أستيعاب

26 7 0
                                    

يارا

صوتهُ كان كافي لجعل كل مشاعري تستيقظ دفعة واحدة ، بينما رن المنبة أنها الساعة 6:00 شعرتُ بأن شيئاً غالياً قد أنتزعهُ أحدهم من يدي، لقد كان أمامي شعرتُ بهِ قبل لحظات كيف أختفى بهذهِ السهولة ؟

دمعه ساخنه نزلت على وسادتي، أشعر بوخز في قلبي أشعر بأن أستيعاب كل هذا التغيير يتطلب قوة كبيرة ربما يتطلب شجاعة عالية وقدرة تحمل كبيرة لكن هذهِ هي حياة البشر هناك العديد من الاشياء التي تحدث بها دون سابق أنذار و ما على البشر غير التأقلم ، في تلك اللحظه التي تشعر بأنها النهاية تكون هناك البداية لشيئ جديد ربما لحياة جديدة، قد يبدو الامر شاقاً في البداية لكن ستعتاد لن تنسى لكنكَ في المقابل ستتعلم كيف تتعايش مع هذا الالم ، بعد كل هذا الوقت أنا هنا في المكان الذي من المستحيل أن أكون فيهِ لذا أحببتُ الحياة لأن لا أحد يستطيع تخمين ما سيحدث في الدقيقة الاخرى منها و أن أستطاع التخمين فهذهِ صدفة لا شيئ أكثر،

أنهُ يوم الاحد أنهُ من أكثر الاحاد كآبة لقد بدأ قبل أن أرغب بهِ لقد أنترع من يدي أعز أنسان على قلبي و هذا قد ما جعلني أشعر برغبة بأن أحذف الساعات والدقائق جميعها، بسببها كان على هذا المنبة المزعج أن يرن في الوقت الخطأ ، رغم كل هذا النزاع كان علي أن أستيقظ فقد كان لدي يوم مليئ بالعمل ومهمات يجب أنجازها لقد تطلب مني وقتاً طويلاً لأعداد جدول منظم ، أنا مؤمنة أن التنظيم هو ما يجعل الانسان شخصاً معطاءاً أكثر و بما أن الانسان يميل دوماً الى الراحة و يُحب أن يكون بعيداً عن كل ما قد يُقيدهُ فقد كان من الصعب علي أن أضبط نفسي لكن الاهداف الكبيرة التي كنتُ أسعى لتحقيقها هي من كانت تُحفزني، كنتُ أرتب أوراقي والاشياء التي كان عليَ أخذها معي، الشقة كانت نظيفة هي صغيرة ذات غرفتين منفصلتين ومطبخ صغير ، الصالة مرتبة ذات أثاث أنيق ذو لون يميل الى اللون الازرق الفاتح رغم بساطتهُ ألا أنهُ جميل ، غرفة النوم ذات سرير واحد يقع في الطرف الايسر و أمامهُ كانت النافذة تطل الى الخارج وبما أن الشقة كانت في الطابق 25 فأنها عالية، هناك أيظاً مكتبة صغيرة تحتوي على العديد من الكتب المنوعة باللغة العربية والاجنبية غالبها كان على الطب لأنها كانت تدرسهُ، شقة ذات طابع دافئ ، نزلت الى الاسفل متجه نحو الجامعه التي تقع في ميشيغان في مدينة فلينت ، مثل العادة تتفقد ما بيدها لأنها في الغالب كانت تنسى بعض الاشياء لذا عليها أن تتفقد دوماً حتى لا تخسر الوقت في العودة، هي الان مسؤولة عن نفسها بعد أن كانت تعتمد في أقل تفاصيل حياتها على الاخرين، كانت الحياة صعبة عليها في البداية لكنها بدأت تعتاد شيئاً فشيئاً، الكثير من الطلاب في الطرقات متجهين نحو الجامعه يحملون الكثير من الاحلام ، الخوف كان بادياً على كثير منهم أنهم على أبواب الامتحانات العامة ، بعد أن دلفت الى قسمها كانت تُحاول أن تهدأ من نفسها ، التوتر يمكنهُ كسر  أكثر الاحلام ثباتاً يمكنهُ أن ينتزع ما تشعر بأنهُ قد أصبح في متناول اليد، بعد أن تسلمت ورقة الامتحان شعرت بأنقباض قلبها ،شعور بالدوار، تشوشت الرؤيا لديها لثواني أنها حقاً مرهقه رغم كل هذهِ الاعراض أستطاعت أن تُبعد كل ما كان يقوم بجعلها تتعرض للتشتت، بعد أن أنتهت من أداء الامتحان ، أحست بالأرتياح،
رن الهاتف

- أنهُ بحالة مزرية الان يرغب بالاختفاء فقط

أنهُ بأمس الحاجة الى كلمة منكِ 

- أنهُ ليس برجلٍ هزيل الحال أنهُ أقوى من أن تكسرهُ أنتكاسة لا تقلقي عليهِ

- هل تعتقدين  هذا يارا؟

- نعم،  لورا فقط صوري ما يحدث و أرسليهِ لي، 

رغم كل ما نطقتُ بهِ كانت هناك مخاوف لا يمكن أن أبقى أنتظر أكثر من هذا، لا يمكن معالجة قلة الصبر لدي،  كان من المفترض أن أبقى لساعة أخرى لكنني معتادة على الانجاز أسرع من الاخرين لضغط الحياة علي ، خرجتُ من الجامعة هذهِ المرة دون أن أمر على المستشفى يمكن تعويض هذا التقصير لكن لا يمكن تعويض غيابك عن شخص وثق بكَ و كان بأمس الحاجة الى وجودك بجانبهُ في اللحظة الراهنة  ، الغيابات الكثيرة قد تقتلك حياً داخل شخص كنتَ يوماً كل العالم بالنسبه لهُ ، كنتُ أعلم أن العالم قد يبدو تافهاً في عين شخص بذل كل ما لديهِ و لم ينل من تعبهُ شيئ سوى الحزن و الخيبة ،

الى أين يأخذني صوت والدي ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن