حنان
أن عدم أستسلامك لتلك الغصة هي بحد ذاتهُ أنتصار،
بينما أسعى هذهِ الايام للتأقلم مع الوضع الذي أعيشهُ حالياً نسيتُ نفسي، لم يكن هناك وقت لي أبداً، محاطة دائماً بالكثير من البشر الذين يحاولون فقط معرفة تفاصيل عن الخطوبة، فضولهم هذا يكاد يدفعني للجنون ، بينما يسعى الاخرون لأظهار بطولاتهم في حياتهم السابقة محاولة لهم أن يلفتوا نظري أن عليَ أن أكون أكثر صبراً و تحملاً وهضم جميع ما سيحدث بأبتسامة ، كان بأمكانهم أختصار كل ذلك الحديث بمجرد أخباري بأنني مجرد يتيمة لا تمتلك أحد، وجود هذا الحشد كان يثقل كاهلي لأنني أعرف يقيناً بأنهم عند أول مشكلة لن يكونوا سنداً لي، كنتُ أحتملهم على حساب وقتي الذي كان من المفترض أن أدرب نفسي فيهِ على تقبل هذا الواقع الذي يكسر بروحي جزءاً جزءاً و ببطئ، من جهة أخرى علي الان أن أفهم الشخص الذي أصبح جزء من حياتي في وقتٍ أنا فيهِ بأمس الحاجة الى طاقة فيهِ، من المفترض الان بأن أتقد من الحماس لكن أنا منطفئة متألمة أرغب بأن أنتزع كل ما يقيدني و أصرخ عسى أن يهدأ ذلك الضجيج، أنا فقط كنتُ أقف أمام المجهول بقلبٍ مضطرب حتى نبضاتهُ غير منتظمة، كل شيئ في داخلي يدعو الى البكاء رغم هذا كنتُ أبتسم فعل كل هذا أستهلك كل ما بقى لدي من صبر، لا أدري كيف سأواجه الباقي من حياتي و أنا بكل هذا الضعف، مرة أخرى رن هاتفي الذي لم يكن لدي لأن المنزل يضج بالبشر أحضرتهُ لي ريم تلك الطفلة المشاغبة التي كانت تصور العديد من الصور لنفسها، وجدتُ الكثير من رسائل التهنئة و أتصال من علي قبل ساعة شعرتُ بالراحة لأنني لم أسمعهُ لا رغبة عندي في الحديث معهُ و الحجة لدي لذا أشعر بالراحة، وهناك أتصالات عديدة ، لا أدري كيف نسيت لأنشغالي أن أتصل بأقربهم لقلبي و أخبارها لما حدث في الايام القليلة السابقة، حتماً سوف تأخذ على خاطرها شعرتُ بالقلق ماذا سأخبرها لابد أنها علمت الان لذا أتصلت، عاودتُ الاتصال بها و قلبي يخفق بقوة هي شخصاً عزيزاً على قلبي لم تفرقنا المسافات التي فصلت بيننا أنها أكثر شخص حقيقي في حياتي التي أحتلها الكثير من البشر عنوة ،
- هل تذكرتِ أخيراً بأن تتصلي بي
- أسفة حقاً لكن بسبب الضجيج لم أستطع أن أرد عليكِ حقاً أنا مشغولة ،
- و بسبب الضجيج نسيتِ أخباري بأمر مهم مثل خطوبتك لأعلم مثل الغريب من مواقع التواصل الاجتماعي،
- لا أستطيع أن أعطي أي عذر لكن أنتِ تعلمين أكثر من الجميع عن الحياة التي أنا بها و ما نوعها لذا لن أبرر لكِ لكنكِ كنتِ منشغلة،
تنهد وصمت من الطرفين لدقائق لأستيعاب الاحداث التي حصلت بكل هذهِ السرعة
- و كيف حالكِ أنتِ و أرجو أن لا تكذبِ علي؟
- لا أدري أنا فقط أشعر بأن كل شيئ حصل مجرد خطأ سأدفع ثمنهُ حياتي، لذا لستُ بخير أبداً
- لما لا تتحدثين و ترفعين صوتكِ شعورك هذا يأتي من داخلك لذا هو حقيقة لما تتجاهلينهُ أذن
- انتِ حقاً نسيتِ أين أعيش من سيفهم هذا و يصدقني أو أن يتكبد عناء فهم ما بداخلي
- حاولي فقط على الاقل
- لا فائدة من محاولة فاشلة لن تجلب لي سوى مزيد من الشكوك و الالم
- لا أدري هل افرح أم أحزن، فقط أشعر بالحزن البالغ لأنني عاجزة عن فعل شيئ لكِ
- فقط أرجو أن لا يكون القادم أسوء مما أعيشهُ الان، دعكِ مني و أخبريني كيف حالكِ يارا؟
- أنا بخير أتممتُ أمتحاناتي للتو بعد تعب كبير،
لقد أستغرق حديثي مع يارا ساعة و نصف تبادلنا الحديث عن الكثير من الامور هذهِ الفترة لا شيئ يحسن من مزاجي مثلما يفعل أتصالي مع يارا و الحديث معها عن مغامراتها و الامور التي تحدث معها، عندما عدتُ باسمة الى حيث يجتمع الجميع كانت جميع أعينهم علي و الابتسامة الماكرة تعلو عليهم أعلم ما الذي ظنهُ الاخرون
- تبدو الامور جيدة من أبتسامتك هذهِ،
قول عمي لهذا الكلام أشعل في داخلي شيئ من الشعور بالسخافة و لا مبالاة لذا لن أبرر لهم أن الحديث لم يكن مع علي و أنما مع يارا، أكتفيتُ بالأبتسام لهم ، لا رغبة عندي ، لن أخبرهم بشيئ لأنهم مجرد غرباء تجمعني بهم صلة دم لا صلة قلب أو موقف، لقد كان عمي يعلم أكثر من الجميع برغبتي لكنهُ تجاهل كلياً مثل العادة كل رغباتي و حجتهُ دائماً هي كلام الناس و أنهُ يفعل كل هذا لمصلحتي ، لذا أكتفيتُ بالصمت لأن الحديث لن يغير من الواقع شيئ لستُ أبنه لهم حتى يفهموا وجع هذا القلب الذي منذ نبضهُ الاول يُعاني، لم يفهم أحد سبب كل تلك الدموع هذهِ ضريبة أن تكون بلا أم أو أب، تبقى تشعر بأنك مجرد مشرد يشفق من حولهُ عليهِ، يُسحق فقط لرغبة غيرهُ بينما لا وجود لرغباتهُ أصلاً، بئساً لا أدري متى يمكن أن ينتهي هذا العذاب
أنت تقرأ
الى أين يأخذني صوت والدي ؟
Romansa- ليس هناك أجمل من أن يستمع الانسان لنفسهُ، أن يكون على طبيعتهُ بعيداً عن المظاهر