بنيامين
الجميع يولد تحت ظروف مختلفة وهذا ما
علينا أن نفهمهُ ،لقد كان شاحباً لذا أردتُ أن أختصر كل شيئ حتى يعود ليأخذ قسطاً من الراحة بالعادة ماتيو هو أكثر شخص مرح و طاقة في الفرقة، لا أدري متى أصبحت هذهِ الفرقة أكثر شيئ مهم في حياتي و أعضائها هم أقرب الاشخاص الى قلبي، لقد مرت ثلاث سنين من التعب و العمل الشاق ، أتذكر لقد التقيتُ بأربعة غرباء من مناطق مختلفة فقط لأن حلماً واحد كان يجمعنا لقد شارك هؤلاء الاربعة في مسابقات لذا جمعهم لم يكن سهلاً فقد كانوا خائفين غير واثقين وخصوصاً أن الشركة لم تكن كبيرة ، واجهتُ وقتاً عصيباً في أقناع كارلوس لقد كانت مزاجيتهُ عالية وقد كان حذراً متوجس من هذهِ الخطوة على عكس فاليرو الذي كان يبدو راضياً عن الفكرة لم يكن يُهمهُ سوى أن يغني حتى لو كان المكان لا يحتوي على الكثير من الناس لقد كان يثق بأن صوتهُ ذو الاحساس العالي سوف يجذب الناس أما سيمور و ماتيو فقد كنتُ أعرفهم لقد ألتقينا صدفة في أحد الاختبارات وتحدثنا كثيراً عن أحلامنا رغم أننا في ذلك اليوم فشلنا جميعاً و أنقطع أتصالي بهم ، لكن عندما طرأت على بالي فكرة الفرقة فوراً تذكرتهم ، بعد عناءٍ طويل تم ترسيم هذهِ الفرقة، البداية دائماً ما تكون صعبة ، لقد مررنا بالكثير كانت هناك أوقات صعبة على الجميع بما أن الشركة كانت صغيرة و لا تلبي أبسط الاحتياجات كان علينا أن نتحمل مسؤولية أنفسنا من مصاريف ، لا أزال أتذكر ذلك اليوم الذي أخبرنا بهِ المدير عن وجود حفلة لنا ستكون على المسرح يتحوي على 250 شخصاً، لقد كان أسعد خبر سمعتهُ لكن كالعادة تشائم كارلوس لا حدود لهُ، بينما كان كل أعضاء الفرقة يشعرون بالسعادة لحصولهم على مثل هذهِ الفرصة
- لكن الوقت لا يزال مبكراً للشعور بالسعادة أن عدد الحضور لا يدعو للحماس،
- كارلوس كل شيئ يبدأ صغيراً ثم يكبر تلقائياً أنا أشعر بأننا سننجح
- علينا الان أن نختار أسم للفرقة بما أن الفرصة قد جاءت أخيراً،
لقد كان تيمور هو من بدأ بالكلام عن أسم الفرقة ، لذا جلسَ الجميع يفكر و بدأوا في أعطاء الاقتراحات، كانت هناك نقاشات كثيرة ومشاجرات الى أن أجتمعنا جميعاً على أسم "light " خلال هذهِ السنين قد عملنا بجد لأزالة الحواجز بيننا والتأقلم مع بعض و خصوصاً عندما جمعتنا غرفة واحدة،
لقد شحبَ وجهه الجميع قبل العرض بأسبوع عندما تدهورت أوضاع الشركه و أقتربت من الافلاس
الدموع كانت حبيسة في عيون الجميع ، لقد حلماً قصير الامد أذن، أحقاً علينا ترك هذا الطريق بعد أن قطعنا نصفهُ، لكن عبأ حمل هذا الحلم كان كبيراً على الجميع،- سأترك الغناء و أتابع الطريق يبدو أنهُ ليس من المقدر لي أن أتبع ما أحب لذا سأعود أدراجي،
كان كارلوس أكثرنا شحوباً، لقد تحطم الجميع بعد كلام كاولوس عن تركهُ كل شيئ جانباً و الرحيل، لم يتجرأ أحد على الرد عليهِ غرق الجميع في خيبتهم ،
أبتعدتُ عن الجميع لقد كنتُ أشعر بالأختناق من هذا الوضع الذي وصلنا اليهِ أحقاً نهاية هذهِ الفرقة هو طريق مسدود لكن للتو أخترنا الاسم أحقاً لن يكون هناك ضوء لنا ، رن الهاتف عدة مرات لقد كانت يدي ترتجف لكن في النهاية أجبت
- لماذا لم تجب بني هل أنت بخير؟
ما بك بنيامين أجبني لقد أثرت الرعب في قلبي- أبي لقد أنتهى حلمي لقد أفلست الشركة،
الانكسار الذي في صوتي منعني من الكلام أكثر،
- ربما هناك حل لذا لا تتشائم بني اهدأ الان ودع الامور للغد لا أحد يعلم ما قد يحملهُ الغد لك
لقد بدى كلام والدي ضرباً من الخيال لا يمت للواقع بصلة ما الذي قد يُغيرهُ الغد لقد أنتهى كل شيئ ،
لكن بعد سماع تلك الكلمات شعرتُ بأن والدي شخصاً لن يكون هناك مثيلاً لهُ، لقد أستثمر والدي المال الذي كان يجمعهُ ليفتح مشروع لهُ و أخيراً أنتهت هذهِ العقبة، لقد أنبعثت الحياة عند الجميع بعد سماع هذا الخبر، لقد أصبحتُ مديناً لأبي الذي وثق بي لذا سأفعل ما بوسعي لأنجح، فعلاً لقد عمل الجميع بجد، أثناء الاداء كان التوتر كبيراً لكن شيئاً مثل التوتر لن يقف عقبة في طريقنا ليس بعد الان، يجب أن نولد وفعلاً بعد أنتهاء الحفل ، تلقينا عروض لا أزال لا أصدق ما حدث، لقد تفاعل الجمهور بصخب معنا حتى أدمعت عيوننا من الفرحة ، من هذهِ الدموع بدأت رحلتنا نحو النجاح، لكن اليوم يبدو عصيباً على ماتيو الذي عانى الكثير حتى وصل الى هنا لذا كنتُ خائف عليهِ
- أترغب بالعودة باكراً ماتيو ما رأيك ؟
- لا تقلق بنيامين أنا بخير سأكون أكثر أنشغالاً و أنسى ما يعكر صفو مزاجي
- أحقاً أنت قلق على ذلك الطفل المدلل ونحنُ ماذا عنا
- فاليرو لقد كنتُ أشعر بالفضول لما لم تتحدث حتى الان أيها الغيور
ضحكَ الجميع على غيرة فاليرو، لقد مرَ الجميع بمراحل كثيرة حبسَ الجميع رغباتهم في الرحيل و ترك هذا الطريق رغم صعوبتهُ و وحشتهُ خصوصاً أن عليك الابتعاد عن عائلتك لوقت طويل، لكن لا نجاح دون دفع ثمنهُ من الوقت و الجهد و أحياناً الابتعاد عن الجميع .
أنت تقرأ
الى أين يأخذني صوت والدي ؟
Romance- ليس هناك أجمل من أن يستمع الانسان لنفسهُ، أن يكون على طبيعتهُ بعيداً عن المظاهر