الفصل الثالث عشر

950 66 11
                                    

نوفيلا تزوجت أخي... ولكن ؟!

بقلمـ الكاتبتان إيمان كمال👯 ابتسام محمود الصيري .
ايمووو👯بوسي

ثم نظر للجميع وقال بصوت حاد مرتفع:
- لو عندك نظرة رجوله باقية ارمي اليمين على بنتي، طلقها عشان انت متستهلش ضفرها، وبنات الناس مش لعبة في ايدك.

رفع بصرة إليها يستعطفها بالا تتركه، لكنه وجد منها الجمود والوجع داخل محرابها، فقالت له مأكده:

- طلقني ياجاسم، احسن ما اخلعك وهيبقى شكلك وهبتك في الأرض، ارمي اليمين زي ما بابا قالك.

عند هذه اللحظة لم يتحمل كمية الضغط الذي تضغطه وتدوس عليه أكثر من ذلك، نطق وقال بوجع وقلبه ينزف دمًا:
- مش هقدر انطقها يا ياسمينا، صدقيني مش هقدر اخرجها.
- بس قدرت تدبحني بسكينة تلمه ياجاسم مش كدة !!
حافظ على هيبتك اللي طول الوقت بتخاف عليها.
- هيبتي ضاعت خلاص.
- لا هتقولها غصب عنك، هتعيش مع واحده مش عايزاك؟

صاحت والدته بكل الغضب الذي بداخلها، واخرجته دفعة واحده كالطعنات له، في لهجة تأمره كعادتها رادفة:

- طلقها ياولدي، ازاي عتتمسك بيها بعد كل اللي حوصل منيها، دي فضحتك وعرتك قبال الكل من غير أي خشى ولا حيا، كيف عتبص في خلجتها تاني.

ابتلع حديثهما بمرارة ونظر لكلاهما والدموع سجينه بداخل مقلتيه، وقال بكسرة قلب وانهيار:

- مجدرش يا اماي، عحبها، مجدرش استغنى عنيها.
- ملعون عاد العشق اللي يرخص وعيبهدل صاحبه كيف اكده، اخس عليك وعلى الماعون اللي شالك، قسمًا بربي لا عتبقى ولدي ولا اعرفك لو فضلت على ذمتك بعد اللي حوصل.

ضغطت "ياسمينا" أكثر على جراحه كأنها ثقبت وقودًا واشعلت ثقب النار فوقه، فشتعل احتراقًا وقالت:

- اسمع كلام أمك يا ابن أمك وطلقني.

قال بتحدي وتمسك بها لابعد درجة قائلا:
- مش هطلق، مهما تقولي وتستفزيني مش هقدر أقولها.
رمقه والدها بغيظ وتوعد قائلا:
- يبقى أنت الجاني على نفسك، وهنخلعك من اول جلسه، يالا بينا يابنتي، بينا وبينه المحكمة.

كانت الدموع تحررت من مقلتيه، تدعوها بالسماح والغفران، فقد تخلى عن كبرياءه وشموخة، وهيبته كل شيء من أجل الحفاظ بها، لكنه لم يجد منها إلا العناد والجراح.

امسكت بيدها يد والدها تستمد منه القوة، فقد كانت كل قواها خارت، تشعر بانها على وشك السقوط أرضًا، فضمها والدها بحب، مقبل جبينها وحزنه ينفطر عليها، دقائق مرت كأنها دهر عليها، تريد ان تنتهي من تلك المسرحيه الهزلية، فدورها انتهى عند هذا المشهد المهين، ولا مكان لها بينهم، تتمنى ان ينسدل الستار وتكتب كلمة النهاية بكل ما مر من اوجاع لا تريد ان تتذكرها ولا تحيا فيها من جديد، وها هي الآن تخرج محملة بقلب مكسور محطم، يصعب تطيب جراحه.
رمقته بنظرة لن ينساها طيلة عمره، نظرة بها لوم وعتاب، ووجع قلب ممزق، تريد ان تتحرر دموعها وتسبح بداخلها لتفوق مما فيه، لكن حتى تلك الرحمه ابت ان تتساقط وظلت حبيسة مكونه سحابه أمام عيناها، تهدد بالانحدار لكنها عزيزة آبيه،
اولته ظهرها وهي ممسكه بيد والدها خارج المنزل بخطى مليئة بالخذلان والقهر.
حاول النهوض والصراخ عليها، لكنه لم يجد صوته يسعفه، وقف لمح بحدقته دموع والدته التي وقعت من طولها تنوح عليه وما اصابه، الجميع ملتفون حولها، حاول تهداتها لكنها رفضت يداه وازاحتها بعتاب ولوم، لا تعرف عليه، ام عليها هي وما اصابها من صدمة عمرها.
اخذ مفتاح سيارته وأسرع ليلحق بياسمين حياته، لكن اوقفته خالتة:

تزوجت أخي ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن