[الفصل السادس].

957 59 10
                                    


الفصل السادس من على مر الزمان ج3

‏أيها الحطّاب، إقطع ظلي، خَلصني مِن العذابِ من رُؤية نَفسي دُون ثَمر.

= لوركا.

_______

لَم تكَّن مُرتاحة كما شعر زهُير، لم تكن تحُب تلك الملابِس التي تجعلها تشعر بأن الأعين تُلاحقها، لذلك تردَّدت قليلاً قبل الخروُج وروؤيتها نفسها عَبر المرآة، ولكنها حين رأت عيناى زهُير .. خفق قلبها بشدة، نظرات حيرة وغضب .. وإعجــاب .

زاد من قلقها ولكنها رأت بأنها مُجبرة على الأمر من ناحية أخُرى، خصيصًا بأنها لم تعد تريد المصروف الشهري الذي تأتيها جميلة، أصبحت بالثالثة والعشرين ويجب أن تضع قدميها وتبدأ بالعمل. لذلك ستعمل هذا اليوم رغم رغبتها المُلحة بالرحيل إلى المنزل.

غاب كُلاً من زُهير وكارما دقائق، وقبل أن يعُودا أخذتها إحدى العاملات إلى غُرفة التصُوير ليقُوم المُصور بعملهُ، دّلفت لداخل الغُرفة لتتفاجأ بـ لونها الأبيض الناصع والاضاءة العالية بكُل مكان ..

رأت المُصور، كان شابًا يافعًا على مَقربة من عُمرها، تبَّسم ابتسامة فاتنة .. جعلتها تتوتر بشدة، خصوصًا أن نظراتهُ لم تكُن بريئة كما توقعت بالبداية، جاء زهُير وتبعتهُ كارما التي ترُاقب وتنظُر في هدُوء يُقلق.

همست كارما للمُصور ببضع كلمات أومأ لها ثُم بدأ يأمُر دارين بأن تقف بزاوية مُعينة حتى يبدأ التصوير ويأمرها بأن تكون حازمة في ملامح وجهها ..

تنهدت تومُأ لهُ وهي تبدأ بطاعتهُ بهدوءٍ دُون تذمر رغم جسدها من الداخل في فوضى عارمة من ملامح زهُير ونظراتهُ.

كانت الدقائق التي يأمرُها ذلك المصور بأن تكون بالوقوف بزوايا مُعينة أن تجعل جسدها مائلاً، كان يُغضبها بشدة وكانت تشعر من أعُين الأخرين الاستمتاع لمَّا يرونهُ .. ولكن حين رفضت قائلة بتُوتر وقد صبغت وجهها حُمرة خجِلة من ابتسامات الشباب والفتيات حُولها..

- أنا آسفة بس مقدرش أقف بالشكل ده!

ترك المُصور (حازم) كاميرتهُ ووأتجهَ صوب دارين يهتف بصرامة قاسية:

- ده شُغلك ومعتقدش إنك جاية علشان أنفذ اللي أنتِ حبَّاه..

كانت لهجتهُ وقحة بالنسبة إليها، وحين وجدها لازالت كما هيَّ اقترب يلمس ذراعها، أتسعت دارين حدقتيها حين رأت زُهير يُمسك بـ حازم ويجعلهُ يقف بعيدًا عنها .. قال زُهير بلهجة حازمة والغضب يكسوها:

- مشِّ قالتلك مش عايزة ..

ألتَّفت نحوه يقُول:

- يبقى خلاص ياحازم، كفاية لغايَّة هِنا.

ثُم نظَر إلى دارين يهتف بصوتٍ رزين:

- غيَّري هُدومك ياريت ..

على مـر الزمان ج٢✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن