في اللحظة الاخيرة

19 7 1
                                    


أبراهام

أسدِ لي معروف و أرحل الهموم كثيرة و القلب لم يعد بهِ مُتسع،

بينما هدأ العالم كان قلبي يتراقص فرحاً، أحقاً يمكن للأنسان أن ينضج بهذهِ السرعة قبل قليل كانت مجرد طفلة لا تفقه كونها أنثى و الان هيَ أمامي بكامل أنوثتها، هي فقط من كانت لا تعلم عن نفسها بينما الجميع رأها كأنثى جامحه، متمردة، قوية، ماكرة لا أمان لها ، هي مثل شخصية خيالية أخذ الكاتب وقتاً طويلاً حتى يجمع كل صفاتها سهرَ لياليٍ كثيرة فقط حتى تأتي بكل هذهِ المميزات أنها معجزة، قدر تلتقيهِ مرة واحدة فقط ، كنتُ قبل قليل أكاد انفجر من الغيظ أنهُ يوماً أخر من أيامي المنحوسة  أنها أيام ثقيلة كل ما يحدث بها يجرني نحو الهاوية ، قلقٌ دائماً لأن كل الاخبار السيئة تأتي دفعة واحدة،
نظرت الى عيني و غمزت لي بمكرٍ بدت كأنها تتحداني لا تتوقف عن  تصرفاتها الصبيانية تبتسم بثقة جالت بنظرها تنظر بتحدي لكل من كان هناك كأنها قد أتمت ما أتت من أجلهُ أخرست كثيرين ممن كانوا يتنمرون عليها ،

- اه يبدو أن الحب قد أحرقنا

ضحكت بقوة يارا على تعليق أيان، غطت رأسها بقوة في صدر أبراهام خجلت كثيراً ثم أبتعدت قليلاً أبتسمت لهُ ثم بدأت تتسلل بالهروب كأنها لم تكن من كانت ترقص بكل ثقة ،كانت تبدو مثل توأمها و ليست نفس الانسان تهرب بشكل مضحك تبتسم بخجل شديد وتركض على أطراف أصابعها لتختفي بسرعة لكثرة العيون التي كانت ترمقها قبل أن تخرج همست بأذني "سأنتظرك في الخارج "
قبل أن تنتهي من أشاراتها والضحك بينها وبين أيان ، تركتني لا أزال غارقاً في دهشتي، كل شيئ حدث بسرعة هل يمكن للحظه أن تقلب حياة شخصٍ أخر و تغيير كل الموازين ، بينما أنزلقت نحو الارض شعرتُ بأن كل ما قد قمتُ ببنائهُ قد أنهار لم يعد ما بالأمكان فعلهُ، لم أكن أعلم أن كان ما قد حدث حادث أم هو شيئ مقصود لم يعد يهم لأنهُ أنتهى، كانت من  أكثر الفرص المهمة في حياتي التي يمكنها أن تُغير مصير حياتي، العمل لدى شركة غنائية كبيرة حلم الجميع لذا التنافس سيكون شديد لأن الكل كان يعمل جاهداً و أن أي خطأ صغير يمكن أن يُنهيك، تصميم رقصة لثنائي ليس بالأمر السهل التناغم و الانسجام لا يولد بسهولة على احدهما أن يثق بالاخر لذا كنتُ خائفاً من أن يكون الفشل مصيري لم أعتمد على احد في حياتي لكنني   أعتمدتُ على أحدهم لأول مرة ، لذا لا أريد الفشل هناك شخص يتوقع أن أفشل و أريد أن اثبت لهُ أنني سأنجح، ربما ليس لها حقاً أنما لنفسي لأنني لوقت طويل كنتُ أعيش مع ثقل كبير بأنني مجرد هاوي ليس لديهِ أدنى أمل ، هذهِ الايام العصيبه كنتُ أود أن أتخلص منها لأن حتى تذكرها يُثير الرعب في روحي، الخوف أحياناً يكون أكبر عثرة يمكنها أن تجعلنا نسقط الى الابد بدت خائفة من تجربة هذا النوع من الرقص كان في قلبي تنبأ بأنها لن تنجح لكن أنا لم أخذهُ بعين الاعتبار أصرارها الكبير أثار في قلبي شيئاً من الرأفة لأنني قد مررتُ بهذهِ التجربة، الرغبة في أن أثبت لهم نفسي فقط أحتاج فرصة لذا وافقت لكنها في اللحظه الاخيرة أستسلمت لمخاوفها و تركت نفسها تخرج عن سيطرتها، لا أدري أكانت خائفة من شريكها أو أنها توترت أمام كل هذا الحظور خصوصاً أن هناك نجوماً لامعةً أسمائهم ، كنتُ أحمل بؤس العالم لأنطلق مستسلماً للأمر الواقع في تلك اللحظه الاخيرة و قبل أن يُغادر أحد من الحظور ظهرت فجأة من العدم صوتُ خلخالها سمعتهُ قبل أن تبدأ أيقاعات الاغنية عرفتُ هويتها فوراً لكن مع ذلك غلبتني الصدمة ، رغم معرفتي بهويتها صرخت

