الرَّابـع والعـشرُون مِـن تِـشرين الأوّل.
سـيؤول -كُـوريـا الجَـنُوبـيَّة.
____________________________
رَمَى بجسَده على السّرير حِين خَارت قِواه، وكِحليتاه السَّوداء تجُول بين أرجاء الغرفةِ التّي باتت حُطاما بعد أن كسّر كلّ ما أتت عليهِ عيناهُ الفارِغة.أسندَ رأسَه المَلفوفَ بالشّاش الطّبّي على داعِمة سريره، ثم ازدرد ريقَهُ بهدوء حينَ وقَعت عينَاه على أزهَار الجُوري البيضاء المرمية على الأرضِيّة.
يتمنّى لو أنّه سحَقها هِي بدلَ تلكَ الأزهار البَريئة، نَادِمٌ لأنّه دنّس تلكَ الأزهار بدل تدنِيس خدّها بصفعاتِه.
شدّ عَلَى قبضَةِ كفّه اليُّمنى حَانِقا، وقد برَزت عِضام فكّه حينَ صكّ مزمجِرا باهتياج.
"تبًّـا، تبًّـا فقط"
أردف صارِخًا وكفُّه السّليمة لم تأخُد رأيه في التسلُلِ داخِل خصلاتِ شعرهِ الدّعجاء أسفَل الشّاش تشُدُّها بغضب، بِخيبة...وألَم.ضلّ يتساءَل...
ما الخَطبُ مع لَعنةِ القدر؟
لمَا يستمرُّ بنهشِ دواخِله منذُ أن كانَ طِفلا ؟
ما خطبهُ وهو يسحبُ كلّ ما يملِكهُ ماضِغا إيّاه بنهمٍ وخُبثٍ؟
لابدّ أن قَدرهُ يسخَرُ منه، وأكثر مايستفزُّ الغُرابيّ كان السُّخريّة.لحَضاتٌ مرّت ولازالت كفّه تشدّ خَصلاتِه مُتنفِّسا باهتياجٍ، صدرُه ملِيئ بالعِتابِ والغضبِ الدّفين، ومجرّدُ تحطيمِ غِرفة طبّية لم ينفّس عنهُ ولو قليلًا، لعلّه يبغِي تحطيمَ رؤوسٍ بشريٍّة أكثر من تحطيمِ آلات لا تهمُّه، والأحرى انه أراد تحطيمها هي بالذات.
قاطعَ أفكارَهُ دُلوف حِنطيّ البشرة، ذو الغمّازة، يتنفّس باهتياجٍ، وسُرعان ما تشدّقت أنضارُهُ بشدوهٍ لمنضرِ الغُرفةِ المُحطَّمِ، قبلَ أن تذبُلَ بحُزن حين طَالع رفيق دربِهِ الخائِر على السّرير.
مِن خِلالِ مَنضَرِهُ وهو يشدّ شعره فَاقِدا زِمامهُ، وصوتُ طَالِبته المُختنِق الخَائِف حين اتّصلت بِه، جَعلهُ يدرِك أن مخاوِفهُ قد تحوّلت لواقِع.
وبالفِعل، رقيقةُ الجَوارِح كانَت ضحيّةَ غِلٍّ غُرِس داخِل رفيقه، غَضبٌ كُبِثَ لسنواتٍ ولَم يُخرجهُ رفِيقه سوَى على عَسليَّةٍ مرّت صُدفة من حياتِه، سمُومُه المدسوسةُ داخِلهُ...سُكِبت في الوقتِ الغَلط، وعلى الشَّخص الغَلط.
مرّت هُنيهاتٌ شرَذ فِيها، ثم تَدارك الأمرَ بِسُرعة يُغلقُ بابَ الغُرفة مُقترِبا من صدِيقه المُهتاج، يستشفُّه بنضرات مليئة بالألم، بينما الأدعَجيّ حين رفع حدقتاه نحوَ رفِيقه، طالعَه بفراغٍ، وكأنّ الرُّوح غادرته، وكأنَّ من أمامهُ مجرَّدُ شبحٍ اعتادَ رُؤيته حَتّى باتت حدقيّتاهُ فارغَة من الخوفِ، والخوفُ أنساه طعمَ الشُّعور.
أنت تقرأ
نُطفةٌ مِن أُخرَى
General Fiction"وَ اُللهِ لَأَعْتَبِرُهُ نُطْفَةً مِنِّي، حَتَّى لَوْ كُانَ مِنْ أُخْرَى" -جْيون جونغْكوكْ. -لِي دَامْ. بدأت:٥/١١/٢٠٢١ إنتهت:٠٠/٠٠/٠٠ جميع الحقوق تعود لي ككاتبة أصلية ولا أسمح بالسرقة أو الإقتباس.