرهِقٍ بعد تلكَ الفاجِعةِ، بالأحرى بعد أن نُقِل الثُّنائي إلى المشفى وحين انتشر خبرُ إنقاذِ المعلّم جيون لطالِبته من الموتِ كالنّار في الهشيم داخِل أسوار الثانويّة.
حالُ دام الجسدي لم يكُن متضررا مقارنَةً بالنَّفسي، جسدُها شُوّهَ ببعض الجروح البسِيطة تمّ تعقيمُها وتغطِيتُها بلاصِقٍ طبيٍّ، كما تأكّدت من صحّة جَنينِها وقد كان بخيرٍ.
أمّا نَفسيَّتُها فلم تكُن بأفضلِ حالٍ، حيثُ ضلَّ الذّنبُ يلازِمُها، تستمرُّ بالشروذِ جالذةً ذاتها، وقد تساءلت طيلة الأسبوع أن لما هيَ حمقاءٌ درجة عُبُورِها للشّارع بتهوِّر حتّى تلقي السّلام على مُعلِّمها فحسب؟!صَاحِبُ السيَّارةِ اعتَرفَ بِطيشِه هو الآخر وسُرعة قيادته التي تجاوزت مئة وعِشرون كيلوميترا في الساعة وسط طرِيقٍ عمومي، ذلكَ كلّفه دفع غرامةٍ مالية طائلة، ومن سيّارتِه الفارهة فلا يبدو فقيراً حتّى يتمَّ التعاطُفُ معَهُ، لكنَّه خرجَ من مشكلته ببعضٍ من الأوراق النقديّة القَذِرة، وذلك جعلها تشعُرُ بالحِنقِ لا أكثر، كونَهُ وعلى مابدى عليه، مُختلٌّ مُعتاد.
أمَّا غُرابي الخَصلاتِ، فقد ضلَّ غائِبا فوقَ سرِيرِهِ، مُتّصِلا بجهازِ الأوكسِجينِ يمدّه ببعض الأنفاس، وجبيرةٌ تلتفُّ حولَ ذِراعِه اليُسرى إثرَ إصابتهِ بكُسرٍ طفيف ليسَ بالخطِير، أما وجهه فقد مُلِئ بالخدوش... أعمقُها استقرّت عند خدّه الأيسر، ذلك دونا عن إصابته في جانبه الأيسرِ من رأسِه وفقدِه لكميَّةٍ هائلة من الدّماءِ.
رفَضَ الطَّبيبُ تبرُّعها بالدّم فورَ استيقاضِها وذلك لحَملِها وتَعَبِها، رغم أنّها تملك ذات الزُّمرةَ، لكنَّه منعها لأنّ الأَمر يهدد صحّتها وصحّة جنينِها، فاضطرّت أن تفتّش هاتِفه الشّخصيِّ عن رقمِ أحَد أقارِبه، وقد أصابتها الدهشة حين وجَدت هاتفُه لم يحتوي سِوى على أربَعِ أرقامٍ مُسجَّلةٍ؛ أُختي، بوميغو، نامجون وأخيرا هانيول.
تردّدت بدايةً، لكنَّها إتصلت بأخته نهايةً، والتي صُعِقت من نبأ أنّ شقيَقها في المشفى، فحاوَلت دام أن تُهدِّأها رغم أنّها كانت أكثر خوفا عليه منها، وارتجاف كفَّيها دليل بسيط على ذلك.
إنتهى بها الأمر تتصل على نامجون كما أشارت لَها شقِيقتُه، والذي أخبَرتها أنه يكون صديق جيُون الصَّدوق، ويحمِلُ ذات الزُمرة في دمِه. ولم يُقصّر هو الآخرُ آتيًا بملامبس النّومِ أوَاخِر الليلِ.
رَجُلٌ في أوَاخِر عشرينيّاتِه، طوِيل القامة وواسِع الصَّدر، ذو بشرةٍ حنطِية وملامِح حادّة زُيّنت بغمّازة لطيفة عند خدّه، يرتدي بِيجامةَ نومٍ مُزيّنة بروسوماتٍ لطيفة لحيوانِ الكُوالا.
أنت تقرأ
نُطفةٌ مِن أُخرَى
General Fiction"وَ اُللهِ لَأَعْتَبِرُهُ نُطْفَةً مِنِّي، حَتَّى لَوْ كُانَ مِنْ أُخْرَى" -جْيون جونغْكوكْ. -لِي دَامْ. بدأت:٥/١١/٢٠٢١ إنتهت:٠٠/٠٠/٠٠ جميع الحقوق تعود لي ككاتبة أصلية ولا أسمح بالسرقة أو الإقتباس.