من هي؟

تلك النظرة التي تلمع فيها الثقة بكل معانيها
تلك اليدين الناعمتين التي تتحرك بأتقان، شعرها الحريري الذي يتطاير في الهواء، رنه حجلاها و أبتسامتها الدافئة، كاد أن يتوقف قلبي من سرعة نبضاتهُ لم أستطع أن أبعد بصري عنها لحظه واحدة ، تتحرك بين الجميع بكل هيبة كأنهُ لن يكون هناك من يتجرأ على أيقافها ، تلتف حول الجميع بتحدي لن يستطيع أحد أن يمسك بي ، غرورها كان يحرك شيئاً في داخلي، تحرك يدها التي تحمل على معصمها سواراً متصل بأصبعها الاوسط حول يامن الذي كان لا يعلم ما الذي عليهِ أن يفعلهُ كان فقط يُجاريها في الحركة والنظرات كان شديد الحيرة والفضول نحو تلك التي ظهرت فجأة دون سابق أنذار تتحرك حولهُ بخفه ريشة لم تسمح لهُ أن يقترب منها أو أن يبتعد عنها ثم رمقتهُ بأبتسامة ماكرة و أبتعدت و هي تتحرك نحو أحدهم لتأخذ وشاحاً كان يضعهُ و هي مستمرة في نشر سحرها الذي عبق المكان بهِ كان الجميع ينظر أليها و هي تلتف حولي و تلك الابتسامة الطفولية لا تفارقها كانت تقترب مني و تستفزني راسمة بذلك  الشخصية التي أردتُ أن أظهرها ،أنها  موجودة فعلاً ، يدها التي أقتربت من وجهي معلنة عن نهاية الرقصه بعد أن دارت حولي دورة كاملة ،توفقت و قد كان صدرها يعلو و يهبط ، نظرات الاعين كانت لحظه خاطفة للأنفاس لا شيئ أجمل من أن تجد من كنت تبحث عنهُ، أنهُ حقيقة و ليس ضرباً من خيال، أبتسمت بدفئ و رفعت حاجبها الايسر أستعداداً للرحيل لكن لا أدري لما لم أستطع أن أتمالك نفسي سحبتها من يدها نحوي بينما هي تهز برأسها لا تُريد أن ترقص أكثر لكنها أستسلمت في النهاية ، تغيرت أيقاعات الاغنية لتنسجم معنا كان ترتدي جينز و فستان قصير بينما كانت ترقص كان ينفتح على وسعهُ و كأنها زهرة وحيدة ترقص تحت ضوء القمر،  كان الرقص سلسلاً لأنها تثق بي،  النظرات كانت تنطق بالحب، بينما كان يُبعدنا أيان عن بعضنا لكن رغم هذا وجدنا أنفسنا نقترب أكثر،  لقد كانت مثلما تخيلتها دوماً،

- لا بأس على الاقل فعلت ما بوسعك، 

صرخت هي، لأنني من الفرحة  قد قمتُ برفعها بسرعة و درتُ بها ،  لم أخسر اليوم حلمي لقد فعلناها ، كانت تبدو قلقة و أنا كانت نظرتي تحمل خيبة لقد ظنت بأنني فشلت لكنني قمتُ بخداعها،
يا لهُ من يوم شاق، حتى الرمق الاخير منهُ كنتُ على حافة الانهيار لكن ظهور يارا قد فتح أمامي الابواب التي كانت ستُغلق لفترة طويلة،

الى أين يأخذني صوت والدي ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن