حنان- سلسلة نكباتي
أصبحت مثل الانفلاونزا
كلما كدتُ أن أنساها تذكرني بها الحياة و عندما يحين الوقت تعود مثل الانفلاونزاالصدق، الحب، الاحترام، تحمل المسؤولية، البراءة، كل هذهِ القيم الجميلة كانت عالماً لي لسنوات كبرت معي لقد كنتُ أرى العالم أجمل من خلالها لكن للأسف كل هذا أختفى مُحدثاً أخلالاً كبيراً في توازني الداخلي، الكراهية، الحقد، و الكثير من الحرمان يجتاح الجميع بسرعة هائلة ، كنتُ أتسائل الى أين تتجه حياتي الان ؟
أين أنا من الحياة التي كنتُ أريدها؟ يبدو أنني أتجه بسرعة بعيداً جداً عما أرغب بهِ، لما كل هذا البعد بين نفسي والحياة،
- هل حقاً أنتَ ظلي
- نعم أنا ظلكِ الذي لن يفارقكِ حتى في الظلام سأكون خلفكِ،
براءة أحلامي كانت أعمق خيبة تعرضتُ لها، كيف لكلمة من طفل أن تكون عميقة في قلبي هكذا، نسيتُ أنهُ كان مجرد طفل وكلامهُ لا يمثل سوى تلك المرحلة من عمرهُ ، أنا من تسببتُ بالأذى لنفسي ، تمسكتُ بغبار و نسيتُ بأنهُ عند أول نسمة تواجههُ سيختفي، نسمة حزن سحبتني داخل كل تلك الاحزان عادت بي الى نقطة البداية حيثُ الطفولة ، كنتُ مجرد طفلة غائرة العينين دائماً لشدة ضعفي لم أكن أستطيع أن أواجهه و دائماً ألجأ اليهِ لأنهُ كان صديقي الذي لا يمكنهُ أن يتركني من بين الجميع كنتُ أختبأ خلفهُ كان دائماً يتعرض للمشاكل فقط لينقذني " حمدي " أُناديهِ ليفرح كنا نركض حتى تنتفخ رئتينا من كثرة الهواء و ينقطع بنا النفس وتشنج يُصيب أقدامنا هو الفائز دائماً و أنا الخاسرة الى يومنا هذا كان محمد هو الفائز دائماً لا كلمة تعلو بعد كلمتهُ و هذا ما جعلني أكره نفسي ،
أنا حقاً لا رغبة لي في عيش هذهِ اللحظه أرغب بأن أهرب بعيداً ، لكن لا أحد يسمح لي لقد حددوا كل شيئ و كأن قلبي لا قرار لهُ بعد كل الذي عشتهُ ألا أستحق وقتاً أسترجع فيهِ عافية مشاعري التي أنجرحت، لما كل هذهِ العجلة، ليتَ هناك من أستطيع أن ألتجأ خلفهُ لكن اليوم لا ظل لي ، أكثر من وثقت بهِ لم يستطع أن يقف أمامي ، لا أصدق أن قلبي الاحمق قد أحب جباناً مثلهُ، نعم بعد كل ما حدث أستحق كل ما يحدث لي، ضجيج الالات ، حديث النساء من حولي و نظراتهن لي كانت تُزيد من مقتي لهذهِ اللحظات كنتُ أختنق بينما يظن الاخرين بأن الخجل هو الذي يجعلني هكذا، كل هذا الفتور و التسليم للأمر الواقع هو ما كان يجعل قلبي ينقبض ألماً ، أجلس لا أنبس بحرف فقط بأنتظار أن ينتهي هذا العذاب لأهرب من الجميع لأبكي بملئ حنجرتي أصرخ حتى تتقطع حبالي الصوتية،
شعرٌ مسندل سوادهُ مثل الفحم، الحواجب مرسومة بطريقة تظهر وسع عينيها أكثر ، رموشها الكثيفة، أنفها المستقيم وشفاه مثل حبة كرز ، مرسومة وصغيرة، ذات بشرة ناصعة البياض ووجناتٍ وردية كل هذهِ الملامح الحادة لم تحتاج سوى الى القليل من اللمسات لتكون ساحرة بديعة الجمال، أرتدت فستان رمادي اللون ذو حلقة حول بداية أكتافها مشكوف الصدر، ضيق عند الخصر واسع من الاسفل، جمالها الاخاذ كان يُثير كل من حولها ،
أترجفت أوصالها و أنعقد قلبها بخيط الحزن ،
تجمع اللؤلؤ في عينيها الاخاذتين يرفض لسانها أن ينطق كلمة كانت الاسهل لها دائماً
لكن 'نعم" الان تبدو مثل الموت بعد كل هذا الصراع مع روحها اعلنت موافقتها وسط كل هذهِ الهلاهل كانت تُدفن مشاعرها، كل تلك المراسم كانت تبدو تفاهه لا معنى لها، بينما يعقد قرآنها على علي كان في مخيلتها محمد و هذا ما جعل كل هذا لا يحمل معنى تلك اللحظات التي كانت لابد أن تكون خاطفة للأنفاس ممتزجة بالفرح و الحماس كانت مقبرة لها ، عليها الان أن تعيش مثل ميتة تأبى روحها أن تستقر في مثواها الاخير تطوف بلا هوادة، لا يستحق أحد أن يعيش مجبراً على تقبل واقع لا يرغب بهِ،
أنت تقرأ
الى أين يأخذني صوت والدي ؟
Romansa- ليس هناك أجمل من أن يستمع الانسان لنفسهُ، أن يكون على طبيعتهُ بعيداً عن المظاهر