الى أين يأخذني صوت والدي ؟

لا حياة لطائر قد أعتاد قفصهُ

يارا

- الكثير من الاشياء يمكنها أن تهدم الانسان تدريجياً دون أن يشعر حتى، ثم يأتي يوم و ينظر الى نفسهُ فلا يجدها ،

مجرد فكرة أنكَ ساهمت بنجاح شخص أخر تكون مغرية جداً فما بالكَ أذا كنتَ جزء من هذا النجاح.
لا زالت أطرافي ترتجف، قلبي الذي أخذهُ الاهتزاز القوي بدلاً من النبض، الدم الذي شعرتُ بحرارتهُ العالية يصل بأقصى سرعه الى دماغي، لقد فُصلِتُ تماماً عن العالم لثواني شعرتُ بأني قد وقعتُ على فخٍ ولن أستطيع أن أظهر الى الخارج لأنني محتجزة داخلي .
لكن معرفتي أنهُ مجرد وهم و سرعان ما يرحل أن واجهتهُ خصوصاً و أنهُ ليس أول مرة أشعر بهِ بدأت ببطء أعرف كيف أتعامل معهُ، تجربة اليوم كانت شيئاً خيالياً لم أكن أتوقع أن تحدث، مرة أخرى جعلتني أواجه نفسي، أصتطدم بجانب لم أعرفهُ بنفسي، لقد فعلتُ كل ما بوسعي لقد كنتُ أتصرف بعفوية مجسدة كل ما تعلمتهُ لدرجة لم أعرف نفسي، قبل ثواني كنتُ أرجف من أين أتت هذهِ الجرأة و الثقة؟

بعد أن أنتهت هذهِ الازمة شعرتُ بالارتياح أخيراً، أرى أن أبراهام قد وضع بصمتهُ أخيراً بعد عذابٍ طويل، لقد فُتِحَ لهُ مجال و لقد كان مستعداً ليأخذ مكانهُ في هذهِ المنظمة المعقدة، يعتقد المشاهد أن ما يظهر لهُ سهل و يمكن بسهولة تأديتهُ و لا يعرف ما يجري خلف الكواليس من تعب و جهد حتى يصل اليهِ العمل بكل هذهِ السلاسة و التلقائية و كأنهُ واقع و ليش مجرد عمل،

عدد من الاشخاص كانوا يقفون متحلقين حول شخص يبدو أن مشكلة في ملابس أحدهم، يبدو عليهِ الانزعاج و التوتر بادياً على كرستينا شعرتُ بهذا يدها ترتجف،

لا أدري لما شعرتُ بتوترها ينتقل لي لذا لم أستطع المغادرة ، ذهبتُ اليها لأعرف ما المشكلة، و أتضح بأن هناك فتحهَ في السترة، لكن يبدو أن المسؤول في حالة حرجة من الغضب لذا أفرغ كامل غضبهُ على المسكينة كرستينا لذا فقدت تركيزها، يبدو أنهُ كان قاسياً عليها،

طرقتُ بلطف على كتفها فأنتفض جسدها خوفاً تبدو مشتتهَ ، محرجة، حزينة،

- أنا سأفعلها

- لكن

- لا تقلقِ أعرف ما أفعل،

أعطتني الادوات، يبدو أن أبتسامتي و تمسيد يدها قد هدأها قليلاً،

لا أنكر لقد كانت الانظار تتحملق حولي كثيراً حتى شعرتُ برعشة خفيفة سرت في جسدي لكن ركزتُ على المشكلة و لم أنظر لأحد حتى لا أتوتر و لا يخفى علي أنني اعلم أن شخص الماثل أمامي هو شخصاً مشهوراً لذا كنتُ أتصرف بحذر شديد،
فعلتُ ما يجب و قد أصلحتُ المشكلة و الشكر لوالدتي التي كانت تصر أن الفتاة المدبرة يجب أن تتقن فن الخياطة لأنهُ سوف ينقذها من مشاكل كثيرة قد تتعرض لها و ها هو
ذا ينقذ الموقف، مال جانب من شفتي بشبه أبتسامة جانبيه لتذكري حديثها،