٧_حَنِينٌ، شَبحُ ابتِسامَةٍ.

203 21 2
                                    


"أفلِتنِي كَي أحرِقه، قُلتُ أفلِتنِي ألا تسمَع؟؟!"

"سيِّدي أنتَ ستجلِبُ لنَا المشَاكِل لا أكثر، ليسَ بمقدورِي سوى طَردِك"

"ما الذِي تقولُهُ أيها العجُوز الخِرف؟! هو من عَليكَ طَردُه لا أنا!"

"سيّدي أنتَ تتجاوَز حُدودكَ..."

لايزَالُ الأشقَرُ يستشيطُ غَضبًا بين ذِراعَي حارِس الأمن الذي يقيِّدهُ حتَّى لا ينقَضَّ على الغُرابي.
وفي الطَّرف الآخرِ كان الغُرابي يبتسمُ بشماتة يمسَحُ بإبهَامِه طرَفَ شفَتِه المدميَّة إثر لكمة الأصغَرِ سِنّا.

كَان الأشقَرُ أكثرَ من تلقَّى الكَدمات أنحاءَ وَجهه بِفضلِ كفِّ جيُون السَّليمة، والذي كَان جيِّدًا كِفاية ليَحتاطَ من ضَربَاتِه بسلاسة قبلَ أن يتدخَّلَ ذُو الغمَّازةِ وحُرَّاسُ الأمن، ورَغم ذلِك فقد كَان لهُ نصِيب من اللّكمات.

شَخرَ الغُرابِي بسُخريّة حين تمّ سحبُ جسدِ الأشقرِ خارِجا، فجالَ بأنضارِه بين كَومةِ المتفرّجين بأنضارِه الحّادّة، وذلك ما دفع الجَميعَ للتحرُّك بعد أن شاهدُو ما يكفِي من رَقصةِ اللكماتِ وتبادُل الكلامِ اللاذِعِ قبلَ لحضات.

حَملَق ذو الغَمازة بشدوهٍ قبل أن يلحق بجسد رفيقه الذي اتّجَهَ نجو الرَّواق حيثُ غُرفة طالِبته حيثُ هوَى بجسده على كَراسِي الإنتضارِ يقبضُ كفّه اليُمنى بشدّة.

"ما الذِي حَصل قبلَ لَحضات؟! كُنتما تُثرثرَان حولَ حملِ إحداهنّ ولم أفهم سِوى أنّك رُبّما ضاجَعت حَبيبةَ ذلِكَ الأشقرِ والتي بالصُّدفة تكون طالِبتك؟! أكان ما فَهمتُـ"

"إخرَس"
هسهَس الغُرابِيُّ بحِنقٍ يُطالِع وجهَ رَفِيقِه المُشوّشِ.

"إذا إشرَح الجُنون الذِي حدثَ قبل لحضَات! وكَيفَ انتهى بِطالِبتكَ هُنا؟! ولا تُخبِرني أنّه لم يَرُقكَ بسبب صَبغةِ شَعرِه لأنّها كِذبَةٌ اعتدتُ سماعها!"

"ليسَ هُناكَ ما تَفهمُه، إهتم بشؤونِكَ فحسب"
غمغم ببرودٍ يسحبُ أنضارَهُ نحوَ كفِّه المُنقبِضةِ بشروذٍ.

نُطفةٌ مِن أُخرَىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن