1

6.3K 286 51
                                    

~بِسْمِ اللَّه~

.
.
.

مأوى الأيتام و ما يعرف بِمسكن الآلام ، يحوي عددًا ليس بِالقليل من الأطفال المغدورين بِسبب الزمن ...

من منهم تخلى عنه أهله ...

من توفت عائلته و تركوه لِيصارع الحياة بِمفرده ...

و الكثير من تلك العقبات و التي يشهدها الزمن القديم ...

العصر الفكتوري من أعظم و أرقى العصور و التي شهدت تطورات في أوضاع المعيشة ...

رغم هذا لا يمنع تواجد الحزن و الألم بين ثنايا و أطراف البشر ...

شعور غريب صحيح ... ؟

.
.
.

في ذلك المأوى و البرود ما يحيط جدرانه صوت الأطفال الصغار كَالمعزوفة حزينة تعبر عن ما بدواخلهم من قهر و حزن ...

تضم أقدامها تراقب ذلك الملاك الصغير يبكي دون توقف ...

وضعت يدها على الأرض و بدأت تحبو تتقدم منه تحمله لِيستوطن أحضانها ...

رغم جمود مشاعرها و عدم تأثرها بِهذه السخافات و برودة حضنها الجاف فَهي كبرت كما سَيفعل هذا الصغير ...

منذ صرخاتها الأولى بعد ولادتها و هي بين هاته الجدران و الخروج منهم بِمعتقدها شبه منعدم ...

ملامحها تتمتع بها فائقات الجمال ، أخلاقها لا أحد يعلمها إلا هي ، تربت بين مجموعة من الأولاد تعرف السيف و السهم و خفة الحركة ...

هذا ما تربت عليه و خلقت لأجله ... و خروجها من هذا المكان لن يتم إلا بعد أن يرأف بها أحدٌ و يشتريها ...

لِيجعلها خادمة ربما أو كَجندي في الحرب كما تحلم ...

المسؤولة في هذا الميتم لن تسلمها بكل سهولة فَإكتساب المال يعد أهم شيء و إهتمامها بها كل هذه السنوات من حقها أن تشبع بِالمال ...

عادت لِوعيها ترى ذلك الصغير غفى و رغم هذا لم تظهر حتى شبه إبتسامة على ثغرها ...

وضعته بِمكانه و إبتعدت لِتعود لِمضجعها و تراقب النجوم تدعوا الإله أن يخلصها من هذا المكان ...

.
.

الشمس تتربع وسط السماء ، أصوات الناس تسمع و تلك القهقهات مغردة لِلأذان ...

أوقف حصانه جانباً لِيترجل منه و ينزل يمسك بِذلك الحبل السميك و يربطه بِالعمود الخشبي بِقربه ...

حـربٌ عـادلـة ||  KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن