الفصل الخامس

990 72 11
                                    

الحلقة الخامسة
كانت علامات الصدمة تعتلي تقسيمات وجه، كيف له أن يتحمل جنونها الباقي من عمره، وهو لا يستطيع تحملها طوال يوم العمل؟
لا ينكر حقًا أنها تتمتع بخفة ظل، ومرحه تجعل قلبه يمرح ويمزح كطفل صغير مثلها، لكنها لا تصلح.

وحين أبدى اعتراضه، هاجت وصاحت والدته، وامرته بالنزول لعمله لابلاغها لزيارتهم فقال بنبرة راجية:

– أني عقبل اوامرك، ومش عرفض ولا اعترض، بس بلاش يا اماي اني اللي افاتحها، إحنا لسه كنا متعاركين من هبابه، كيف بس انزل عقولها هتجوزك؟
– ماشي يا ولدي، أني اللي عتصل بيها وعقولها، مالكش صالح بالحديت ده واصل.
سكت وهي ترمقه بحب، ووضعت كفها على وجهه وقالت:

– ده يوم المني لما عشوفك عريس منور كيف البدر في تمامه ياجلب امك، ياما كان نفسي بوك يكون عايش ويفرح هو كومان بيك، لكن عقول اية، الموت خطفه مني وملحقش ياحبه عيني يناضرك ويفرح بزرعته بعد ما اتشد عودها واترعرت وبجيت كيف السجرة العفيه، صلبه طولها عتفرح اللي ينضرلها من بعيد.

قبل كفها بكل حب، وجفف دموع الفرحة التي تساقطت من مقلتيها وقال:
– انتي الخير والبركة يا اماي، انتي بوي وامي وكل حاجة ليا في الدنيا، وعمري ما راح انسى انك ربتيني وحافظتي على ارضي، ومرضتيش عدخلي عليا راجل غريب يشاركني فيكي، كيف ما بيعملوا نسوان البلد.
– وه وه !! كيف عقتول كده ياولدي؟
لا عمرها عتحصل، اني مَره حره، ومستحيل اقبل لايتها مخلوق عيتحكم فيا ولا فيك، ولا حد يلمسني بعد بوك الغالي واصل، اينعم ملحجتش أخلف غيرك وتركنا الغالي، لو كنت اعرف يااه ياولدي، كنت كل سنة اچيب عيل يكونوا في ظهرك ويشدوا عضدك، لكن أراده ربنا عاد حكمت، وأنت اللي طلعت بيه من دنيتي، وكبرت اهو بقيت منور حياتي كيف السمس ما بتنور الدنيا بنورها، وبقيت راجلي وسندي، وعيالك اللي راح تجبهم من ظهرك عيكونوا سندك وراح تشد بيهم ظهرك في الكبر، يالا بلاها حديت ملوش عازه ياولدي انزل شوف حالك، واني هبابه وعتصل عليك.

قبل يداها وجبينها، وتركها وانحدر للصالة وجدها جالسة على مكتبها وامامها وعاء مملوء من اللب، تقزقز بعصبية شديدة وهي مرتبعة الأرجل، تقدم نحوها وامسك بعض القشور وقعت على الطاولة، وضعها بأستغراب من حالتها في صندوق القمامه، ثم سألها:

– ممكن أعرف اية المزبلة اللي انتيعملاها دي؟ في حد ياكل لب في شغلة، انتي فاكرة نفسك في بيتكوا وبتتفرجي على فيلم عربي؟

ضيقت عيناها كـ نمرة شرسة تستعد للانقضاض عليه وتنتظر لحظة الافتراس، رجع للخلف تأهبًا لتفادي أي لحظة تهور منها، فهو يعلم انها مجنونه ومتهوره، نهضت واقتربت منه رافعه سبتبتها امام عيناه رادفة:

– أنا كده لما ببقى عصبية ومتوترة لازم أطلع عصبيتي دي في أي حاجة، وكمان مفيش شغل دلوقتي، الجيم مهوي، ده وقت الراحة في اعتراض ؟!

تزوجت أخي ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن