فاليرو
عقدة واحده في حياة الانسان قادرة على جعلهُ ينحرف عن مسارهُ لمدة طويلة فما بالك أن كان مليئاً بالعقد ،
الغرض من وجود الناس حولك لمساعدتك حتى تكون أنساناً ناضجاً لأنك سترى نفسك من عينهم لكنهم أيظاً سلاح قد يقتلك و يجعلك مشوه المعالم الى الابد، لذلك يجب الحذر من أختيار من حولك لأنهم سوف يصنعون جزء من شخصيتك دون وعي منك، مهما كنت بارعاً في فن اللامبالاة لن تستطيع أن تلغي تأثيرهم عليك.
ما تعرضنا لهُ في الطفولة سوف يشكل ما نكون عليهِ الان أعلم بأن هذا ربما لا يكون شيئاً ثابتاً لأن الانسان كائن قادر على التغيير المستمر، و هذا هو سبب التنوع، لكل منا تفكيرهُ، مخاوفهُ، أشياء تثيرهُ، تحفزهُ، تفرحهُ، لكن البشر بطيئون في فهم هذا الاختلاف و التعايش معهُ لذا يحاولون دائماً خلق نسخ مثلهم حتى يشعروا بأن ما يفكرون و ما يشعرون بهِ هو الحقيقة، و هذا الوجه الاخر للحياة أنها مبهمة، لغز، لا تعرف فيها أن كنت أنت على حق أو ربما غيرك على حق، و هذا يثير في النفس الشك دائماً و هو ما أعتبرهُ شخصياً محرك يحرك الحياة بأستمرار لأننا لو عرفنا كل شيئ عن الحياة و أسرارها صارت مجرد روتين، ملل، أن ما يحركنا هو الرغبة في كشف المجهول فأن إنكشف صار أعتيادياً بعد أن كان حافزاً كبيراً نتحرك بكل شغف حتى نعرفهُ، هذا ما كنتُ أراه من الحياة، المغامرة، الانطلاق بلا أي قيود، من وجة نظري لا أحبذ أن تكون مبنيه على أسس تقليدية تفقد لذه الشعور بخلق شيئ جديد، أحساس اللذة بعد أن تكون صنعت شيئاً فيهِ بصمتك أنت ، لقد كان شعاري في الحياة هو كن أنت بأخطائك، بثغراتك، بأنكساراتك، لا تحتاج الى أخفاء أي شيئ حتى تبدو مبهراً،
الانبهار بالشخص لا يدوم كثيراً ، سرعان ما يختفي مثلما تولد، لكن أن كنت أنت سوف تكسب أحترام من حولك كونك حقيقي في زمن أصبح الجميع نسخ متكررة، لا يتصلون بأنفسهم، ربما لهذا خالفتُ قوانين أسرتي التي تحب الوظائف المستقرة التي تجعل الانسان يعتاد على روتين قاتل، لا أستنقص من أي وظيفة لكن أنا أرغب بأن أسلك طريق أنا أحبهُ، لقد تعرضتُ للكثير من التجريح من قبل عائلتي و محيطي الذي من المفترض أن يمدني بالقوة، و يشجعني لأنني أصنع و هو أمر صعب لكن كل ما حصدتهُ منهم هو الاستخفاف و النقد، لا أنكر خياري كان مخاطرة لكن اليست الحياة هي خطر بحد ذاتها، أتذكر أستنكار أمي و دموعها التي لم تتوقف حتى نجحتُ، و موقف أبي بعد أن صفعني لتركي مدرستي و هو القرار الوحيد الذي أنا نادم عليهِ، لكن الحياة تعطي فرص و أنا الان قد أخذت تلك الفرصة على محمل الجد، كل ما أرغب في أيصالهُ هو أن ليس كل أنسان يرغب بأن يسلك طريق الدراسة ليؤسس عليها حياتهُ ربما ببساطة يختار طريق أخر و هذا برأيي ليس خطأ، أخذ مني الكثير من الجهد و الوقت لأثبت لهم صحة قراري و هذا جعلني مرهقاً الان أفقد بريقي الذي أوصلني الى هنا الان- لكن لما كل هذا يتردد في داخلي؟
ربما سببهُ هو تلك الغريبة.
أنت تقرأ
الى أين يأخذني صوت والدي ؟
Romance- ليس هناك أجمل من أن يستمع الانسان لنفسهُ، أن يكون على طبيعتهُ بعيداً عن المظاهر