الفصل الخامس والعشرون

188 7 0
                                    

غياب عز المفاجئ كما أنه تحدث مع ليث بلا ألقاب فى المشفى وتجهم وجهه حين رأى الهاتف كل هذا جعل القلق والشك يتسللا إليها فبالأخير ما الذى تعرفه حقا عن عز؟!

حين خرج عز من منزله أخذ سيارته ورحل بعيداً يقودها على غير هدى حتى وقف بمكان نائي يشعر بالسخط، لم يعجبه ما قاله ولا ما فعله والآن هو مضطر لتنفيذ تهديده لميرا ورغم كرهه لهذا لكن لابد منه لكى يكشف حقيقتها ويردعها عن أخاه وكل ما بيده الآن هو تمني أن تخاف وتهرب قبل ان يعود فيتخلص منها ليس من أجل ليث فقط بل من أجل هند أيضا فقد عشقها حتى النخاع ولم يعد يحتمل الصبر أكثر، يريد الزواج منها اليوم قبل الغد.

❈-❈-❈

الناس تحترق قلوبها بالآلام وحسام كل ما يهمه هو المال فقد أرسل إلى من يأتيه بالمعلومات، مجرد حقير مثله لا عمل له سوى القيل والقال والخوض فى الأعراض وسلب الأموال بلا حق وقد رحب كثيراً بمساعدته ما دام هناك مال، فحادث جار شهد الذي وافق بترحاب فقط ليذلها كما أهانته علناً وأتى يتبختر كالطاووس لظنه أنه سيثأر منها أخيراً فقد أصبح سخرية الجميع بسببها وحين سأل لم يسأل عنها بل عن مكتب جاسر وحين إستقبله يسأله عمن يكون أخبره بغرور أحمق أنه عشيق شهد وأتى ليطمئن عليها بحجة أنهما تواعدا للقاء ولم تأتي.

كانت عينا جاسر كالزجاج البارد وهو يستمع إلى تغزله الوقح بها ووصفه الوضيع عن علاقه مقززه بينهما لكنه لم يبدي أي تعليق، أراد فقط أن يعلم من يكون هذا الكائن، عجل بطلبها وحين دخلت المكتب ووجدت هذا اللزج كادت أن تصرخ لكنه فاجئها بإنقضاضه عليها يحتضنها بقوه يمنعها من الكلام أو الرفض فنهض جاسر كالعاصفه وأبعده عنها بينما إختبأت خلفه وهى تكافح لتلتقف أنفاسها اللاهثه فقد كانت تختنق.

حين هم بالحديث صرخ به جاسر: كلمه واحده وهخلى الشمس متعرفلكش طريق

ثم إستدار ينظر إليها بهدوء: مين دا يا شهد؟

- ما قولتلك يا باشا أنا أبقى...

قاطعه قبضة جاسر التى إرتطمت بوجهه بحده قفزت بجسده على الأرض فإبتلعت شهد ريقها بخوف من جاسر فهى لم تره ثائراً هكذا من قبل وتراجعت عنه للخلف بشكل غريزي بعد أن كانت تحتمي به.

إستدار نحوها مجدداً وحاول ألا يصرخ بها وقد كرر سؤاله على مسمعها فأنكست رأسها وأخبرته بأنه جار سيء يقطن بالشقه العلويه فإتسعت عينا جاسر للحظه ثم سألها بحذر إن كان هو من هاجمها فى منزلها وهددها فرفعت رأسها سريعاً بعينان متسعه لقد نسيت أنها أخبرته كل شيء وهى بين ذراعيه تعتقده صديقتها لكن مادام يعلم فأومأت بصمت وظنت أي شيء إلا تحوله إلى وحش مخيف وهجم عليه يكيله ضربات قاتله حتى خشيت ان يقتله فيسجن بسببها فحاولت إبعاده دون جدوى فخرجت تصرخ تطلب الغوث وكان صالح وأسعد وأحمد من أبعدوه بصعوبه بالغه ففزعت وتراجعت برعب لقد كانوا ثلاثة رجال أشداء يبعدونه وهو لم يتزحزح إلا حين سكن الآخر ووجهه لا يرى معالمه من التورم.

العذاب رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن