«8»عَابِرِي أَلَسْتَ تَمْلِك الْكَثِير مِنَ الْأسَرَار، وأَحْيَاناً أَشْعُر أَنْهَا أَكْثَر مِن عَدَد شَعْرِ رَأَسِي وَلَكِن يَا عَابِرِي أكُنْتَ مُشَعْوِذًا بَأيَّ شَكِلٍ مِنَ الْأَشْكَال ؟
فَرُغْمَ أَنَنَا لَمْ نَلْتَقِي مَرَّةً وَاحِدَة، وَرُغْمَ أَنَنَا نَعْرِف بَعْضَنَا فَقَط مِن بِضْعَةِ رَسَائِل هَاتِفِيَة غَرِيْبَة وَقِلَّةَ مِنَ التَّسْجِيلَاتِ الْصَّوتِيَة ،وَبَعِيْدًا عَن حَسَابِك الْوَهْمِي
كُنْتَ غَرِيبَ التَصَرُفَات، غَرِيبَ الْأحَادِيث وَغَرِيبَ الْأسْئِلَة.
تُرَاقِبُنِي بِشَكْلٍ دَائِم دُونَ أَن أَشْعُر، وَتَعْرِف تَفَاصِيلِي الدَقِيقَة.
أَتَذْكُر تِلْكَ الصْوَر التَي أَرْسَلْتَهَا لِي عَن غَرَابَةِ تَقَدُمِي فِي النَّجَاح حَيثُ لَطَالَما كَانَ عَدَدُ مَنْشُورَاتِي مَعَ عَدَدِ مُتَابِعِينِي وَالْأشْخَاصِ الْذِينَ أُتَابِعُهُم فِي أَغْلَبِ الأحَيَانِ مُتَسَاوٍ.
وَرَغْمَ غَرَابِةِ الْأمْر فِعْلًا وَلَكِنِ الْأغْرَب لَمْ يَكُن بِي بَل بكَ أَنْتَ، أَنْتَ ٱلْغَرِيْب ٱلْذِي دَخَلْتَ حَيَاتِي فَجَأَةً فِي يَوم
لِتَأتِي بِصُوَر لَصَفَحَاتِي العَدِيدَة وَمُحَاوَلَاتِي الْكَثِيرَة لِلنَّجَاح.
ولَمْ يَكِن هَذا الشَّيِء الوَحِيد الغَريب بك.
.
أنت تقرأ
عَابِر
Short Story-مُكْتَمِلَة- - لَقَدْ كَانَ كُل شَيءٍ حَقِيقِيًا سَوَاك. _ لِأنَّكَ لَمْ تَكُن سِوى عَابِر. الكتاب الأول من سلسة مشاعر واقعية.