الفصل الأول. من روايـة على مر الزمان ج3.
__
" رغَم المسافات، لم أستطع مَحُى ذكرياتك منيِّ".
نظرة وآخُرى إلى هاتفها الذي قد أُرسل إليها المئـات مِنْ الرسائل سواء كانت من مريم أم مِن زملائها، كان تفكيرها مشوشة ومُضطرب، منذ أن خُطبت مريم لـ مازن، وأصبح تعاملها مع الكُل غريب ..
تتوتر حين ترآه مُقبلا نحوها، لاتخرج من منزلها إلا للعمل وتعُود فوراً دُون أن تتحدث عن يومها ..
فقدت الكثير حين رأت مازن سعيدًا بِجُوار مريم، لم تكن سعيدة بتلك اللحظات حين يمازحها، أو حتى يتحدث معها في العمل. تعاتب نفسها لأنها مَن أقحمت نفسها في تلك المعضلة.
فجأة سمعت رنين هاتفها يعلو صوتهُ، أقتربت بهدُوءِ لتجدِ بأنهُ مازن من يهاتفها، وقبل أن تُجيبهُ .. فُتح الباب مِن قبل والدها، نظر إليها في استفهام حين لاحظ شحُوب وجهها.
- مالك يا ميادة؟ في حاجة مضيقاكيِ؟
- ممكن بلاش العريس يا بابا؟
قالتها بيأسٍ شديد، كانت دائما ترفض كل شخص يأتي ليتقدم إليها، تقدم الكثير من الأعذار، ولكن بلا جدوى، فـ تلك المرة ستُقابل ذلك العريس، حتى يهدأ والدها من تـسـآلاتهُ الكثيرة.
- "لو في حد في حياتك، قُولي؟ متخلنيش أقلق عليكِ يابنتي؟
هـزت رأسها نافية تقُول:
" مفيش حد يابابا، بس أنا حاسـة إني مش مستعدة".
قالتها وهي تغلق الهاتف في سرعة، نظر إليها متشككًا:
"- كلامك أنا مِش مقتنع بهِ، المرة دي إسمعي كلامي وقابليهِ .. ومفيش نقاش تاني في الموضوع ده".
أغلق الباب بعنف، لتشهق باكيـة بألمٍ، لم تسطتع أن تنساه، كيف تنساه وهي تراه كل يوم، وكل مرة يتحدث معها تتغير حالتها من الأسوء إلى الأحسن، فكرت بـ ترك العمل ولكنْ مريم كانت لاتستطيع مُفارقتها، وأحيانا كانت تريد أن تخبرها بما في صدرها حتى لاتجعلها تأتي مرة أخُرى!
ولكِن دائما مـا يقع حظها .. ولاتستطيع أن تتفوه بِكلمة.
***
نظر مازن إلى الهاتف بـ استغراب، تلك كانت المرة الأولى التي يُهاتف فيها ميادة ولا تُجيبهُ، نظرت إليه مريم بتركيز قائلة:
-" مش بتـرُد صح؟".
هـز رأسهُ هزة بسيطة، لتطُلب مِنهُ أن يذهب إلى منزلها حين ينتهي الدُوام ويعطيها بعض الأشياء الخاصة بالعمل، ثُم أستكملت العمل تهتف:
-" كُنت قايل في حاجة مهمة، عايز تقولها ليا؟"
ضم شفتيه وهُو يتذكر ثُم هتف بابتسامة مستغربة:
أنت تقرأ
على مـر الزمان ج٢✅
Romantizmوَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي