• الفصل الأول مِنْ رواية {على مر الزمان}- الجُزِء الثاني.
•••••
وحين سُئلت لمن أشتقت قلت لمن كان في مقامِ الوجودِ، وفي قلبها كان ولازال هُو الموجودُ وهتفتُ بإسمه حين غلبني الوجوم .
______
بعد مُرور سِتة أشهر على وفاة يُوسف.
كانت راكدِة بغُرفتها، شاحِبة الوجههِ تبكِي بدُون توقف، مرت سِتة أشهر ولم تمنع نفسها بالبكُاء، صاحِبها الأرق طُوال هذه المدة مِع كُوابيس عن يوم الحادِثة.
جِلست زينب بجانبها تنظُر إليها بغير رِضى، إمتنعت عن تناول الطِعام وحين تأكل لاتاكل غير شقاق من الطعام، قالت زِينب بحُزن يغمرها:
- أمتى يابنتي هتنسيهِ؟
قالتها مُربتة على ظِهرها، ولكِن مريم كانت بعالم آخر تنظُر إلى صورة خُطبتها بأعُين متلألاة بالدِمع، ظِلت تتحِسس وجهه عبر الصوِرة بغير تصدِيق، هتفت من بين شهقاتها:
- مين اللي يقدِر ينسى اللي محفور بقلبهُ، انا مفقتِش إنسان أنا فقدت قلبي.
- أنا عارفة أنه صعب أنك تنِسيهِ بس متوقفيش حياتك عليهِ، يُوسف لو كان عايش مكنش ..
قاطِعته صارخة بها بحدة:
- يُوسف لو كان عايش مكنتش هبقى أتعس واحدة في الدِنيا، بس يُوسف سابني ياماما، وعدني ولاول مرة يخلف بوعدهُ.أرتعش جِسدها وظِلت تُردد بأنهُ موجودِ، كان مظهرها يوجع القلب وكانت زِينب غِير راضية على الحالة التي أصبحت عليها، لتمِسك برسغ إبنتها قائِلة :
- يُوسف كان بيحبك علشان كُنت منورة من غيره وبوجودهُ، مريم محدِش يقدِر يعارض أقدار ربنا، فُوقي لنفسك، فوقي ! مِش خايفة الدُنيا تودِسك وأنتِ لسه في أولها.نظِرت لها مريم بشجنٍ يقطع لهُ القلب، أغمِضت عينيها بقوة تعتصرهما لتتذكِر ملامحهُ، إبتسامتهُ وضحكتهُ التي تُجلجل جدران قلبها، وتذكِر عناقهُ لها قبل رِحيلهُ، إبتسمت من بين دِموعها لتُعانق والدِتها قائِلة بإصرار بنبرة هادِئة:
- أنا مِش هنسى يُوسف، بِس أنا هرجِع علشانهُ، علشان لما أمُوت هبقى لـ يُوسف بِس.نِزلت زِينب للمطبخ لتعُدِّ الفطُور لـ مريم، والتي كانت تنظُر في أنحاءِ الغُرفة بتَشويِش كبير، تُريدِ أن تعيد حياتها التي أودأتها بنفسها، قطِعت إتصالاتها بالجميـع عـدا جِميلة ومَازِن.
ولكِنها تذكِرت صُحبة جامِعتها، ولأنها كانت معهـا أرقام هُواتفهـن، أقتربت من إحدى الصنادِيق تبحِث عن دِفتر بهِ كُل الأرقامِ، ولكنها لم تعثر عليهِ، شعرت بخِيبة كبيرة ولكِنها نزِلت على الفُور لوالدِتها تهتف بتساءُل:
- ماما شُوفتي النوتة الصفرة؟
عقدَ زينب حاجِبيها بإستغراب، مـر زمن مُنذ أن وضعتها بين أشياءِ جامعتها، لتتذكِر زينب مكان الدِفتر الصغير، لتُقول:
- هتلاقيهِ في صندوق تحت سريري.
هرعت مريم للطابق الأعلى تبحِث عنهُ، ولكِن كانت غِصة بحِلقها تؤلمها، كُنت يامريم ستتزوجيهِ، الوحيد الذيِّ ملك قلبك ذهب ولن يعود مرة آخرى.
أنت تقرأ
على مـر الزمان ج٢✅
Romansوَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي