أيرلا
- و لكن ... ما الذي ينقصك ؟
- سعادة، ضوء في نهاية النفق
كل ما أردتهُ أن يراني أحدهم ..
لكن هذهِ القدم التي تهتز من الخوف قد جعلتني أسقط في المكان الذي كان يُفترض أن ألمع فيهِ ،
تتقدم بكل ثقة تقترب منهُ فيحبس أنفاسهُ بصعوبة ، ترحل بعيداً عنهُ بكل كبرياء ، الطاقة التي كانت تظهرها لا مثيل لها أنها كانت تعرف كيف تحرك جسدها بدقة مع الايقاع لدرجة يصعب على الناظر أن يبعد نظرها عنهُ،
نظرات الحب بينهم تبدو حقيقة ،
يقف قربها ينظر لها مثلما ينظر نحو شيئ لامع بشدة،تنظر لي بأنكسار ، كم مثيرة للشفقة أنا ،
لطالما كنتُ أشتكي من ظلم القدر لي و من الفرص القليلة التي تأتي في طريقي بينما أنا أضعت أكبر فرصة كانت ستغير مصير حياتي،أعلم بأنها ليست الفرصة الاخيرة لكن رغم هذا كنتُ أشعر بأنها النهاية لن أتمكن من تغيير حياتي لأنني ما أزال أقف هناك في النقطة ذاتها لا أتقدم خطوة و لا أعود أدراجي،
كنتُ أضع اللوم دائماً على عاتق عائلتي التي يحسدني الكثيرين عليها بينما هي مجرد مظهر أمام عامة الناس يبدو شيئاً فائق المثالية بينما هو في أقسى مراحل الفوضى،
عندما كنتُ صغيرة كثيراً ما تمنيت أن تبقى هذهِ اللحظات التي شعرتُ بأنسجام مع عائلتي لوقت أطول كنتُ مستعدة لأكون أكثر فتاة مهذبة لن أقوم بأي تصرفات صبيانية فقط لأجعلهم فخورين بي، فقط أتمنى أن يُلاحظوني أن لا أتخفي بعد صورة، حفلة، شارع، أن أجلس أثرثر الى والدتي بلا توقف على ما واجهتهُ في يومي بينما تنظر هي لي بلهفة لمعرفة حياة طفلتها ، تكون بقربها تعيش مراحل الحياة معها حتى تستطيع مساندتها في الاوقات التي تحتاجها بها، لكن والدتي كانت أكثر شخصاً لا مبالي رأيتهُ في حياتي ، بينما والدي كان أكثر ما يهمهُ هو كيف يستطيع أن ينجح أكثر في حياتهُ العملية، لم يكن لديهِ وقت يُخصص لعائلتهُ، يزداد أبتعاداً هو الاخر ، خصوصاً بعد أخر مشكلة حدثت بينهُ وبين والدتي أنتهت بأن يعيش كل منهما حياتهُ الخاصة بعيداً عن الاخر، و كان أكثر قرار خاطئ قد أتخذوهُ وقتها، كم أشعر بالغضب منهما لكن لم يكن بأستطاعتي أن أظهر ذلك لأنهُ لن يغير من الواقع المرير شيئ بل قد يزيد من الوضع سوءاً، كل هذهِ التفاصيل المؤلمة كانت تُلازمني منذ الطفولة، لا أدري لما أحمل كل هذا الثقل في الوقت الذي كان يجب أن أكون فيهِ سعيدة،
بين كل هذهِ الفوضى كان هو الشيئ الوحيد الذي يبدو حقيقة لذا كنتُ أذهب دائماً الى قاعة الرقص فقط كي أره ، لأول مرة أتعلق بشيئ ، منذ اللحظة التي شعرتُ بشيئ قد تحرك داخلي قررتُ أن أبدا بعيش حياتي سأترك المظاهر و ادخل الى الواقع مع ناس حقيقين أكون جزءاً منهم وهم جزءاً مني سأعمل بجد ، و أخيراً أكتشفت ما سأقوم بهِ لأكون أنا، الان كل ما أرغب بهِ هو الابتعاد عن واقعي الذي زادت مرارتهُ بعد مرض والدتي خصوصاً أنها فقدت كل حواسها دفعة واحدة
مما جعلني وحيدة أكثر من السابق رغم أنها لم تكن بقربي كثيراً ألا أن وجودها كان كافي ،الى الان لم أُسامح والدي، لأن كل ما نمر بهِ كان هو سببهُ، العالم لا يلوم رجل قد شفق على زوجتهُ المشلولة وقرر أن يدعها تعيش بقربهُ بينما أكمل حياتهُ مع أخرى لأن العالم لا يعلم بأن كل ما أصابها كان مصدرهُ خوفها منهُ و هذا قاسي بعد كل تلك الاشياء كيف يمكن أن اكون سعيدة
- حساسية البشر المفرطة تجاه الاشياء قد تقتلهم ذات يوم هذا ما أخبرتني بهِ جدتي خوف والدتي من كلام والدي جعلها ضعيفة جسدياً أرغب بأن اكون أي شيئ عدا أن اكون. تلك مدللة المترفة لذا كنت مثيرة للشفقة تمسكت بهِ وبشدة لأنهُ بدا الحلقة الاجمل في حياتي، شعرتُ بأنهُ قد يعوض ما ينقص حياتي و قد تجاهلتُ برودهُ الذي بدأ يزداد مع مرور الوقت ،
أنت تقرأ
الى أين يأخذني صوت والدي ؟
Romance- ليس هناك أجمل من أن يستمع الانسان لنفسهُ، أن يكون على طبيعتهُ بعيداً عن المظاهر