الفصل الخامِس

237 22 27
                                    


الشمس تملأ أركان المنزل، النوافذ مفتوحة علىٰ مصرعيها تمنح المنزل دفء ونور افتقره خلال الأيام الماضية.

تجوب نوتات الموسيقى أرجاء المنزل تحلق في السماء بحرية..

رائحة الكعك الطازج تنتشر حولهم حيث يجلس فيلكس جوار أمه يستند برأسه علىٰ كتفها بسكينة بينما تعزف هي أحدىٰ المقطوعات التي قامت بتأليفها لولدها الوحيد.

يستشعر فيلكس الطمأنينة المنبعثة من والدته بكل جوارحه يستمتع بعزفها للبيانو وكأنها آخر مرة يستمع لها..

رنين الفرن أخرجهم من حالة النشوة التي غرق بها كلاهما كل في عالمه الخاص والذي يمتلئ بهما، توقفتْ أمه عن العزف فرفع رأسه يقبل كفيها هامسًا ب

« سأنهض أنا لإخراجهم.. لا تتحركي من مكانك. »

ابتسامة دافئة نمت علىٰ ثغرها فنهض لإخراج الكعك وإحضاره لكن حالما خرج وجد الظلام يغلف المكان والتراب يملأ البيانو موضع جلوس والدته..

أسقط الطبق من يديه راكضًا نحو موضع جلوسها ينتحب بقوة يرجوها البقاء.

صرخة قوية غادرت ثغره بنحيب اختلج له صدره..

- - -

انتفض بفزع من مرقده حين رن هاتفه ، استشعر بلل جفنيه فقام بمسحهما ليجد بعض الدموع المتعلقة بهما فتنهد بحزن ناهضًا من سريره ليستعد للعمل.

انتهىٰ من إعداد نفسه وهمَّ بالخروج من المنزل لكن توقفت خطاه ليغلق الباب عائدًا أدراجه داخل المنزل.

أخذ خطاه نحو أحدىٰ الغرف المغلقة والتي لا يسمح فيلكس لأحد بدخولها ولا حتىٰ نفسه..

توقفت خطاه أمامها يتحسس بأنامله مقبضها وتعابير وجهه لازالت بجمودها بينما يعتصر داخله من الألم.

أغمض عينيه بهدوء وأخذ يلف المقبض لكن رنين هاتفه أوقفه ففتح عينيه ينزل يديه من المقبض ليخرج هاتفه يتفقد المتصل والذي لم يكن سوى چونغ آن

أجاب الاتصال فنبس چونغ بسرعة

« أين أنت؟ »

« في المنزل؟ ما الخطب؟ »

« هل أنتَ مريض؟ »

« لا، أنا قادم.. ما الأمر؟ »

« لقد تأخرت كثيرًا، الساعة الآن الواحدة.. »

« الواحدة؟ »

همهم چونغ آن ليردف فيلكس سريعًا

SCARS || ندوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن