أنهُ الشتاء

15 7 0
                                    


ماتيو

من الصعب أن تحتفظ بمن يرغب الرحيل لأنهُ سيختار أتفه الاسباب للرحيل ،

يناير

الساعه 11:11
صباحاً

مثل مراهق صغير أغلق عيني لأتمنى لكن لا أمنية لدي أنهُ فراغٌ حانق كأن شخصاً أنتزع كل ما داخلي ، لم يبقى لي سوى جوفاءِ مشاعرٍ باردة، ألمٌ حارقٌ في عيني، خمولٌ وكسل يعتري جسدي و الجو الكئيب يُزيد من هذهِ المشاعر أنها تكاد تكون ليلاً من سواد الغيوم المتجمعه وابل من الثلج الكئيب يستمر في السقوط،  يحدث أن يجتمع كل البؤس في يومٍ واحد ، أنا أتصدر الاخبار بسبب اشاعة أنها ليست المرة الاولى و لكنها الاكثر أيلاماً لأنها جاءت في أكثر الاوقات سواداً في حياتي،  حتى البارحة لم يكن هناك خوف و كنتُ أكثر أستقراراً كنتُ أعلم أن علاقتنا الغير مستقرة ستنتهي لكنني لم أكن أعلم أنها ستُأثر كل هذا  التأثير على مجرى حياتي، لستُ أول من تنتهي قصتهُ لكن هذا ثمن أن تكون مشهوراً ،

وحيداً محصوراً في زاوية الغرفة يستمع لغزل المطر على نافذتهُ ضحكاتٍ كثيرة ووعود سعادةً تخللُها أبتعاد عيونٌ تحملُ عتاباً و رغبةً بالأبتعاد يالسرعة الاحداث متى حصل كل هذا الفراغ لا يعلم هو ، هذهِ هي الحياة لا نعلم من قد يكون الراحل القادم و لا يسعنا شيئ سوى أن نتركهُ يرحل ، منهك يشعر بأنهُ على وشك الانطفاء خائف حقاً من أن يحدث أي شيئ أخر حتى لو كان بسيط لأن لا طاقة لديهِ و هو أصعب ما يمكن أن يشعر المرء بهِ،  عليهِ الان مواكبة الحياة بينما في قرارةِ نفسه يُريد التوقف لكن الحياة لا تنتظر مُتعب ليهدأ أنها فقط تعرف كيف تمضي ، طرقاتٌ على بابِ غرفته فتحَ الباب بأنزعاج أرعب النادل الذي أمامهُ

- طعامكَ والسيارة ستنتظرك الساعة الثانية سيدي،  كان مرتعداً من أن تكون ردة فعلهُ قاسية، لكنهُ على العكس أصبح هادئ

- حسناً،
ينظر الى الاكل ببرود لا رغبة لديهِ في  الاكل حتى لكن حتماً عليهِ الحفاظ على صحتهُ،
هل أرتداء الملابس والتجهيز يحتاج الى صرف  كل هذهِ الطاقة حقاً في التعب يعرف الانسان أهمية الطاقة التي لديهِ مثل السلحفاة أتحرك وببطئ قاتل ركبتُ السيارة لأذهب الى المجموعة اليوم لدينا جدول مزدحم وهذا مريح لأنني لن أفكر بكل تلك الاشياء البائسة التي حدثت لي الواحدة تلوى الاخرى، صرخات واصوات عالية أستقبلتنا الجميع يتلهفون للقاء بنا ،

- هل صحيح بأن علاقتك بالأنسة أريانا أنتهت و أنها كانت مزيفة منذ البداية،

أشعلت ناراً عندما نطقت بهذهِ العبارة الغضب وصل لحد يصعب معهُ أن أتمالك أعصابي لكن سيمور تدخل في الوقت المناسب وأبعد الصحفية عني أدرك بأنني سأرتكب بها ما لا يُحمد بهِ عقباه أنهُ يعرفني علاقتنا نحنُ مثل الاخوة، كما أن الصحفية قد خافت من نظرتي التي كادت أن تخنقها ، الكثير من المعجبات اللاتي  كنَّ بأنتضارنا نحنُ الخمسة ما أن دخلنا حتى أشتعلت الاجواء حماساً،  البقاء قرب ناسٍ يحبونكَ ويرغبون بكَ يجعلكَ سعيداً متفائل حتى لو كنت تعيساً،  نسيتُ كل الضغوطات و أندمجتُ مع الاجواء ، مدحٌ و أرثاء ، كان هناك شيئ مميز و مختلف لفت نظري لكنهُ سرعان ما أندثر مبتعداً لكن رغم هذا أثارَ شيئاً في نفسي،  كم يبدو خوف أحدهم من فقدانك أمراً يبعث على الاطمئنان في روحكَ هناك حقاً من سيبحث عنك أن أبتعدت لن تكون مجرد فراغ، بعد الاداء على المسرح و اللقاء مع المعجبات هناك لحظات تخللت لي بشيئٍ غريبٍ و ساحر،  أنهُ الشتاء الرمادي الذي أنتهت بهِ صلات الماضي لا أدري أن كان شتاء مشاعري سيطول أم يُشفى بأسرع وقت، بعد هذا الوداع الاخير قررتُ أن أركز أكثر على حياتي و أن أكون أكثر أستقراراً في مشاعري حتى لا أؤذي أحد في المرة القادمة لأنني كنتُ طرفاً في أنهاء شيئاً جميلاً لكن الندم الان لن ينفع سأتعلم من هذهِ العلاقة الذابلة كيف أصنع علاقة أكثر متانه و أكثر حياة،  الحفاظ على علاقة حساسة بأحدهم ليس سهلاً تحتاج الى جهد و وقت و كثير من التفهم و التسامح، خصوصاً أننا أحياناً ننسى كيف نتفهم أنفسنا فما بالك بالأخرين

الى أين يأخذني صوت والدي ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن